العدد 2721 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ

قتلة محمود المبحوح

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم تنته قضية تورّط مدير مكتب أبومازن في أعمال فساد مالي وأخلاقي، بإعلان الرئيس إيقافه، حتى عادت قضية اغتيال محمود المبحوح إلى السطح من جديد، بتكشف خيوط جديدة في جريمة الاغتيال.

في القضية الأولى أسرعت السلطة الفلسطينية إلى نفي ادعاءات الضابط الفلسطيني الذي نشر جزءا بسيطا من الوثائق التي تدين رؤوسا كبيرة في السلطة، بما فيهم مقربون من الرئيس. وكشف أنه كان مكلّفا من رؤسائه في الأمن الفلسطيني بمراقبة بعض المسئولين، ومن هنا وقع على كنزٍ كبيرٍ من المعلومات، التي حاول نشرها في أية قناة عربية فلم يفلح، وانتهى به الأمر إلى بثها على القناة الإسرائيلية، وتحدّى أية قناة عربية بالسماح ببث بقية الوثائق والأفلام الحمراء.

تفجّر القضية في وقتٍ حرج، تكثفت فيه الجهود لجمع الفصيلين على اتفاق مصالحة، ومن المتوقع أن تلقي بظلالها على هذه الجهود. أما القضية الثانية فكان واضحا فيها بصمات «الموساد» الإسرائيلي، ولم يبدأ تسرّب نتفٍ من المعلومات عن العملية إلا بعد أسبوعٍ من وقوعها، فالمتهمون يحملون جوازات سفر أوروبية، (فرنسية وإيرلدنية وبريطانية وألمانية).

ويبدو أننا دخلنا مرحلة تلعب فيها أشرطة الفيديو دورا متزايدا في التأثير على الأحداث. فبعد أن شاهد الجمهور لقطاتٍ يظهر فيها مدير مكتب الرئيس عاريا، عرضت شرطة دبي أشرطة تحدّد بالتفصيل ساعات وصول القتلة إلى المطار، ونزولهم في فنادق متفرقة، ثم انتقالهم إلى غرفة مقابلة لغرفة الضحية لتنفيذ الجريمة.

اللقطات تعطي انطباعا بأن كل شارع وزاوية في دبي، وليس الفنادق فقط، تخضع للمراقبة. ففي المطار تظهر الكاميرات تعقب احد المتهمين للمبحوح منذ ساعة وصوله، وكيف تتبعه اثنان آخران حتى غرفته بالفندق. كما تكشف المعلومات وجود عنصر تقني ضمن الفريق ليفك شيفرة مفتاح الغرفة واقتحامها قبل وصوله إليها. وبعد التنفيذ توجه الفريق إلى مطارات أوروبية وآسيوية مختلفة.

القائد العام لشرطة دبي نفى أن يكون المبحوح قد وصل الإمارة للترتيب لشراء صفقة سلاح من إيران كما أذاع الإسرائيليون، وأوضح أن السلطات الإماراتية لم تكن تعرف هويته لاستخدامه جوازا لا يظهر هوية عائلته. والسؤال: كيف علمت «إسرائيل» بسفره مسبقا وبفترة كافية، لترسل فريقا في الفترة نفسها، من احد عشر عنصرا، وتحجز لهم في فنادق مختلفة، ويؤدي مهمته بسرعةٍ وينسحب بهدوء؟

عملية التعقّب من دمشق حتى غرفته كلها تثير ألف سؤال وسؤال. ومع أنها ليست أول عملية اغتيال لقادة فلسطينيين، فقد شهدت بيروت وتونس وعمّان ودمشق وغيرها عمليات مماثلة، لكنها قد تكون المرة الأولى التي يوجد فيها فلسطينيان من الأمن الفلسطيني تم اعتقالهما بتهمة تقديم «تسهيلات» لفريق الاغتيال!

العملية تدق ناقوس الخطر على عمق الاختراق الإسرائيلي للوطن العربي، ليس على مستوى التنفيذ فحسب بل على مستوى التبجح والوقاحة، بحيث ينزل المراسل العسكري لإحدى الصحف الإسرائيلية إلى إمارةٍ خليجيةٍ، ليبث تقريرا خاصا من مسرح الجريمة، رغم ان جوازه يكشف هويته بوضوح اسما ولقبا: آلون بن دافيد!

