في الأسبوع الماضي نقل الإعلام مشهد مصافحة بين مسؤول عربيّ وآخر صهيوني، في دلالة على عمق السذاجة العربيّة، حتّى لا نقول التآمر، أو التخاذل العربي، في مقاربة قضايا الأمّة؛ إذ في الوقت الذي يزيد العدوّ من مستوى تهديداته للواقع العربيّ والإسلامي، ويكثّف من توسيع الاستيطان، ويتشدّد في مواقفه تجاه كلّ التزاماته السابقة، يظهر علينا بين الآونة والأخرى المسؤولون العرب، وحتى الدينيّين منهم، ليصافحوا الأيدي الملطّخة بدماء أهلنا وشعبنا في فلسطين ولبنان وأكثر من موقع من مواقع الأمّة.
لقد فقد الواقع العربي الرسمي ـ مع الأسف ـ كلّ حياء، ولا يزال العرب يبرزون إلى العالم ـ الذي لا يحترم إلا الأقوياء ـ بمظهر الضعف والانهزام، ممّا يجعلهم غير قادرين على تحقيق أيّ مكسبٍ لشعوبهم التي لو رجعوا إليها، لعرفوا أنّها لا ترضى بأيّ تهاونٍ في حقوقها، فكيف بمن يفرض عليها ـ باسمها ـ الذلّ والهوان أمام العدوّ؟!
وربّما لم يعد أمام الشعب الفلسطيني، إلا إطلاق حركة انتفاضة جديدة تعمل على إخراج القضية الفلسطينية من أيدي المتآمرين والمتخاذلين، الذين عملوا على بيع القضية وتحركوا للتحرّر منها والخلاص من كل تبعاتها والتزاماتها.
وإننا نقول للشعب الفلسطيني: إن هؤلاء الذين يخوّفونكم من تبعات أيّ انتفاضة جديدة، هم المسؤولون عن إجهاض حركتكم في السابق، من خلال الارتهان لأميركا تارة، والخضوع للشروط الإسرائيلية أخرى، وحركة هؤلاء هي التي جعلت الاستيطان الصهيوني يتوسّع ويمتد على حساب مقولة الدولة المستقلة، التي لا يمكن أن تبصر النور من خلال سياسة الاستجداء والانهزام التي يمارسها الرسميّون العرب.
أما لبنان، فإنه يقطع المرحلة الصعبة التي تضجّ بالمشاكل والأزمات على مستوى المنطقة كلها، بالمزيد من الركود على مستوى الدولة التي تهرب من معالجة أبسط الأمور، تارة تحت عنوان الاختلاف على تقاسم الجبنة، وأخرى من خلال التباعد بين الخطوط السياسية التي تعكس مزيدا من الاختلاف داخل الحكومة، ليتواصل المأزق داخل الدوّامة في بلد يُنتج المزيد من العصبية مع كل انتخابات، والمزيد من الفشل في حركة الحكومات، والمشكلة الكبرى تكمن في واقع الفقراء والمستضعفين الذين أكل المتوحشون السياسيون حقوقهم، وراهنوا دائما في الحصول على أصواتهم عند كل موسم انتخابي، ويبدو أنّ الشعب مستعدّ دائما لخدمة أصحاب النفوذ والمواقع العصبيّة بعيدا عن مصلحة الوطن الذي يخدم كلّ أبنائه.
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 2717 - الجمعة 12 فبراير 2010م الموافق 28 صفر 1431هـ
ثورة عربية
الرسميون العرب أذلونا وجعلونا أضحوكة العالم.
الحل في نظري ثورة عربية على الأنظمة العميلة والاطاحة بها تأسيسا إلى الجامعة العربية الكبرى التي تستبدل فيها الأنظمة الأحادية الديكتاتورية بانظمة ديمقراطية منتخبة انتخابا حرا ونزيها ويشترك فيها الجميع.
من دون هذا فالمستقبل العربي سيكون مضطربا جدا ..
الغرب مستقر ونحن في دوامة الاضطراب والحروب والفتن!