العدد 2726 - الأحد 21 فبراير 2010م الموافق 07 ربيع الاول 1431هـ

هكذا تفكّر «الوفاق»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استضافت صالة طيران الخليج، مساء الخميس الماضي، اجتماع الجمعية العمومية لأكبر جمعية سياسية في البحرين، تمتلك أكبر كتلة نيابية، وتمثل أكبر كتلةٍ شعبيةٍ في الشارع.

المؤتمر العام استضاف هذا العام ضيوفا من خارج وداخل البحرين، في مقدمتهم رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في المملكة المغربية الشقيقة، التي تشبهنا ونشبهها في الكثير من القضايا والتطلعات والهموم. إلى جانب بعض السفراء ورؤساء الجمعيات السياسية وحشد كبير من الصحافيين ورجال الإعلام.

كان واضحا أن «الوفاق» لم تأتِ لمناقشة المقاطعة والمشاركة، فالأمر محسوم سلفا، ولم ننتظر كصحافيين ومتابعين، صدور بيان لاحق يؤكد المشاركة خيارا استراتيجيا، فلا خيار بين أن تكون رقما صعبا أو نصف صعب في المعادلة، أو تكون مشرّدا في الشارع، يُصادر حقك في عقد اجتماع عام باسم القانون، وتُمنع من التعبير، وتتلاقفك الهراوات وتخنقك مسيلات الدموع.

أطرافٌ كثيرةٌ متعارضةٌ، تتمنّى أن تعود «الوفاق» إلى التظاهر في الشارع، بعضها في الحكم وبعضها في المعارضة، ولكنها جميعا تنقصها الحسابات التي ترجّح المصلحة الوطنية العليا ومستقبل هذا الشعب.

خطاب الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان جاء بمثابة «خريطة طريق»، استهله بتحية الشهداء الذين قدّموا أرواحهم نصرة لقيم الحق والخير والإصلاح، وحيّا الرموز الوطنية الغائبة (الشيخ الجمري، أحمد الذوادي، عبدالرحمن النعيمي وعبدالأمير العرب) الذين رفدوا بعطاءاتهم وتضحياتهم مسيرة العمل الوطني الموحّد.

الوفاق إذا لم تأتِ بأكثر من ألف وخمسمئة عضو، ربعهم على الأقل من النساء لتناقش المشاركة، فالقرارات الاستراتيجية لا تخضع للأمزجة الشخصية والانفعالات النفسية، وإنّما تقوم على حسابات الربح والخسارة في لعبة السياسة، وما هو متاحٌ من خيارات مهما كانت مرّة أو محدودة.

سلمان، بعث رسائل في عدة اتجاهات، أولها باتجاه الحكم، متمنيا استمرار التواصل الذي مازال دون الطموح، وكان موضوعيا حين أرجع ذلك إمّا إلى قصورٍ لدى الوفاق، أو لدى الدواوين حسب تعبيره.

الرسالة الثانية باتجاه الجمعيات السياسية الحيّة والحليفة، والثالثة باتجاه العمّال الذين يواجهون مشاكل الفصل في أكثر من موقع عمل كبير، والرابعة باتجاه كوادر الوفاق نساء ورجالا. أما الرسالة الخامسة فلجمهور الوفاق الذي أنجح السلسلة البشرية الكبرى، ووقّع بالآلاف على الوثيقة التاريخية المناهضة للتجنيس، وأسقط مشروع زيادة سعر البنزين في مسيرة «إلاّ لقمة العيش».

سياسيا، أعرب سلمان عن طموحاتٍ يعتبرها البعض حاليا أحلاما، ويعتبرها آخرون كوابيس، مثل التداول السلمي للسلطة والحكومة المنتخبة، وحرية تشكيل الأحزاب، وهي مرحلةٌ لم تنجز حتى الآن في أي بلد عربي كما قال. ونادى مجدّدا بأهمية المساواة الحقيقية بين المواطنين في الحقوق والواجبات، والعدالة والمساواة في الأصوات والكتل الانتخابية، ومعالجة داء التمييز الذي يفرّق بين أبناء الشعب أسرا وأفرادا، ما أثار عليها عشّ الدبابير.

ضيف المؤتمر سعد الدين العثماني المغربي، تكلّم عن التحديات المشتركة أمام الأحزاب والجمعيات السياسية، فـ «المستقبل يحتاج منا جميعا إلى وضع برامج لمقاومة الفساد المالي والإداري الذي يشكل واحدا من أكبر تحديات تطوير النظام في العالم الثالث، والنضال من أجل تعزيز حقوق الإنسان، ثقافة وممارسة».

في كلمة الجمعيات السياسية، تحدّث أمين عام المنبر الديمقراطي حسن مدن عن رغبتها في دخول الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة متفقة مع «الوفاق»، وهي رغبةٌ يشاركه فيها ويتمنى تحقيقها الكثيرون من أبناء الحركة الإسلامية والوطنية بمختلف تلاوينها، وكل الأمل أن تأخذها الوفاق بعين الاعتبار. وفي الوقت الذي عبّرت عن تطلّعها للتنسيق في الملفات المشتركة وفي مقدمتها الحريات والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان، فإنها ستكون أفضل سندٍ لكتلة الوفاق التي قدّرت موقفها النيابي عاليا في التصدي للفساد المالي والإداري.

حصاد المشاركة دون الطموح بكثير. الوفاق رسمت خارطة الطريق الوعر، ولم يكن صعبا أن تختار بين البقاء والمدافعة... أو تُخلي الساحة للمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة... وتستعد للخروج نهائيا من الجغرافيا والتاريخ!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2726 - الأحد 21 فبراير 2010م الموافق 07 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 1:59 ص

      خربوش

      نريد كلمة حق

    • زائر 31 | 4:19 م

      راقبوا سلوك كثير من المنتمين لجمعيتكم ياوفاق فهم متسلقون

      يعيش بيننا الكثير من المنتمين للوفاق ولكن تصرفاتهم مخزية وتسيء للجمعية ورئيسها .. هؤلاء يشاركون في الفساد والبوق ويساعدون المسئولين المفسدين في أعمالهم من أجل الكراسي .. على الوفاق أن تنتبه لهذا الأمر الخطير وتسأل عن سلوك المنتمين لها في أعمالهم وفي مجتمعهم.

    • زائر 30 | 3:20 م

      سيرو ونحن خلفكم

      الى الامام يا جمعية الوفاق ولا بد للحق يوماً ان ينجلي و تعلو كلمة الحق رغم انوف الظالمين ويا ويلهم من يوم الحساب ..وتسلم سيدنا.. ام حممود

    • زائر 28 | 11:55 ص

      لحظة تفكر

      نعم للوفاق ولا لـمن يريدون ان تخلو الساحة لهم ..
      اقول الى كل من كان مع الوفاق والآن ضدهم قفوا وتأملو قليلا ...
      نعم ما حققته الوفاق في نظرنا قليل مقارنة بطمحوح الشعب الذي ساندها واوصلها الى البرلمان وهذا"ليس ذنبها" فكان طريقها وعرا جدا ولايمكن ان يقضى على الفساد الذي استمر طويلا في 4 سنوات.
      اقدر جهود الوفاق واتمنى لهم كل التوفيق في الدورةالبرلمانية القادمة.

    • زائر 27 | 9:24 ص

      الى متى الصبر

      لماذا تقسمنا الوفاق الى قسمين!لماذا لا تتفق مع حركة حق على الحركة ان تكون من البرلمان والشارع لتحقيق اهدافنا المشتركة!
      الوفاق تعلم ان هنالك نواب انتخبناهم ليسوا اهلا للثقة..يجب عليها ان تلم شمل جميع الجمعيات وتستغل الشعبية الجارفة خلفها,
      الملفات العالقة كالتوظيف والاسكان والفساد المتفشي في البلد,يجب عليهم قبل اغلاق كل ملف ان يحل باي طريقة كانت برلمانية او بشارع..تحثون الناس على الصبر يا وفاق قدمرت حوالي التسع سنين والتجنيس عشعش في مجتمعنا وتجاوزنا المليون!!

