العدد 2718 - السبت 13 فبراير 2010م الموافق 29 صفر 1431هـ

الإعلام والقضاء

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عقد في البحر الميت في الأردن أمس مؤتمر «الإعلام في القضاء العربي» لمناقشة دراسة أعدت عن اتجاهات القضاء العربي في قضايا حرية الصحافة شملت خمسة بلدان عربية هي الأردن ومصر ولبنان واليمن والبحرين، والدراسة تقصت آراء قضاة ومحامين وإعلاميين وسياسيين في البلدان المذكورة، واعتذرت الدراسة عن عدم اشتمال آراء القضاة في كل من الأردن والبحرين، واعتبر معدو الدراسة أن عدم القدرة على الحصول على آراء قضاة في هذين البلدين يشير إلى حالة غير حسنة إذ إن الإعلام مازال مسيطرا عليه من قبل السلطة التنفيذية، والواقع لا يبشر بالخير رغم الوعود المتكررة من الجهات الرسمية بأن القيود سوف ترفع عن الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع.

المؤتمر وجد أن الدول العربية مازالت في مؤخرة المؤشر العالمي لحرية الصحافي، وحتى الكويت التي تتقدم الدول العربية، فإنها تحتل المرتبة الـ 60 في المؤشر العالمي. المؤتمر نظمه أمس «مركز حماية وحرية الصحافيين»، بالتعاون مع مؤسسة «الصوت الحر» الهولندية، ووجد أن القضاء أبعد عن الحراك الوطني فيما يتعلق بحرية التعبير، وفي الوقت الذي يفترض أن التشريعات تزيل القيود، والقضاء يحمي حرية التعبير بصفتها حقا إنسانيا لا يمكن مصادرته تحت حجج مختلفة.

المؤتمر دعا قضاة وسياسيين وإعلاميين من الدول العربية سعيا إلى تجسير العلاقة بين القضاء والإعلاميين، بحيث يمكن الصعود بمستوى الصحافة والإعلام بعيدا عن الكراهية والعنف، ولكنه لصيق جدا، ولا يمكن فصله عن حق المواطن في المشاركة في الحياة العامة. الدراسة وجدت أن السلطة القضائية حصّنت نفسها من النقد أو من تناول أي جانب من جوانبها بحجة «إهانة القضاء»، وهذا يمنع متابعة قضايا الفساد المنتشرة في بلداننا لأنها قد تفسر بأنها إهانة للقضاء... كما أن المقالات والأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام قد تكون محلا لأكثر من جريمة جنائية، تشمل ربما القذف أو السب أو الإهانة أو هز الثقة بالنظام أو الاقتصاد أو ترويج بيانات كاذبة أو إشاعات مغرضة أو نشر أخبار غير دقيقة إلى آخره من المبررات التي يمكن للقضاء أن يتخذها مدخلا لتنفيذ رغبة السلطة التنفيذية لخنق حرية التعبير في بلداننا العربية.

وزير الإعلام والاتصالات الأردني نبيل الشريف قال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر امس إن الإعلام يعتمد على مواثيق لترسيخ المهنية وتنظيم العلاقة مع السلطة التنفيذية بما يرسخها من أجل خدمة الوطن....وهذا كلام جميل نكرره جميعا، ولكننا مازلنا بعيدين عن العلاقات «التكميلية» بين الإعلام والقضاء من جانب، وبين الإعلام والحكومة من جانب آخر، إذ مازالت دولنا العربية بصورة عامة تنظر إلى الإعلام كوسيلة من وسائل السلطة التنفيذية، ويتم استخدام السلطة القضائية لإخضاع الصحافة المستقلة إذا حاولت الخروج بعيدا عن الخطوط الحمراء المعلنة وغير المعلنة التي تفرض نفسها بصورة خانقة على حق المواطن في معرفة ما يدور حوله

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2718 - السبت 13 فبراير 2010م الموافق 29 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:56 م

      ألا من قاضي شيعي شرعي منصف !!

      عندما عمل الدكتور القاضي عبدالحسين العريبي فترة بسيطة في المحكمة الجعفرية تحسنت ظروف المتقاضين وخاصة النساء .. وشهد له الكثيرين بالكفاءة وكان عقلية متفتحة ومستمع جيد ولكن يا فرحة ما تمت فسرعان ما ترك المحكمة الجعفرية بسبب ضغوط العقول المتحجرة التي وقفت له بالمرصاد ورفضت التغيير للأحسن والتي خافت على كراسيها .. أعيدوه يا وزارة العدل إلى منصبه أو من هم على شاكلته إن وجد وعندها ستتحسن سمعة الوزارة ولن يهان القضاء

    • زائر 4 | 2:06 م

      إستغاثة موجهة إلى الأمير ولي العهد الأمين

      سموكم وضعتم حلولاً وإتخذتم قرارات للقضاء على الفساد في مؤسسات كثيرة في المملكة. ماذا عن وزارة العدل والفساد المستشري على كل الأصعدة؟ ماهي مثلا المعايير التي تعتمدها الوزارة في إختيار قضاة الشرع؟ أين يلجأ الموكلون ويشتكون إذا سرقهم المحامون ولم يقوموا بواجبهم؟ من يراجع الأحكام الصادرة من المحاكم الشرعية وخاصة الجعفرية التي فيها تناقض كبير فالحكم يصدر غالبا ضد المرأة إلا إذا كانت المرأة واسطتها كبيرة كأن تكون من العائلة أو ذات شأن !!!

    • زائر 3 | 1:52 م

      "إهانة القضاء الجعفري"

      "إهانة القضاء ":معناه الفعلي أن تعين وزارة العدل قضاة شرعيين بالواسطة وفقط لسد الفراغ في المحكمة الجعفرية فلا دراسات دينية معتمدة ولا ثقافة ولا معرفة بألف باء مبادئ القضاء والتقاضي ، أول ما يعينوا يتبين للمتقاضين والمحامين ضعف شخصيتهم وانعدام خبرتهم وهم يفتون بغير علم ويتعرض بسببهم النساء والأطفال للظلم والإذلال وتضييع حقوقهم. ومن جانب آخر تعين الكفاءات في المحكمة الشرعية السنية. هذا ظلم وإفتراء فكل أخطاء هؤلاء تنسب للمذهب الجعفري. فيا وزارة العدل حاولي إيجاد خبراء ولو من الدول الجاورة

    • زائر 1 | 12:28 ص

      ملسونة كيووت

      شي مب يديد ان البحرين ماتدلي بتصريحات حساسة على جميع الاصعدة... الله المعين

اقرأ ايضاً