في حياتنا وعلاقاتنا قد نخطئ في بعض الأحيان، وقد تكون قراراتنا غير صائبة، وينتهي بنا المطاف إلى الدخول في مشكلات لا حصر لها، وعقبات قد تطول مدّة من الزمن، ولكننا قد نخرج كذلك بخبرة نستفيد منها من هذا الموقف أو ذاك.
وعندما نخطئ قد نحتاج إلى من يؤدّبنا ويرشدنا إلى الطريق السليم، ولكننا بالطبع لن نحتاج إلى من يؤنّبنا كل يوم وكل لحظة، فالدرس فُهم، وما هذا التأنيب إلا سياسة مستهلكة، تزيد من النزاعات، وتجعل الطرف المنصوح لا يُصغي، بسبب تكرار وتكرار النصيحة، التي تخرج من منطق التأديب إلى منطق التأنيب، والفرق واسع بين هاتين الكلمتين.
إنّ التأديب مهم للصغار والكبار، ولا تستغربوا ذلك، لأنّنا قد نقع في أخطاء، ونحتاج إلى من يوعّينا وينصحنا ويُؤدبنا كذلك، ولا بد أن تكون مرّة أو اثنتين، ولكن إذا قام الناصح بتكرار النصيحة وغيرها، فاعلم بأنّ هذا هو التأنيب، الذي لا يفيد أكثر من أنّه يضر، إذ إنّ ما لا يعلمه المؤنّب هو أهمّية عدم التكرار والإزعاج وكسر قلب المنصوح كل مرّة، فلقد فهم المنصوح الدرس، وعرف مواضع الخلل.
وليسأل كل منكم نفسه: هل أحب هذا الشخص؟ هل فتّحت عينه إلى الخطأ الواقع فيه؟ هل من حقي الاستمرار في التحدّث عن نفس المشكلة، خاصة إذا كان المنصوح أحد البالغين؟
هناك بعض الحدود التي يجب عدم تجاوزها وتكون من حق المنصوح، فالسكوت في بعض الأحيان حكمة، حتى لا نخسر من نحب ونقدّر، ولنرَ هل المنصوح أزعجنا في يوم من الأيّام بالتكرار، أم إنّ طريقتك تخطّت الحدود وأصبحت مملاّ بدل أن تقول كلاما معقولا؟!
هناك وسائل جمّة للنصح والتأديب، فلا تتّخذ التأنيب وسيلة، فهي وسيلة سهلة بالفعل، ولكن تجعل المحيطين يملّون منك، ويحاولوا تجنّبك على رغم حبّهم لك، فأنت تخدش عواطفهم، وتجدّد حزنهم، فلا تكن ذلك الشخص، بل ارقَ بتعاملك مع المنصوح ومع غيره، حتى لا تُستبعد من القائمة، وتكون منبوذا عنده، لأنّه عندما سمع نصيحتك وتأديبك له كان في وقت احتاج لها، ولكن عندما تماديت أصبحت ثقلا كبيرا عليه، فحاذر من أن تكون كهذا الشخص، أو تعرّض نفسك لأن تكون مثل هذه الشخصية!
وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2723 - الخميس 18 فبراير 2010م الموافق 04 ربيع الاول 1431هـ
التانيب
قد يكون كثرت التانيب من حب هذا الشخص وقد يتماد في ذالك كثيرا لجهله باحاسيس الطرف الاخر
نعم نحتاج الى تأنيب الضميـر.
نعم نحتاج الى تأنيب الضميـر.
فـن التأنيب..
1- انب لكن بعد تحري الحقيقة.2- التأنيب يجب ان يتناسب مع الخطأ حتى لا يعطي نتيجة عكسية. 3- توصل الى حل مع المخطئ حتى لا يتكرر الخطأ 4- مثل ما ذكرتي في المقال يفضل ان يكون التأنيب بطريقة هادئة و كملاحظة... دمتي بخيـر.