العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ

«واقشعرت أظلة العرش»... «أوبريت» يستحضر الخيال لخدمة القضية الحسينية

«يسألونك... الفنُ ماذا؟!... قل: دررٌ، واصمت قليلا وقل: أغلى من الدرر... الفَنُّ صرحٌ تفوق النجم هامَته... بُنيانُه من نفيس القول والفكر... الفَنُّ في فطرة الإنسان منبعه... فيما يرى من جميل اللحن والصورِ... الفَنُّ ما يمنح الأرواح رونقها فترتقي في فضاءٍ أخضرٍ نظرِ... الفَنُّ يبني حضارات ويهدمها... الفَنُّ تاريخُ مَنْ مروا من البشر، جئنا بهِ حُلما نسعى لِنَكتُبَه على الثريا على الجوزاء على القمرِ»... تلك كلمات وجدتها مسطورة بجانب إحدى اللوحات الفنية المعبرة عن واقعة الطف، كما وجدتها مخطوطة على إحدى الأعمال المسرحية، بالإضافة إلى أنها نسخة عن إحدى الإصدارات الحسينية لأحد الرواديد العرب المغتربين.

اللوحة والمسرحية والإصدار جميعها أعمال فنية كان هدفها المشترك المساهمة في نشر وإيضاح الرسالة الحسينية للعالم كافة، إذ شهدنا خلال الأعوام العشر الماضية تطورا وتجديدا في أساليب طرح القضية الحسينية، فبعد أن كانت مقتصرة على المنابر والمآتم ومواكب العزاء، أخذ محبو أهل البيت (ع) بتطوير أساليبهم لنشر الرسالة الحسينية، فأبدعوا... ومن بين أولئك المحبين خرجت لنا وجوه شابة وضعت على عاتقها نقل الرسالة الحسينية من خلال المسرح المتمثل في «الأوبريت»، الذي يجمع بين الأشعار والتجسيد، فتميزت في هذا الأسلوب واستطاعت أن تقدم في كل عام عملا جديدا ومبتكرا يخاطب جمهورا واسعا متعطشا إلى مثل هذه الأعمال.

في مملكة البحرين، لدينا عدد كبير من تلك الفرق الإسلامية التي تحاول بما تيسر لها من إمكانات أن تسهم في إيصال الرسالة الحسينية، ومن بين تلك الفرق التي بزغ نورها خلال الأعوام الخمسة الماضية فرقة «أنوار الميامين الإسلامية النسائية» و «فرقة البرهان الإسلامية الرجالية» اللتان تحولتا من مجرد حلم شبابي، إلى واقع ولد من رحم العطاء الحسيني في منطقة توبلي.

للفرقتين كلتيهما أعمال إسلامية يشهد الجميع لها بالتميز، ولكنهما هذا العام قررا أن يجمعا تميزهما معا، ليخلقا «أوبريت» إسلاميا جديدا يحمل عنوان «واقشعرت أظلة العرش»، الذي من المقرر أن يعرض في الفترة من 19 إلى 20 فبراير/ شباط الجاري على صالة «نادي طيران الخليج» في الساعة السابعة مساء.

عن هذه العمل الذي يحمل عنوانا «من العيار الثقيل» - كما أحب أن أطلق عليه - عقدنا في «ألوان الوسط» منتدى فنيا جمعنا فيه 4 عضوات من فرقة «أنوار الميامين» هن: عقيلة عبدالهادي (مخرجة العمل)، بتول ميرزا (مساعدة المخرجة)، خديجة المفتاح (رئيسة الفرقة)، وزهراء المفتاح (رئيسة اللجنة الإعلامية في الفرقة)، بالإضافة إلى عضوين من فرقة «البرهان» وهما رضا يوسف رضي (رئيس الفرقة)، وعمار التل (عضو بالفرقة)، وذلك لنكشف للمهتمين جزءا ولو يسيرا عن أبرز ملامح هذا «الأوبريت»، الذي يتوقع أن يكون الإقبال عليه كبيرا جدا، فكان هذا الحوار:

الأكرف يشارك في «أوبريت الميامين»

حدثونا عن «أوبريت»: «واقشعرت أظلة العرش»؟!

عقيلة: «الأوبريت» عمل يجمعنا فنيا وإداريا بفرقة «البرهان الإسلامية»، وهو من تأليف انتصار يوسف، وأشعار سيد علوي الغريفي، وموسيقى يوسف الصبيعي، ومن تمثيل عضوات الفرقة، ومشاركة صوتية من بعض أعضاء فرقة «البرهان»، كما يشارك الرادود الشيخ حسين الأكرف بمقطع رثائي، إضافة إلى أننا انتهينا من تسجيل مشاركة المذيع الكويتي أحمد سالم... وسيتم عرض «الأوبريت» بعد خمسة أيام، أي في الفترة من 19 إلى 20 فبراير الجاري على مسرح «نادي طيران الخليج»، علما أن الصالة تتسع لـ 1000 مقعد، وسعر التذكرة دينار. أما بالنسبة إلى تسجيل «الأوبريت» فقد قمنا بتسجيل جزء منه في استوديو «مشاهد للإنتاج الفني»، بالإضافة إلى أننا سجلنا أيضا في الاستوديو الخاص بنا الموجود في مقرنا الجديد.

بتول: «الأوبريت» سيكون هذا العام مميزا، لأنه يحمل فكرة تطرح للمرة الأولى على مستوى البحرين، فهو يحكي عموما عن ماذا حدث بعد مقتل الإمام الحسين (ع)؟!، أثر ذلك على «الموجودات» في الكون من كائنات وحتى الجماد مثل (الجن، الرمال، الرياح، الطيور... إلخ).

ياسر سيف يدرب «أنوار الميامين»

وكيف تسير استعداداتكم لتقديم هذا «الأوبريت»؟

بتول: كل شيء يسير على أحسن ما يرام، من تدريبات وتجهيزات للمسرح. أما بالنسبة إلى الإضاءة والمكياج، فقد خضعت مجموعة من العضوات في فرقة «أنوار الميامين» خلال الأسبوع الماضي لدورة تدريبية على يد الفنان ياسر سيف لتتعلمن كيفية استخدام الأجهزة، كذلك لزيادة خبرتهن في مجال المكياج والديكور والإضاءة والملابس، فنحن نحب أن نتعلم كل شيء حتى نقدم العمل على أكمل وجه.

هل رصدتم موازنة معينة لهذا العمل؟

بتول: موازنة العمل مازالت مفتوحة حتى الآن فهي ليست ثابتة، إذ كلفنا حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف دينار بحريني، ومازلنا بحاجة إلى الكثير.

بالعودة إلى «الأوبريت»، لماذا اخترتم له هذه التسمية «واقشعرت أظلة العرش»؟!

بتول: المسمى اخذ من إحدى الزيارات المشهورة للإمام الحسين (ع) وقد اختارت الكاتبة انتصار يوسف هذا المسمى على اعتبار أنه الأبلغ في إيصال مضمون «الأوبريت».

رضا: العمل الذي سنقدمه هو تجسيد لرسالة معينة، وهي أن مصاب الحسين (ع) قد ترك أثرا كبيرا في الوجود كله. في «الأوبريت» سنجعل كل الموجودات تتحدث عن ما جرى في واقعة الطف .

الجديد في هذا العمل يأتي في الخيال الذي اعتمدناه لتجسيد حدث الموجودات من كائنات وجمادات، فنحن سنجسد ذرات التراب، نهر الفرات، الريح، الملائكة، الطيور (البوم) جميع تلك الموجودات. أما اختيار المسمى فأعتقد أنه يأتي لكون «العرش» هو أعلى مرتبة لتلك «الموجودات».

قالب فني خيالي

ما الهدف الذي تسعون إلى إيصاله من خلال هذا «الأوبريت»؟

خديجة: في مسيرة الفرقتين كان هدفنا هو إحياء ذكرى أهل البيت (ع) من خلال الأعمال التي دائما ما نطرحها، بالإضافة إلى نشر الفكر الذي خرج من اجله الإمام الحسين (ع).

أما الهدف الثاني فهو توعوي، فنحن نهدف إلى توعية الجمهور بأبعاد القضية الحسينية.

رضا: أحببت أن أضيف إلى كلام الأخت خديجة، أننا نسعى من خلال هذا العمل إلى أن نستعرض واقعة الطف، ولكن بشكل فني وحضاري جديد، فنحن هنا سنطرح الواقعة ولكن ليس بالشكل السردي، وإنما في قالب فني خيالي متميز.

ما الفئة التي يستهدفها هذا «الأوبريت»؟

انتصار: بكل تأكيد فئة الشباب، فجميع أعمالنا تستهدف هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع.

تعاون إداري وفني

التعاون بين «أنوار الميامين» و «البرهان»، كيف سيكون؟!

رضا: التعاون فيما بيننا كان موجودا من قبل هذا «الأوبريت»، إذ كان التلحين هو البداية الحقيقية للتعاون بيننا ثم تطور إلى تسجيل الأصوات، كما حدث في «أوبريت»: «زينب هويتي». أما في هذا العمل فنحن نشارك «أنوار الميامين» في جوانب إدارية وفنية، فمن الناحية الفنية نحن نشاركها في التلحين وأداء بعض الأصوات، أما إداريا فنحن نشاركها في بعض اللجان التنفيذية.

كونكم فرقة رجالية، ما رأيكم في «الأوبريت» الذي تقدمه الفرقة النسائية؟

رضا: من خلال اطلاعنا على النصوص التي تقدمها فرقة «أنوار الميامين»، نجد أن عضواتها متفوقات في هذا المجال، فهن يعتمدن لغة راقية في الكتابة، كما أن «الأوبريت» أصبح الساحة المتحركة التي تتنافس فيها الفرق النسائية. في المقابل فنحن الرجال أكثر نشاطا في المسرح الخشبي الحي أو التمثيليات الحية.

النساء يتميزن في فن «الأوبريت»

ماذا عن الفرقة النسائية، لماذا تفضلن «الأوبريت» على المسرح الخشبي العادي؟

خديجة: أعمالنا ليست مقتصرة على الإنشاد، بل نحن نحاول من خلال «الأوبريت» أن نجمع بين الاثنين (الإنشاد والتمثيل)، فـ «الأوبريت» في اعتقادنا هو الأكثر تأثيرا، فهو عمل فني متكامل، إذ كل جزء فيه يكمل الآخر ولا يلغيه.

بتول: نحن نفضل «الأوبريت»، فهو عبارة عن مسرح متطور، ولو اقتصر العرض على التمثيل لأصيب الجمهور بالملل إذا ما امتد عرض المسرحية إلى الساعة أو ساعة ونصف الساعة. ونعتقد أن «الأوبريت» يستقطب الجمهور، وخصوصا أنه ليس محددا في فئة معينة، فالشباب والأطفال وحتى الكبار يحتاجون إلى شيء مميز ليرشدهم إلى طريق صواب.

العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً