تستحق قصص النجاح اهتمامنا لكي تستمر في تحقيق التقدم كما لتخدم كنموذج يحتذي به الآخرون. وحتى فيما نقوم بتقوية النجاحات، يفرض علينا ضميرنا أن لا نجفل أمام الصعوبات العارمة المتمثلة بتحقيق اختراقات ضد البؤس في أماكن قاسية كالسودان، الكونغو، كوريا الشمالية وزيمبابوي، أو في المسائل المتعلقة بوضع حد لعدم المساواة بين الجنسين والتمييز بين المثليين والمثليات من الشرق الأوسط حتى أميركا اللاتينية، ومن إفريقيا حتى آسيا.
الآن علينا أن نستمر في الضغط لإيجاد حلول في السودان حيث تهدد التوترات الجارية بأن تضيف إلى الخراب الذي ولدته الإبادة الجماعية في دارفور وإلى الأزمة العارمة للاجئين. سوف نعمل على تحديد الطرق التي يمكننا نحن وشركاؤنا أن نعزز بموجبها الأمن الإنساني ونركز اهتماما أكبر في نفس الوقت على الجهود الهادفة إلى منع حصول عمليات إبادة في مكان آخر.
وبالطبع سوف يبقى تركيزنا على النساء، حقوق المرأة، دور المرأة ومسئوليات المرأة. وكما قلت في بكين العام 1995، «حقوق الإنسان هي حقوق المرأة، وحقوق المرأة هي حقوق الإنسان». ولكني أود لو كان بإمكاني ترجمة ذلك بنفس تلك السهولة إلى أعمال وتغييرات. هذا المثال الأعلى بعيد عن التحقيق في أماكن عديدة حول العالم، ولكن لا يوجد مكان يجسد الظروف الصعبة للغاية والمأسوية التي تواجه النساء أكثر مما هو الوضع في شرق الكونغو.
كنت في غوما في أغسطس/ آب الماضي، مركز انطلاق أحد أكثر المناطق عنفا وفوضوية في العالم. وعندما كنت هناك قابلت ضحايا العنف الجنسي المخيف وقابلت لاجئين طردوا من منازلهم على أيدي القوات العسكرية العديدة العاملة هناك. وسمعت من العاملين على إنهاء هذه الحروب وحماية الضحايا في مثل هذه الظروف القاسية للغاية. رأيت أفضل وأسوأ وجه للإنسانية في يوم واحد، أعمال لا يمكن وصفها من العنف التي تركت نساء عذبن بدنيا وعاطفيا، وبطولة النساء والرجال أنفسهم، من الأطباء، والممرضات، والمتطوعين العاملين على إصلاح الأبدان والنفوس.
إنهم الآن يعملون على الخطوط الأمامية في الكفاح من أجل الحقوق الإنسانية. رؤية شجاعتهم وعزيمتهم، وشجاعة وعزم الشعب الكونغولي والثبات الداخلي الذي يدفعهم للعمل لا يُشكِّل مدعاة للتواضع فقط بل يلهمني أيضا في كل يوم الاستمرار في العمل.
إذن هذه الأوجه الأربعة لمقاربتنا، المساءلة، البراغماتية المستندة إلى المبادئ، شراكات من القاعدة إلى الأعلى، والمحافظة على تركيز واسع عندما تكون الحقوق في خطر، سوف تساعد في بناء أسس تمكّن الناس من الوقوف والنهوض من الفقر، والجوع، والمرض. وهذا سوف يؤمن حقوقهم في ظل نظام الحكم الديمقراطي. علينا أن نزيل سقف الطغيان، والفساد، والعنف.
وعلينا أيضا أن نطلق الإمكانيات الإنسانية من عقالها عبر تمكين الوصول إلى التعليم والفرص الاقتصادية. بناء الأسس، رفع السقف، وإطلاق القدرات، جميع هذه في آن واحد. لأنه عندما يملك الفرد الطعام والتعليم ولكن ليس الحرية للمناقشة والمناظرة مع مواطنيه، يُحرم من الحياة التي يستحقها. وعندما يكون الفرد جائعا أو مريضا لدرجة لا يمكنه فيها العمل أو التصويت أو ممارسة العبادة، فإنه يحرم من الحياة التي يستحقها. الحرية لا تأتي بالإجراءات النصفية، والعلاجات الجزئية لا يمكنها أن تصلح المشكلة بكاملها.
ولكننا نعرف أن الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق بالنسبة لمناصري القدرات الكامنة الإنسانية. يمكننا أن نقول إن الحقوق غير قابلة للتصرف، ولكن جعلها كذلك يتطلب دائما عملا شاقا. ومهما رأينا مثلنا بوضوح، فإن مباشرة العمل لجعلهما واقعا حقيقيا يتطلب خيارات صعبة. حتى ولو اتفق الجميع بأنه يتوجب علينا القيام بكل ما يمكن أن يحسّن حياة الناس على الأرض، فإننا لن نتفق دائما على أي مسار عمل يتناسب مع ذلك الوصف في كل حالة. هذه هي طبيعة الحكم. ونحن جميعا نعرف أمثلة عن النوايا الطيبة التي لم تؤد إلى نتائج، وحتى أن بعضها أنتج عواقب غير مقصودة قادت إلى انتهاكات أكبر لحقوق الإنسان. ويمكننا أن نتعلم من الحالات التي فشلنا فيها في الماضي؛ لأن صعوبات الماضي تثبت مدى صعوبة التقدم، ولكننا لا نقبل جدل البعض بأن التقدم في بعض الأمكنة مستحيل؛ لأننا ندرك أن التقدم يحصل.
برزت غانا من حقبة تميزت بالانقلابات وانتقلت إلى حكم ديمقراطي مستقر. وانتقلت إندونيسيا من حكم قمعي إلى ديمقراطية إسلامية وعلمانية نابضة بالحياة. استبدلت تشيلي الديكتاتورية بالديمقراطية ضمن اقتصاد منفتح. قادت إصلاحات منغوليا الدستورية إلى ديمقراطية متعددة الأحزاب دون عنف. وليس هناك من مثال أفضل من التقدم الذي حققته أوروبا الوسطى والشرقية منذ سقوط جدار برلين قبل 20 سنة خلت، وكان لي شرف الاحتفال بهذا الحدث الشهر الماضي عند بوابة براندنبرغ (في برلين).
وفي حين أن العمل أمامنا هائل وضخم، فإننا نواجه المستقبل سوية مع شركائنا في كل قارة، شركائنا في المنظمات الدينية، المنظمات الأهلية غير الحكومية والشركات المسئولة اجتماعيا وشركائنا في الحكومات. فمن الهند، أكبر ديمقراطية في العالم، التي تواصل استخدام العمليات والمبادئ الديمقراطية لتحسين اتحادها المؤلف من 1.1 مليار إنسان، إلى بوستوانا إذ وعد الرئيس الجديد لأعرق ديمقراطية في إفريقيا بأن يحكم وفقا لما يسميه «أحرف D» الخمسة، وهي الديمقراطية، الكرامة، التنمية، الانضباط وتقديم الخدمات، موفرا بذلك وصفة للحكم المسئول تتعارض بشكل باهر مع المأساة غير اللازمة التي صنعها الإنسان في دولة زيمبابواي المجاورة.
في نهاية الأمر، لا يتعلق هذا بمجرد ما نفعله، بل بمن نحن. ولا يمكننا أن نكون الشعب الذي نحن عليه، أي الشعب الذي يؤمن بحقوق الإنسان – إذا تخلينا عن هذا الكفاح. إن الإيمان بحقوق الإنسان يعني التزامنا بالعمل، وعندما نوقع للانخراط في وعد الحقوق التي تنطبق في كل مكان، على كل إنسان، فإن هذه الحقوق ستتمكن من حماية وتمكين الكرامة الإنسانية، ونكون بذلك قد وقعنا على الانخراط في العمل الشاق لجعل هذا الوعد واقعا حقيقيا.
أولئك الموجودون منكم هنا في هذه الجامعة العظيمة يمضون الوقت في دراسة الحالات حول ما حاولنا القيام به في مجال حقوق الإنسان، أو كما قال جاس، ثقافة حقوق الإنسان. إنكم ترون هنا مكامن الضعف ومواطن التقصير. ترون الواقع، كما قال ماريو كومو في تعبير شهير عن السياسة هنا في الولايات المتحدة، بأننا نطلق الحملات بالشعر ونحكم بالنثر. حسنا، يصح هذا الأمر أيضا على الصعيد الدولي، لكننا نحتاج إلى أفكاركم، نحتاج إلى انتقاداتكم، نحتاج إلى دعمكم، نحتاج إلى تحليلكم الذكي لكي نتمكن سوية من أن نوسع ببطء وبثبات دائرة تلك الفرص والحقوق لتضم كل إنسان.
إنه لعمل نتقبله بجدية كبيرة، لعمل ندرك بأنه ليس لدينا جميع الأجوبة عنه. لكنه عمل التزمت أميركا بالانخراط به. وسوف نواصل، يوما بعد يوم، وخطوة تلو خطوة، المحاولة لتحقيق أي تقدم إنساني يمكن تحقيقه.
إقرأ أيضا لـ "هيلاري رودام كلينتون"العدد 2726 - الأحد 21 فبراير 2010م الموافق 07 ربيع الاول 1431هـ
طال عمرش
انت كل مره اتزوري البحرين له
قولي ليهم هالفكره يمكن يقتنع صاحبنا
ترى هم يسمعون كل الاجنبي وخصوصا الاشقر
انا اعرفش انت هابت ريح
خلف جبدي قولي ليهم ترى الديمقراطيه غير الجمبازيه في فرق ترى بين انك تعطس او تكح
الى متى
ومع ذلك لم يلتفت احد لما يحري في البحرين من انتهاك لحقوق الانسان وتركوا شعب يصارع لوحده اكبر عمليات التفير الديمغرافي والقضاء غلي الهوية في اكبر عملية تجنيس منظمة ممكن ان يواجهها شعب ما