العدد 2336 - الثلثاء 27 يناير 2009م الموافق 30 محرم 1430هـ

من يهمه مصلحة المنتخب؟

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أبدى الكثيرون استياءهم من الاستدعاء المفاجئ لنجم النجوم اللاعب جيسي جون لتشكيلة المنتخب الوطني المقبل على لقاء مهم مع اليابان اليوم (الأربعاء) في التصفيات التأهيلية لنهائيات كأس آسيا 2011، بعد الفضيحة التي كبدها اعترافه بندمه اللعب للمنتخب، وبعد أن عبر الشارع الرياضي عن عدم رضاه عن توالي هذه الفضائح ومطالبته بتحقيق مع اللاعب بشأن ما ورد في مقابلته مع مجلة «سوبر» الإماراتية.

الغريب في الأمر أن الاستدعاء جاء سريعا وبعد أيام قلائل من اعترافه بأنه ندم على اللعب لمنتخب البحرين بعد اتصالات من منتخبه الأم نيجيريا، وكأن من يقف وراء هذا الاستدعاء لا يهمه ما يقوله الشارع الرياضي الذي طالب بالحقيقية والتحقيق، بل يهمه تحقيق أهدافه الشخصية.

لم تكن مطالب الشارع التي وضحت عبر العديد من الردود التي تسلمها «الوسط الرياضي» تطالب بأكثر من إجراء تحقيق مع اللاعب ومعرفة حقيقة ما قاله والابتعاد عن المجاملات والأكاذيب التي قيلت هنا وهناك، وبالتالي اتخاذ اللازم، لكن وعلى عكس المتوقع قام العجوز ماتشالا باستدعائه من دون أن ينظر لهيبة الوطن التي أمست مخدوشة بأفعال هؤلاء على رغم أنه أحد المستبعدين السبعة من القائمة بعد خليجي 19، وكان تبريره من أن اللاعب لم يكن ضمن هذه القائمة أقبح، وخصوصا أن اللاعب لم يقدم ما يشفع له بالبقاء واللعب.

لماذا لا نعترف بأن جيسي لم يقدم ما هو مطلوب منه حتى نقوم على أقل التقادير باستدعائه ومواصلة استبعاد الستة البقية الذين يقدمون مستويات أفضل منه، أو على الأقل يواصلون اللعب مع أنديتهم، لماذا لا يعترف المعنيون بأن اللاعب عندما جاء إلى سلطنة عمان لم يكن قادما من ناديه ببلجيكا وإنما من مكان آخر، لماذا يتم استدعاؤه في كل مرة وهو لا يشارك المنتخب إلا في تدريب واحد فقط قبل كل مباراة وكأن المنتخب متوقف عليه.

أصبح الجميع يشك في أن المنتخب أمسى تتقاذفه المصالح التي تعيث فيه فسادا، وهذا على أقل التقادير ما تشير إليه مدرجات الاستاد الوطني الخالية في كل مباراة للمنتخب، حتى بات المنتخب وكأنه يلعب على أرض غير أرضه وأصبحت المنتخبات الضيفة لا تهابه بسبب أن المنتخب الوطني يفتقد لسلاح مهم وهو الجمهور.

سيقول الكثير بعد هذا بأنني أقف ضد مصلحة الوطن الذي هو أمام مهمة وطنية اليوم، لا بل وإنني أعبر عن الحرقة التي تشتعل داخل قلبي وقلوب الكثيرين من عشاق الأحمر الذين تهمهم مصلحة المنتخب أولا وأخيرا.

وما دمنا نتحدث عن المنتخب الوطني، يمكننا القول بأن المباراة المقبلة للمنتخب الوطني لكرة القدم مع اليابان اليوم (الأربعاء) في التصفيات التأهيلية لنهائيات كأس آسيا 2011 ستكون حاسمة بشأن العديد من النقاط المهمة، أهمها إعادة الثقة إلى الجماهير البحرينية اليائسة من تحقيق بطولة ما، وربما تكون مدرجات الملعب الوطني اليوم خير دليل على عدم وجود الثقة وانعدامها بين المنتخب والجماهير، فمنذ المباراة الجماهيرية التي لم نشهد لها مثيلا مع ترينداد وتوباغو في تصفيات كأس العالم 2006، لم نر مدرجات الملعب الوطني تحتضن نصف هذا العدد.

يدرك جميع من في المنتخب من مسئولين ولاعبين أن تحقيق الفوز اليوم على اليابان هو الحل الأمثل لإعادة الجماهير من جديد إلى المدرجات، لكن ربما لن يكون الفوز فقط هو الحل الأمثل لاستعادة العشق المعتاد وهذا على الأقل ما هو مطلوب من اللاعبين، بل وأن استعادة اللعب الجميل يزيد من حظوظه في الظفر بمدرجات أكثر حيوية، وبالتالي يتطلب من اللاعبين بالدرجة الأولى أن يبذلوا المزيد من الجهد من أجل تحقيق هذه الأمور المهمة لإعادة الروح إلى المدرجات التي أمست خاوية على عروشها.

ولعل المشاهد التي شاهدناها في «خليجي 19» من أن الحضور الجماهيري العماني كان عنصرا مهما في تحقيق عمان للبطولة، خير دليل على أن المنتخب بحاجة ماسة إلى هذا السلاح في بقية مشواره في التصفيات الآسيوية وكأس العالم، لكن من دون شك هذه الجماهير تريد أيضا من يجذبها سواء من الاتحاد بفتح المدرجات مجانا أو المنتخب بأدائه الرائع ونتائجه المطلوبة، ودعواتنا للمنتخب بتحقيق نتيجة إيجابية تجعله قريبا من التأهل

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2336 - الثلثاء 27 يناير 2009م الموافق 30 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً