رسم إنجاز تأهل منتخب اليد إلى مونديال السويد 2011 للمرة الأولى عدة مؤشرات يجب النظر إليها بعين الأهمية والاعتبار لرسم خريطة طريق لمستقبل جديد للرياضة البحرينية وواقع مشاركاتنا الخارجية بعيدا عن الاكتفاء بالمظاهر والمشاعر الاحتفالية بالإنجاز.
ومثلما ظللنا نردد دوما أنه يجب الأخذ الدروس والعبر عند الإخفاقات فإنه يجب أن نستفيد أيضا من الإنجازات والبطولات التي تتحقق ومنها التأهل العالمي لـ «أحمر اليد» والذي يجب أن نقرأ أوراقه جيدا وعدم الاكتفاء باحتفالاته، فاليوم يجب أن ينظر المسئولون في المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى هذا الإنجاز من زوايا أخرى تضع من خلالها رؤى واضحة وجديدة في تعاملنا مع مشاركاتنا الخارجية خصوصا على صعيد المنتخبات الجماعية للألعاب المختلفة وإلاّ فإننا سنظل ندور في فلك نظرتنا الضيقة وذات الاجتهادات «إما صابت أو خابت» دون الاستفادة من قوة دفع الإنجاز العالمي.
ولعل أبرز التساؤلات التي لازمت إنجاز «أحمر اليد» هو أنه استمد قوته من قاعدته البحرينية الخالصة وتحقيقه بسواعد أبناء الوطن وهو ما ساهم في التفاعل الكبير مع الإنجاز في الشارع البحريني، الأمر الذي يعني أن القاعدة الشبابية الرياضية البحرينية تزخر بالطاقات والمواهب التي تؤهلها إلى تسجيل حضورها في المشاركات الخارجية متى ما تهيأت لها الظروف والأجواء المناسبة.
ونحن نتساءل: هل ان لاعبي منتخب اليد قادمون من كوكب آخر أو ينتمون إلى أندية بحرينية أخرى غير أنديتنا التي تعاني من شح الإمكانات أو يلعبون كمحترفين وفي دوري احترافي لكي يتمكنوا من تحقيق التأهل العالمي في الوقت الذي لم تتمكن خلاله بقية منتخباتنا من تحقيق إنجاز مماثل؟
لاشك في أن لكل لعبة ومنافسة ظروفها وحساباتها المختلفة لكن يبقى الأساس في العنصر البشري وأعتقد أن إنجاز اليد في 2010 توج رحلة طويلة من المعاناة التي عاشها هذا المنتخب في المنافسات الآسيوية وظل فيها طرفا منافسا لسنوات طويلة لكن طموحه دائما ما اصطدم بالظروف التي تحدث في تلك البطولات!
لذلك فإننا نعود مجددا للتأكيد على أهمية التعاطي مع الإنجاز من زاوية التركيز على العنصر البشري الوطني وتغيير نظرتنا في مشاركاتنا الخارجية سواء على المستوى الإقليمي أو القاري، فما حققه منتخب اليد من الممكن أن تحققه منتخبات الطائرة والسلة والقدم وأنه لا يوجد مستحيل، وبالتالي فإننا نتطلع إلى أن يكون هذا الإنجاز دافعا قويا ونقطة تحول في نظرتنا إلى مشاركات أكثر إشراقا وتفاؤلا...
وأخيرا، نشد على السواعد الوطنية التي أعطت درسا إلى كل من شكك في قدرات الشباب البحريني في تحقيق البطولات والإنجازات فلجأ إلى الخارج اتباعا لأساليب التجنيس وغيرها بحثا عن إنجازات وقتية ووهمية بلا طعم ولا تفاعل مثلما حدث مع العداء رشيد رمزي وغيره... فهنيئا لإنجازات منتخبات الوطن بسواعد أبناء الوطن التي أثبتت أنها «يد من حديد»
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2725 - السبت 20 فبراير 2010م الموافق 06 ربيع الاول 1431هـ
شكرا
عندما تمتلك يد بقوة سعيد جوهر وحماسة وروحه القتالية،، فأنت قادر على تحقيق الصعاب مهما كانت