المراسل الصهيوني تحدث بسرور طافح عن استعادة هيبة «الموساد» بعد نجاحه في تنفيذ عمليات اغتيال سرية في قلب عدة بلدان عربية. والأدهى سخريته من تصريحات الشرطة بشأن تتبع القتلة ومحاسبتهم في أقرب وقت، بقوله إنها «ليست سوى كلام فارغ في الهواء».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2721 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:17 ص

      لو كان لدولنا كرامة

      لو أن دولة عربية فعلت ما تفعله اسرائيل لقامت الدنيا ولم تقعد وتدخلت الامم المتحدة وفرض الحصار وطولب بتسليم القتلة ، ولكن لأن حكوماتنا لا تمثل شعوبها ترى هؤلاء المجرمين يهزؤون بنا ويمارسون الإجرام في قلب عواصمنا لأنهم يعرفون أن هذه الحكومات لن تحرك ساكنا ، وأن خزرة واحدة من ا لماما الكبيرة امريكا ستسكت أفواه الحكام أما المؤسسات الدولية فميؤوس منها لأنها تحركها قوى الطغيان في العالم وهي لا تحترم البلدان الضعيفة .

    • زائر 6 | 4:13 ص

      من أفلام جيمس بوند الجاسوسية _ ام محمود

      ما يحدث في عصرنا يشبة الأفلام من تعقب القيادات من بلد الى بلد ومن فندق الى آخر حتى لو كان في نفق تحت الأرض سيذهبون الية لاغتيالة ويعود الفضل الى الأجهزة الحديثة في التنصت والاغتيال والتفجير عن بعد بواسطة الريموت كنترول قلنا من قبل ونعيد ان القائمة عند الموساد طويلة وتشمل الكثيرون من الوطن العربي ويمكن ايران أيضاً والاستهداف ليس خاصا بفلسطين وحدها ولقد ذكرت وزارة الخارجية البريطانية ان القتلة جوازاتهم مزيفة ولنا ان نتساؤل لماذا دبي بالذات تخترق مثل ما حدث في قضية سوزان تميم المطربة اللبنانية.

    • زائر 5 | 12:37 ص

      ناجي العلي صرخات ريشته الكاريكاتورية دوت قنبلة فى العاصمة البريطانية لندن

      وهل بغريب للصهاينة بل قل الغريب عندنا يدخلون مطاراتنا ويختم لهم الجواز الصهيوني للاقامة 3شهور "دبي" وببلاش-البحرين 5دينار لاسبوعين بالمطار قابلة للتجديد بادارة الجوازات لمدد تتراوح لاكثر من 3شهور قابلة للتجديد-اتمني عليك ياكاتب لابتعاد للغرابة وان لعنت الشاك فأذهب لفنادق البحرين لن اسميها المتوسطة منها واستقصي عن النزلاء ولا يهمل جنسياتهم بل لاحظ اسمائهم لتعرف الموساد يعيث فسادا وهل تعلم صحفيين موساد دخلوا الحرم المكي بحجة تصوير التراث وليس من زمن ,فان قلت لهم شياطين قالوا اشيطان انت

    • زائر 4 | 12:29 ص

      ليس بجديد

      لو كانت الامة العربية تحضى بسلطة امينة و عادلة و نزيهة لما بقيت اسرائيل بينهم و هي في احضانهم .. و خصوصا السلطة الفلسطينية الفاسدة من زماااان وليس عباس فقط هو الفاسد باللي قبله ايضاً

    • زائر 3 | 10:55 م

      بهلول

      سيدي العزيز ،
      برأيي الشخصي حق له أن يقول " كلام فارغ في الهواء " فهم يعرفون كيف يحمون ظهورهم . إنما العتب على حركة حماس التي إفتقدت أبسط قواعد و مبادىء الحس الأمني لمسئول يفترض أنه كان مسئولاً أمنياً رفيع المستوى. معروف ان هناك أكثر من ألف كاميرا ضمن نظام لاسلكي عالي المستوى منتشر في شوارع دبي ناهيك عن فنادقها و مرافقها الحيوية ، دخول غرف الفنادق بالماستر (حتى لو كان مشفراً) ليس مشكلة. عملية القتل بالصعق أو بالتسميم ليست مستغربة. الغريب أن يسكن المبحوح فعلاً في الفندق الذي حجز فيه.

    • زائر 2 | 10:38 م

      قير صحيح

      iiiiiiiiiiiiiiiiiههههههههههه. السلطة الفلسطينية بعد قالت قير صحيح. ليش ما تصدقونها؟

    • زائر 1 | 10:33 م

      اجهزة متآمرة

      الله يطلع الفلسطينيين ما دام اجهزة امنهم تتآمر عليهم. الضابط اللي سرب المعلومات كان يشتغل بالامن وهو اللي فضحهم والشهيد الاخير اللذ قتلوه في دبي تواطأ على قتله ضابطين فلسطينيين. يعني الخراب منك وفيك. وشهالاجهزة اللي تتآمر على مواطنيها؟

اقرأ ايضاً