العدد 2720 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ

الاستقرار حصد النجاح

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

استحق فريق الرفاع الأول لكرة القدم بطولة كأس الملك المفدى بفوزه العريض على البسيتين في المباراة النهائية 4/صفر ليتحقق لقبه المحلي الأول منذ 5 سنوات تقريبا والرابع له في بطولة كأس الملك كان آخرها قبل 12 عاما.

الفريق السماوي حصد فعلا نتيجة التخطيط المسبق والاهتمام الكبير من قبل إدارة النادي وعلى رأسها الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الذي يعطي من دون توقف لهذا الصرح الوطني المهم.

قبل عام تقريبا وعندما خسر الرفاع كل البطولات المحلية وخرج خالي الوفاض الموسم الماضي كتبت مقالا طالبت فيه إدارة الرفاع بالإبقاء على المدرب البرازيلي جاريلدو وتأمين الاستقرار الكامل للفريق وتوفير كل سبل النجاح الممكنة له، لأنه وان اخفق في حصد أي من بطولات الموسم إلا أن المستوى الذي يقدمه مع الفريق كان جيدا وتمكن من بناء فريق منافس للمستقبل وأن أي تغيير سيعني البدء من الصفر مجددا أمام منافس مباشر مستقر وثابت فنيا وإداريا وأعني به المحرق الذي يمتلك جهازا فنيا خبيرا بكرة القدم المحلية.

جاريلدو تعلم من الموسم الماضي الكثير وفي هذا الموسم لم يفرط أبدا في البطولة الأولى فحصدها ومضى ساعيا إلى ضم الدوري إليها.

الاستقرار أساس النجاح، لأن فريق مثل الرفاع بحاجة إلى الاستمرارية والتكتيك الذي يلعب به المدرب جاريلدو مازال بحاجة لفترة أكبر للتأقلم مع طريقة لعب اللاعبين وتحركاتهم في الملعب وهو ما اتضحت نتائجه بشكر أكثر جلاء هذا الموسم.

دورينا المحلي صعب المراس وبحاجة إلى مدرب يفهم نفسيات اللاعبين بشكل جيد ولديه القدرة الفنية على إخراج أفضل ما لديهم، ومثل هذا المدرب بحاجة إلى وقت للتعرف على نوعية الدوري وعلى لاعبيه خصوصا، وبعد مرحلة البناء في الرفاع والتعلم من الأخطاء جاء موسم حصد البطولات في ظل كتيبة لاعبين مميزين يمتلكهم الفريق في جميع المراكز.

الاستقرار يعطي المدرب الثقة ويعطي اللاعبين كذلك الحافز لإثبات الذات كما يعطيهم الفرصة لتطبيق رؤية المدرب، والأندية التي تلجأ لتغيير مدربيها مع كل هزيمة أو انتكاسة هي بعيدة تماما عن تحقيق النجاح.

في الدول المتقدمة كرويا يظل المدرب سنوات وسنوات لتحقيق خطته ورؤيته وتتاح له الصلاحيات الكاملة للنجاح وخصوصا في إنجلترا الذي يحتفظ فيها بعض المدربين بمراكزهم لعقد أو أكثر كما في حالة مدرب مانشستر يونايتد أو مدرب آرسنال، وخلال هذه السنوات الطويلة حدثت الكثير من الهزائم والانتكاسات لهذه الفرق ولكنها لم تدفع إدارات أنديتهم لمجرد التفكير في إقالتهم.

حتى على مستوى المنتخبات فإن من يحظى بالنجاح هم الأكثر استقرار فالمنتخب الألماني على عراقته لم يدربه سوى بضعة مدربين يعدون على الأصابع طوال تاريخه!.

ما حققه الرفاع كان نتيجة الجهد الإداري الواضح ونتيجة الاستقرار الفني أيضا إلى جانب تألق اللاعبين، ومع استمرار الفريق في حالة الاستقرار فإن النجاح سيكون حليفه أيضا في قادم الأيام!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2720 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً