العدد 2725 - السبت 20 فبراير 2010م الموافق 06 ربيع الاول 1431هـ

عظمة الأمم... وجمعية البحرين للرفق بالحيوان!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قالها المهاتما غاندي في يوم من الأيام ومازال الجميع يردّدها، عبارة مطلعها الآتي: «نحكم على عظمة أي أمّة وتقدّم أخلاقياتها، بالطريقة التي تعامل بها حيواناتها»، وهناك عدد من الدول التي استفادت من كلمات غاندي العظيمة وطبّقتها.

ولكن في البحرين أصبحنا لا نفهم هذه الكلمات، ولا نهتم لها، ولا نساعد أبناءنا على معاملة الحيوانات بالطريقة اللائقة بها، مما انعكس سلبا على تحضّرنا وعظمة أمتنا، ولم نتكبّد العناء حتّى في الرفق بالحيوان، مع أنّ سيدنا نبي الأمّة (ص) كان رفيقا رقيقا، وكان راعيا لها ومهتمّا بها!

أصبحنا عصرانيين وحضاريين في أشياء كثيرة، منها العمران والحياة الاجتماعية، وارتقينا في كثير من الوجهات، إلاّ هذه الوجهة التي أمست سوداء من سوء معاملة الحيوانات وعدم الرفق بها.

منذ فترة وجدنا بعض المراهقين وهم يحاولون تعذيب قط في أحد أحياء مدينة الحد، وقمنا بنهرهم عن هذا الفعل المشين، ولكن «قد أسمعت إن ناديت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي»، وواصلوا العملية التي بدأوها بقطع ذيل وأذن القط المسكين.

حادثة أخرى عُرضت في الصحف، صورة لكلب تمّ شنقه من قبل بعض الشباب الطائش، وهذه الصورة سيّئة عكست ثقافة لم تكن لدى أهل البحرين في الرفق واللين وحسن الخلق.

أما الموقف المؤلم جدا هو عندما سمعنا عن شباب يتسلّون بمسابقات مقاتلة الكلاب أو الديَكة، وصرف المبالغ تلو المبالغ كالميسر، والذي يحصل على الجائزة هو الذي فاز كلبه أو ديكه في المسابقة.

أليس الحيوان روح خلقها الله سبحانه وتعالى ويسّر أمنها في الأرض، أو ليس من الأولى أن نطيع الرب ورسوله (ص) في معاملة هذه الأرواح، بدل زهقها وإسالة دمائها؟! منظر غريب ومقزّز عندما يصل أبناؤنا إلى هذه المرحلة من الوعي ومن الاهتمام بالتعذيب.

وآلمنا أكثر عندما هرعنا إلى جمعية الرفق بالحيوانات في شأن ما، فلم نجد إلاّ مجموعة من الأجانب (بريطانيين وأميركان) يقومون بأعمال شاقّة، ولم نجد إلاّ مراهقين بحرينيين اثنين يساعدانهم في هذا العمل.

وتحدّثنا مع إحدى المتطوّعات ممّن تزور هذه الجمعية الواقعة في سار، وأخبرتنا بأنّها استغربت عندما وجدت كثيرا من شباب البحرين يعذّبون البهائم، ولا يرفقون بها، مع أنّ دينهم هو دين التسامح والرفق، ولكأنّها تقول لنا: أهؤلاء أمّة محمد التي أوصاها وأوصاها؟!

الأمر الآخر هو إفتاء بعض الناس في عملية الإخصاء، الضرورية للحد من ازدياد التكاثر، فالبعض يظن بأنّ الإخصاء غير صحيح، متناسين أن تنظيم النسل حتى للحيوانات ربما يكون ضرورة تساعد في تنظيم تكاثر هذه الكائنات الحيّة.

والمشكلة في عملية الإنجاب وعدم الإخصاء، هو زيادة العبء، مما يضطر بعض الناس للتخلّص من حيواناتهم برميهم في الشارع وغيره من الأماكن، فنحصل في بعض الأحيان على كلاب ضالة أو قطط شوارع متناثرة هنا وهناك.

يجب علينا مساعدة جمعية الرفق بالحيوان، وهي مشكورة جزيل الشكر على العمل الجبّار الذي تقوم به، ولابد لنا كمجتمع أن نعي أهمّية الرحمة، وخاصة في الحيوانات، فمن لا يرحم لا يُرحم

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2725 - السبت 20 فبراير 2010م الموافق 06 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:06 م

      الأجانب أرحم منا

      الأوروبيين أكثر رفقاً منا بالحيوانات، وجمعية الرفق بالحيوان برئاسة المسز رجب البريطانية، و زوجها الطبيب البحريني الدكتور خليل رجب- تقوم بجهود جبارة وإنسانية في حماية الحيوانات الضالة والجريحة والمصابة بفعل ظلم ابنائنا المراهقين. ومن رفق الأجانب بحيواناتهم الأليفه أنهم عندما ينوون مغادرة البحرين ولا يستطيعون أخذ الحيوان معهم لسبب ما، فإنهم يعلنون أن حيوانهم الأليف بحاجة لبيت حنون، ولا يبيعونه ، ومن يتقدم لإيوائه يتأكدون من إستعداده لدرجة زيارة بيته للإطمئنان على وضع حيوانهم بعد سفرهم./محرقي

    • زائر 4 | 7:19 ص

      المشهد متكرر في جميع المناطق

      يعني عبالش بس مراهقين الحد آنه من الجفير نفس المشهد يتكرر أمامي هذا الموضوع خاضع لثقافة البلد والتربية وآعتقد معمم على جميع المناطق الموضوع محتاج لتثقيف وتربية من جديد.

    • زائر 3 | 3:53 ص

      الإنسان حيوان ناطق

      من يقرأ في علم المنطق يجد أن المناطقة يعتبرون الإنسان حيوان ناطق، وتربية الحيوانات فقهياً مباحة مع الالتزام بعدم التضييق عليها ومضايقتها وتوفير المأكل والمشرب المناسبين، فإذا كان المنطق يعتبر الإنسان حيوان والحيوان يجب أن لا يوضع في قفص صغير حسب مبادئ الإسلام ويجب أن لا يضايق ويجب أن يفر له الأكل والشرب المناسب فلماذا يضيق على المواطن ويحشر في شقة أو بيت صغير وتضيق عليه معيشته ويتم مضايقته واستفزازه بين الحين والآخر، ألا يؤمن المسؤولون بالإسلام وعلم المنطق، هذا مجرد سؤال

    • زائر 2 | 12:13 ص

      صباح الخير

      شكرا على المقال أتفق معك

    • زائر 1 | 11:51 م

      الى متى

      ما يصيب الإنسان من ظلم وإقصاء وتميز هنا اليوم لهو أعظم مما يصيب الحيوان مع إيماننا بمبدأ الرفق بالحيوان فما هو الذنب الذي اقترفه أبناء هذا الوطن ليستيقظوا ذات صباح ويجدوا أنفسهم قلة وان الأكثرية هم الأجانب وإنهم يحظون على كل شيء من إسكان وعمل وتعليم فهل هناك انتهاك لحقوق الإنسان يقابل ذلك وهل نحن أحسن حالاً من الحيوان .

اقرأ ايضاً