سمعنا أن هناك عرضا رجاليا خاصا لـ «واقشعرت أظلة العرش»، ولكنه ألغي، ترى لماذا؟!
زهراء: لقد أصدرنا بيانا رسيما بتوقيع الفرقتين، نعلن فيه عن إلغاء العرض الرجالي الذي كان من المزمع إقامته في الليلة الثالثة من ليالي العرض بتاريخ 21 فبراير الجاري بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع). وقد جاءت هذه الخطوة نتيجة لعدة أسباب دعت الفرقتين إلى الاتفاق على إلغاء العرض الرجالي، الذي تعتبره الفرقتان خسارة لهما، كما أنه أمر صعب ولاسيما أنه كان خطوة تحمل الكثير من الأهداف التي ترقى بواقع المسرح الإسلامي النسائي والرجالي، إلا أن الفرقتين ارتأتا أن هذا القرار هو الأنسب لمصلحة العمل.
لا نسعى للصدارة باختراق «الممنوع»
باعتباركما فرقتين متعاونتين، هل تخططان مستقبلا للظهور معا على خشبة مسرح واحد في عمل إسلامي جديد؟!
بتول: من جانب شرعي لا يوجد أي إشكال للظهور معا، فهذا يحدث في لبنان وإيران، ولكن بالنسبة إلى طبيعة مجتمعنا فالظهور على خشبة مسرح واحد والجمهور يكون مختلطا أمر صعب.
رضا: هناك مشكلة قد نواجهها، وهي دراسة الواقع، فمجتمعنا لا يتقبل هذه الفكرة، والمهم لدينا هو إيصال الرسالة التي نسعى إليها.
وباعتباركما فرقتين متميزتين، ألا تسعيان لتكونا السباقين في هذا؟!
عمار: نحن لا نسعى إلى الصدارة من خلال تحدي «الممنوع».
حسنا، ماذا لو نجح أوبريت «واقشعرت أظلة العرش» ووصل صداه إلى الخارج، ودعيتم لتقديمه في لبنان مثلا، أمام جمهور مفتوح (مختلط)، فماذا سيكون موقفكم؟!
خديجة: في الوقت الحالي نحن نرفض العرض، وخصوصا في هذا «الأوبريت»، الذي يتطلب حركات على المسرح تختلف بكل تأكيد عن الأداء المسرحي العادي... الأهم لدينا هو الالتزام الشرعي.
بالعودة إلى «الأوبريت» والمسرح، هل تعتقدون أن الاتجاه إلى هذا الأسلوب، لكون الجمهور ملَّ السرد التاريخي للواقعة؟!
رضا: لا، ليس صحيحا، وإنما التوجه الذي باتت نخبة من الفرق تعتمده هو التجديد في الجانب الفني لعرض واقعة الطف، وذلك من خلال الصورة واللغة الإخراجية الجديدة، فـ «الأوبريت» يعتمد على تحريك النص السردي وتبديل اللغة وليس إلغاء النص السردي.
خديجة: أعتقد أن السعي نحو التجديد هو السر في اعتماد الأساليب المختلفة، كل ذلك في سبيل تخليد الفكر الحسيني، فنحن لا نسعى من خلال التجديد إلى إلغاء العنصر التاريخي وإنما نحن نهدف إلى طرح مسرح بصورة مغايرة.
استقطاب... رضا... استمرار
كما أشرتم مسبقا فإن صالة العرض لا تتسع إلا لـ 1000 شخص وأنتم لديكم عرضان، بمعنى أنكم تستهدفون 2000 شخص، فهل تعتقدون أن هذا العدد كافٍ لنشر رسالتكم؟
عمار: جودة العمل لا تحكم بعدد الجمهور، ولكن في حال وجود جمهور كبير، فربما يدفعنا هذا إلى تمديد العروض... إعلاميا، نحن نسعى للوصول إلى ثلاثة أهداف: أولا استقطاب الجمهور، ثانيا رضا الجمهور، وثالثا استمرار الجمهور في متابعة أعمالنا التي تلي هذا العمل.
خديجة: في أعمالنا السابقة وتحديدا في العرض الأخير لها، اضطر جزء من جمهورنا إلى افتراش الأرض لمشاهدة العرض، ولم يمنعهم عدم وجود مقاعد من مشاهدة العرض.
زهراء: لا عدد التذاكر، ولا عدد المقاعد، يقيم مدى جودة العمل، وإنما الجمهور ومدى تذوقه للعمل.
تحدي الصعوبات هو اللذة
ما المعوقات التي واجهتكم في تقديم هذا العمل؟
رضا: المعوق ربما يكون في التسجيل، فالأداء الصوتي من دون الأداء الحركي قد يتطلب منا تكرار التسجيل... بمعنى آخر فإن المعوقات قد تواجهنا في الجوانب الفنية فقط، والتحديات ربما تكون حافزك لمواصلة العمل.
في هذا «الأوبريت» أعتقد أن «التحدي» وليس «العائق» كان في النص، إذ خلق لنا الناس تحديا مع الذات لتجسيد تلك المكونات الوجودية التي بكت في مقتل الإمام الحسين (ع) مثل حبات الرمل، كيف سنجسدها وهكذا.
خديجة: هناك أمور قد تواجهنا كوننا فتيات ويصعب علينا حلها، ولكن مشاركتنا هذا العام مع فرقة «البرهان» سهلت علينا الأمور كثيرا، كما أن التحدي في أي عمل يعتبر لذة، وهذا شيء جميل.
عمار: إن أحببتم أن ألخص الموضوع، فأنا أعتقد أن تلك الأمور هي ليست معوقات وإنما هي صعوبات، ولكنها من أجل الحسين (ع) تجعلنا شركاء بأضعف الإيمان.
استهداف الجاليات بالترجمة
كما علمنا فإن «الأوبريت» سيكون مترجما باللغة الإنجليزية، لماذا اعتمدتم هذه الآلية الجديدة؟
زهراء: كما تعلمون جميعا، فقضية الحسين (ع) ليست حكرا على فئة دون أخرى، وإنما هو جاء للبشر كافة، لذلك فرسالته يجب أن تصل إلى جميع الناس، وعليه فـ «أوبريت»: «واقشعرت أظلة العرش» موجه أيضا إلى الجاليات الأجنبية، وذلك تحقيقا لأهداف الفرقة التي تسعى إلى إيصال رسائلها إلى أكبر عدد من الجماهير.
ومن قام بالترجمة؟
زهراء: «مركز المعرفة الإسلامية» التابع لجمعية التوعية الإسلامية، الذي يهتم بتعريف الجاليات بالإسلام، سيكون هو همزة الوصل بيننا وبين الجاليات. كما أن هناك إعلانات باللغة الإنجليزية وزعت في جميع أنحاء البحرين. ويذكر أن من سيقوم بالترجمة عبدالرضا فولاذ من «مركز المعرفة».
بعيدا عن «الأوبريت»، الفرق الإسلامية تختفي طوال العام ولا تظهر إلا في المناسبات الدينية، ما تعليقكم؟
خديجة: ظهورنا في المناسبات ربما يعود إلى أسباب تجارية، إذ إن الناس ترغب في مثل تلك الأعمال التي نقدمها في وقت المناسبة، وليس طوال العام... هدفنا الأساسي هو المناسبات الدينية صحيح، ولكننا نسعى لدخول جميع المجالات الوطنية والاجتماعية، فكلمة الإسلام، كلمة تنضوي تحت مظلتها الكثير من المفاهيم والمصطلحات، التي سنشارك بوصفنا فرقا إسلامية من خلال أعمالنا لدعمها وتعزيزها.
رضا: صحيح أننا نظهر في المناسبات الدينية بكثرة، ولكن هذا لا يعني أننا نغيب عن الساحة الفنية طوال العام، إذ قد نشارك في عدد من المناسبات الاجتماعية، فعلى سبيل المثال شاركنا في السنوات الماضية في تقديم عمل إنشادي في «يوم الطالب العالمي».
عمار: وأضيف إلى كلام الأخ رضا أن أحد المنشدين في الفرقة شارك في تقديم أنشودة بمناسبة «يوم الصحة العالمي».
الإعلام «همزة وصل»
وماذا عن الظهور الإعلامي لكم كونكم فرقا إسلامية؟
خديجة: بالنسبة إلينا، فالحمد لله أننا نستطيع التواصل مع الإعلام، وخصوصا الصحافة، بحكم أننا نعمل بنظام اللجان، واللجنة الإعلامية هي التي تسعى لإظهارنا إعلاميا. ففي عملنا السابق «زينب هويتي» عملنا على تأسيس فريق أطلقنا عليه اسم «إعلاميات بلا حدود» وذلك لإبراز العمل في وسائل الإعلام، ولكننا لم نستمر، ونحن الآن نعتمد على اللجنة الإعلامية الخاصة بالفرقة. أما بالنسبة إلى الفرق الأخرى فأعتقد أنها هي التي تظلم نفسها، إذ بيدها الظهور أو عدم الظهور إعلاميا.
زهراء: أعتقد أن من واجب كل فرقة أن تسعى إلى إبراز نفسها إعلاميا، فوسائل الإعلام هي «همزة الوصل» بين الفرقة والجمهور.
رضا: من منحنى إعلامي آخر، أجد أننا في المسرح الحسيني نفتقر إلى النقاد المتمرسين، فلو كانت أعمالنا تعرض على مسارح كبرى، لوجدنا لها قاعدة من النقاد، ولكن، ولكونها تعرض على مسارح بسيطة، فإنها لا تلقى النقد البناء.
مقر جديد وموقع إلكتروني
افتتح في نهاية العام الماضي مقر فرقة «أنوار الميامين»... من يخدم هذا المقر؟
خديجة وعقيلة: مقر الفرقة كان حلما، فنحن في بداية تأسيسنا خرجنا من رحم مآتم الزهراء (ع) في منطقة توبلي.
خديجة: المقر أُسس برعاية من الشيخ حسين النجاتي، وهو ليس مقتصرا على فرقة «أنوار الميامين»، وإنما هو مقر لجميع الفرق التي تريد الانضمام إليه.
ماذا عن الاستوديو الخاص؟!
عقيلة: الاستوديو الخاص بنا والموجود في مقر الفرقة سجلنا فيه أجزاء من «أوبريت»: «واقشعرت أظلة العرش»، كما أنه مفتوح لك الفرق لتسجيل أعمالها.
عمار: بالإضافة إلى الاستوديو، نحن (أنوار الميامين والبرهان) سنطلق في الفترة المقبلة موقعا إلكترونيا إعلاميا شاملا للفرقتين، وهو بحد ذاته يعد نقلة نوعية على مستوى المواقع الإسلامية المتميزة.
العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