    • زائر 26 | 7:42 ص

      انا مقااااااااااااطعه

      مااستفديت شي وماسوا لي شيئ ماراح ارشح احد الوفاق شغلت ربعها واهلها فقط واحنا علينا التصويت ليش ؟؟؟؟

    • زائر 25 | 7:35 ص

      آلام الزمن _ ام محمود

      أمس في مقال د. منصور الذي كان بعنوان الوفاق وخيار المشاركة ذكر الجملة التالية في الختام (ولكن كل شخص يعمل يخطئ والمهم أن يتعلم من خطئه ويكتسب خبرات متراكمة، ويواصل الطريق الوعر مع الالتزام بالمبادئ) واليوم استاذ قاسم ذكر (الوفاق رسمت خارطة الطريق الوعر) فهناك تشابه في أفكار الكاتبين وجاء بالصدفة تكرار كلمتي الطريق الوعر وهو بالفعل كذلك أمام أكبر جمعية وأكبر كتلة في البلاد وأنا أشبه الوضع الحالي بالنسبة للوفاق كمن يريد أن يدحرج صخرة كبيرة الى قمة الجبل أكيد العبء ثقيل عليه ويحتاج الى أيادي مخلصة.

    • um amal | 7:32 ص

      الى من يريد المقاطعة

      انا مع المقاطعة اذا كانت لكافة الجمعيات السياسية ..باعتبار هذا البرلمان صوري ولا يحقق الامال ..ولكن اذا شارك البعض يعني وصول المفسدين وسراق الوطن واصحاب السوابق في نظام امن الدولة.. فهل نسمح لهم بتدمير ما تبقى من وطننا،حتى لو لم نستطع ان نغير افلا نقف حجر عثرة امام مخططات الحرامية اللي في البرلمان.. لنشارك مع الوفاق اذا

    • زائر 24 | 6:53 ص

      الراس مرفوع مع الوفاق

      الوفاق مستقبل الشعب نحن معكم معكم معكم و الى الامام.

    • زائر 23 | 6:30 ص

      علي سهوان

      أنا كن مقاطع في انتخابات 2006 ولكن بعدكما وجدت إفلاس جميع القوى التي لم تصل أو المقاطعة وجدت أن مشروع الوفاق رغم علاته أقوى وأفضل من جميع المودين في الساحة . اليوم أنا من يطالب الوفاق بالمشاركة وأنا من سوف يدعمها , وما هذه الفزعة الحكومية ضد الوفاق بخصوص المؤتمر إلا لأن الوفاق أصبحت قوية بما فيه الكفاية .

    • أبو ولايـة | 3:50 ص

      حفظ الله الوفاق ومرجعيتها

      قد يبدو للبسطاء أن الوفاق قد أختارت الطريق الأسهل والأضمن لاستمراريتها، ولكن هو العكس من ذلك لأن الوفاق اختارت الطريق الأصعب في تاريخها وهي ان شاء الله ستستمر دوماً لنصرة قضايا هذا الشعب الأبي .. رغم تضييق الحكومة ورغم تهجمات البعض من المعارضة عليها ..

    • زائر 19 | 3:49 ص

      ما اسهل الطماشة

      ما أسهل حرق الاطارات وسد الطرقات وتكسير اشارات المرور. لكن ما اصعب ان تكافح وتنتزع حقوقك بين من يريد أن يخرجك من بلدك ويستعدي عليك الأرض والسماء.يا وفاق راجعي حساباتك ودققي على من تختارينهم لتختاري الأفضل والاكفأ والله يكون بعونك.

    • موظفة مؤقتة | 3:38 ص

      حفظك الله ياسلمان

      هكذا كنتم ومازلتم تسعون من اجل صالح هذا الشعب المهموم فإلى الامام ورغما عن من يكيد لكم نحن من خلفكم

    • زائر 17 | 3:11 ص

      خيار المشاركة اصعب بكثير من خيار المقاطعة

      سهل جداً ان ترفع الشعارات الحماسية فيصفق لك الآخرون وسهل جداً ان تجلس فتتكلم عن القواعد العامة دون النظر للتفاصيل والإستثناءات وسهل جدا ان تتكلم عن عناويين اولية دون النظر الى الظروف الموضوعية والعناويين الثانوية التي قد يكون من الصواب النظر لها واخير سهل جداً ان تقاطع وتقوم بكل ما سبق ذكره وصعب جداً ان تشاركة فتصبح بين مطرقة المندفعيين الحماسيين وسندان السلطة،وخلاصة القول (المشاركة الخيار الأصعب).

    • زائر 16 | 3:02 ص

      لملمة الجراح قبيل الانتخابات

      كنا مع الوفاق واعطيناهم اصواتنا دون تردد ...ولكنهم لم يكونوا على مستوى الطموح كانوا اقل اقل اقل بكثير وسكتوا طول الاربع سنوات والشعب يعتصر وينزف والوفاق ساكتة رغم تذمر الشارع من أداءهم المخزي في البرلمان والبلديات والآن جاءت قبيل الانتخابات لتطلق الشعارات الرنانة لتستغفل الناس البسطاء... لا لا والف لا للوفاق واي جمعية اخرى .. نفضل ان لاتدخل الوفاق البرلمان بهذا المستوى لانه ليس من عاداتنا نقف مع من خذلنا وخيب آمالنا

    • زائر 15 | 2:30 ص

      موت بكرامة خيرا من حياة الذل

      أن نضرب بالهروات ونشرد بالشوارع ونستنشق المسيل ونحن رافعين راسنا ومحافظين على كرامتنا خيرا لنا من أن نقبل الخشوم ونستجدي عند سلطان جائر ونذل أنفسنا ونشرعن الباطل ونطبل للظالم للحصول على فتات من حقوقنا

    • زائر 14 | 2:28 ص

      الحق يعلو ولا يعلى عليه ......

      نعم الحق يعلو ولا يعلو عليه نعم هذا هو المنطق والناموس وسنة الباري ومن يرى خلاف ذلك فهو خاسر والتاريخ يعلمنا الا اذا كنا لا نقرأ التاريخ أو لا نفهم ما نقرأ فتلك مصيبة ومصيبة كبرى ولتكن المحبة هدفنا والوطن يجمعنا ....

    • زائر 13 | 2:23 ص

      محايد

      البعض يظن ان الوفاق هي مجرد 17 نائب .. منهم الصالح و الطالح ، و لكن الوفاق هي مؤسسة تضم في كوادرها المئات و في منتسبيها الآلاف و في خطها مئات الآلاف

    • زائر 11 | 2:21 ص

      تقى البتول

      تعم للوفاق وتعسا للاقلام الماجوره وتحيك ياسيد

    • زائر 9 | 1:20 ص

      الى متى

      ولكن كلمة الحق موجعة ومؤلمة و لا يمكن لها ان تسود في اجواء الفساد

    • زائر 8 | 12:47 ص

      نعم للحق

      نعم للكلمة الحق نعم للقول لا للظلم نعم للوفاق الشجاعة نعم للمجاهدين الاحرار ، وإن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر

    • زائر 7 | 12:27 ص

      المقاطعة لا عني أبدا الخروج من الجغرافيا يا سيد ،

      هذا البرلمان الذي أصبح مغارة علي بابا ألم يكن حصاد الشارع وحصاد الأرواح الطاهرة التي صعدت لبارئها تحت وطئة مسيلات الدموع والرصاص الحي !! أم أنه جاء من خلال الإنصياع لمجلس الشورى في التسعينات ! سوف نقاطع ولن نؤسس لعرف خاطئ ولن نلتفت للأصوات النشاز التي تقلب الحق باطل والباطل حق ، وصوت الحق لن يموت أبدا يتوارث من جيل الى جيل كما هي أصوات أئمتنا الأطهار رغم بعدهم عن مراكز القرار الذي يسيل لعاب البعض عليه !

    • زائر 6 | 12:22 ص

      المقاطعة لا عني أبدا الخروج من الجغرافيا يا سيد

      المقاطعة لاتعني الخروج من الجغرافيا

    • زائر 5 | 12:17 ص

      نحن مع الوفاق

      هذا الشعب المسالم مع الخط الاصيل للمطالبة بالحقوق وهو خط الوفاق الجناح السياسي للقيادة العلمائية.
      معكم ولن نترككم ويمكنكم في الشدائد أن تراهنوا علينا وكفى....

    • زائر 4 | 12:05 ص

      الوفاق الرقم الصعب في المعادلة السياسية

      معكم يا وفاق الشعب في الخيارات الاستراتيجية وشكراً للكاتب المتألق قاسم حسين .

    • زائر 1 | 8:38 م

      سيري و نحن خلفك يا وفاق

      نعم للوفاق و نحن سنخدمها بأعيننا
      و سنكافح من أجل إنجاح برنامجها الإصلاحي

اقرأ ايضاً