أخيرا أفطر الرفاعيون على طعم البطولات والذهب الذي غاب عنهم لسنوات وخصوصا كأس الملك لكرة القدم التي شكلت تحديا لدى الرفاعيين منذ آخر لقب حققوه العام 1998، لذلك كان من حسن حظهم أن جاء إفطارهم الذهبي عبر أغلى الكؤوس.
فوز فريق الرفاع بكأس الملك كان متوقعا بدرجة كبيرة على رغم اعتبارات طبيعة لقاءات الكؤوس واحترام فريق البسيتين وطموحاته، فالمنطق الكروي وموازين القوى فرضت نفسها في موقعة النهائي حتى لو لم يظهر السماوي بصورته الحقيقية لكن الفريق أثبت أن لديه الحلول والقدرات الفنية حتى لو كانت فردية من «مايسترو الفريق» حسين سلمان أو المهاجم الهداف إسماعيل عبداللطيف وساهمت في تخليص اللقاء رفاعيا.
وتتويج الرفاع بالكأس لا يجب أن تعكره وتقلل منه أصوات تمس كفاءة الفريق وأن فوزه تحقق بمشاركة لاعبين محليين عزز بهم الرفاع صفوفه الموسم الجاري وذلك حق مشروع لكل نادٍ عليه أن يعمل ويجتهد وفق طموحاته وإمكاناته، وأننا بالعكس وقبل فترة كتبت في هذه المقالة أن من حق الرفاع أو أي نادٍ يعزز صفوف فريقه بلاعبين محليين أو أجانب وأشدنا بخطوة وتفكير رئيس نادي الرفاع الشاب الطموح الشيخ عبدالله بن خالد في تركيزه على الصفقات المحلية وهو النهج الذي اختطه منذ عدة سنوات بدءا بصفقات طلال يوسف وسلمان عيسى وهو يقدم بذلك خدمة إيجابية لعدد من اللاعبين البحرينيين البارزين والمواهب التي لا تخدمها ظروف وإمكانات أنديتها في التألق والبروز، وبالتالي سينعكس ذلك على منتخبنا الأول أو الأولمبي.
ويجب الإشارة إلى أن ضم لاعبين محليين لا يقلل من جدارة النادي الفائز والأمثلة كثيرة وفيها ما ينطبق محليا أو عربيا أو حتى عالميا، فهل المحرق لا يستحق البطولات التي حققها بتألق البرازيليين ريكو وجوليانو والمغربي أبرارو وحسين علي «بيليه» ومحمود جلال والحارس سيدمحمد جعفر؟... أو لا يفتخر برشلونة ببطولاته لأنه يضم مجموعة من مختلف دول العالم بجانب الإسبان؟... بل على العكس علينا أن نسعد بأن نرى فريقا بحرينيا ذابت فيه جميع الفروقات والاختلافات وجمع لاعبين بحرينيين من مختلف المناطق لينصهروا مع أبناء الرفاع في بوتقة واحدة من دون أن نسمع وجود أية مشكلة، ويكفي مثلا أن نجم الفريق حسين سلمان منحته الإدارة الرفاعية إجازة قبل المباراة النهائية للسفر إلى كربلاء المقدسة لزيارة «أربعينية الإمام الحسين» من دون أن نسمع أي كلام أو إشكال جراء ذلك في الأوساط الرفاعية وغيرها، بل على العكس كنت شاهدا على ترحيب الرفاعيين بحسين عند عودته من كربلاء، ولعل في ذلك أحد عوامل نجاح صناعة روح الفريق الواحد التي ذابت داخلها كل الأمور وأصبح الفريق نموذجا ليس رياضيا فحسب.
كما أن الصورة اختلفت اليوم في وضع الأندية وأصبحنا لا نشاهد غالبية الأندية التي تعتمد على عناصر خالصة من منطقتها سواء الأندية الكبيرة أو الصغيرة، وبالتالي ذابت تلك الاعتبارات ويجب أن تتغير نظرتنا.
الرفاع استحق الكأس الملكية؛ لأن رجالاته ومسئوليه عملوا كثيرا واجتهدوا وكان اهتمامهم واضحا منذ بداية الموسم الجاري وتعاملوا مع فريقهم بكل اهتمام وجد وتدعيم وليس تفريط وتهاون وسهولة مثلما يحدث في الكثير من أنديتنا لدرجة أنه خرج منها من يقول أن دورينا لا يستحق أن نصرف عليه أموالا، فمن جد وجد ولكل مجتهد نصيب
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2718 - السبت 13 فبراير 2010م الموافق 29 صفر 1431هـ