العدد 2716 - الخميس 11 فبراير 2010م الموافق 27 صفر 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

عقوبة الاعتداء على سلامة جسم الغير!

فشل لغة الحوار بين المثقفين والمتعلمين والبرلمانيين وغيرهم، وحدوث المشادات الكلامية الحادة بينهم، وفي الكثير من الأحيان يسوء الوضع ويتعقد، وتتصاعد وتيرة الخلاف بينهم، ويأخذ ذلك الخلاف منحنى آخر، قد يؤدي إلى الاشتباك بالأيدي بين هذه الأطراف المختلفة، وقد ينعكس تأثيره سلبا على البعض من عامة الناس، ونتيجة لتأثر البعض من الناس جراء مشاهدة أفلام الرعب والأكشن في أفلام السينما عامة، وخاصة بين صفوف بعض الشباب الطائش والمتهور، ولهذه الأسباب وغيرها نرى هؤلاء الشباب يقومون بممارسة طيشهم وغرورهم وربما أحقادهم الدفينة، فيسعون إلى الاعتداء على (سلامة جسم الغير) كلما سنحت الفرصة لهم بذلك، وهي جنحة خطيرة يعاقب عليها القانون، كما هي فعل وتصرف مرفوض ومستهجن من قبل غالبية الناس، وتكون عقوبتها السجن لمدد متفاوتة، بحسب الحالة ومدى تضرر الشخص المعتدى عليه. فعلى سبيل المثال – لا الحصر – نسرد فيما يلي بعض مواد قانون العقوبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتعلق هذه المواد بقضية الاعتداء على (سلامة جسم الغير)، وسن المشرع هذا القانون ليكون رادعا لكل من تسوّل له نفسه بأن يعتدي على سلامة الآخرين، ويتسبب في إحداث أضرار جسمية ونفسية جسيمة لهم، قد تؤدي إلى حدوث أو حصول عاهة مستديمة لديهم، أو قد تسبب - لا سمح الله – لهم الوفاة أو العجز بنسب مختلفة، وقد تفضي تلك النتيجة إلى خلافات ونزاعات بين عائلتي، أو قبيلتي المعتدي والمعتدى عليه، ما يسبب تدهور الأمن السلمي والاجتماعي، وبالتالي تزعزع حالة الأمن والاستقرار في البلاد.

وتنص بعض هذه المواد المتعلقة بالاعتداء على سلامة جسم الغير، من قانون العقوبات الاتحادي (3 /1987) في دولة الإمارات العربية من الفصل الأول – المتعلق بالمساس بحياة الإنسان وسلامة بدنه:

المادة 336: «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنين من اعتدى على سلامة جسم غيره بأية وسيلة ولم يقصد من ذلك قتلا ولكنه أفضى إلى الموت». وإذا توفر أحد الظروف المبينة في الفقرة الثانية من المادة (332) عد ذلك ظرفا مشددا ويعد ظرفا مشددا كذلك وقوع الفعل من الجاني تحت تأثير حالة سكر أو تخدير، وذلك مع عدم الإخلال بحكم المادتين (60،61).

المادة 337: «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنين من أحدث بغيره عمدا عاهة مستديمة». وإذا توفر أحد الظروف المبينة في الفقرة الثانية من المادة (332) عد ذلك ظرفا مشددا. وتتوفر العاهة المستديمة إذا أدت الإصابة إلى قطع أو انفصال عضو أو بتر جزء منه أو فقد منفعته أو نقصها أو تعطيل وظيفة إحدى الحواس تعطيلا كليا أو جزئيا بصورة دائمة. ويعتبر في حكم العاهة كل تشويه جسيم لا يحتمل زواله .

المادة 338: «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات من اعتدى على سلامة جسم غيره بأية وسيلة وأفضى الاعتداء إلى عاهة مستديمة دون أن يقصد إحداثها وتكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على عشر سنوات إذا توفر أحد الظروف المبينة في الفقرة الثانية من المادة (332)، أو كان الجاني تحت تأثير حالة سكر أو تخدير، وذلك مع عدم الإخلال بحكم المادتين (60،61).

المادة 339: «يعاقب بالحبس وبالغرامة من اعتدى على سلامة جسم غيره بأية وسيلة وأفضى الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن أعماله الشخصية مدة تزيد على عشرين يوما». وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة والغرامة التي لا تجاوز عشرة آلاف درهم إذا لم تصل نتيجة الاعتداء إلى درجة الجسامة المذكورة في الفقرة السابقة. وإذا نشأ عن الاعتداء على حبلى إجهاض، عد ذلك ظرفا مشددا. ومع كل ذلك نرى ونسمع عن حالات كثيرة عن (الاعتداء على سلامة جسم الغير)، وهي في تصاعد مستمر في المجتمعات المختلفة، نتيجة لعدم الوعي الثقافي لبعض الجهلة والطائشين والحمقى من الناس، وخاصة من الشباب الذين يشعرون بأنهم أصبحوا أقوياء، ويملكون أجساد قوية وعضلات مفتولة، فتتطاول أيديهم قبل ألسنتهم على كل من يجادلهم أو يختلف معهم في موضوع ما، أو أثناء وقوع خلاف أو نزاع على أمور وقضايا مختلفة.

فكثيرا ما نقرأ في الصحف عن الكثير من مثل تلك القضايا والمشكلات، التي تتعلق بموضوع الاعتداء على (سلامة جسم الغير) في المجتمع وانتقالها إلى مراكز الشرطة، ومن ثم إلى النيابة العامة، وبعدها إلى أروقة المحاكم والقضاة، وهي ظاهرة خطيرة تنتشر في المجتمع، وتتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم، ما يستدعي بذل أقصى درجات الحزم مع المستهترين والمتهورين، وبذل المزيد من تضافر الجهود المخلصة، ونشر الوعي الأمني بين صفوف عامة الناس، وخاصة بين بعض الشباب المتهور، الذين لا يملكون الوعي والإدراك التام لمدى خطورة ما يمارسونه من تصرفات طائشة، تؤدي إلى الاعتداء والتطاول على سلامة أجساد الآخرين.

محمد خليل الحوري


كأس من اللبن

 

كثير هم من يعملون خيرا ومعروفا لأفراد ومؤسسات دون انتظار جزاء أو شكر وإنما يعملون ذلك لان نداء الإنسانية والدين يأمرهم بذلك وهذا الأمر لا يختصر على المسلمين أو أصحاب الديانات الأخرى بل إن البشر بمختلف الانتماءات العقائدية الخاصة بهم تراهم يسارعون لفعل الخير بوازع إنساني بحت وإن كان البعض من هؤلاء يجرح عطاءه بالمن والرياء وحب الشهرة وغيرها من أمراض نفسية داخليا، ولكن يبقى من يعمل الخير لمجرد انه خير صرف كثر وهؤلاء يطبقون المثل الدارج «اعمل خير وقطه بحر».

وأنا من خلال تصفحي للانترنت أعجبتني هذه القصة التي أجدها مثالا حيا بأن الخير لابد أن يؤتي ثماره وان طال بنا الأمر، والقصة انقلها كما هي، في أحد الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه فقرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة فبدلا من أن يطلب وجبة طعام، طلب أن يشرب الماء وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من اللبن، فشربه ببطء وسألها: بكم أدين لك؟ أجابته: لا تدين لي بشيء... لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير. فقال: أشكرك إذا من أعماق قلبي، وعندما غادر هوارد كيلي المنزل، لم يكن يشعر أنه بصحة جيدة فقط بل إن إيمانه بالله ثمّ بالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائسا ومحبطا.

بعد سنوات، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير أربك الأطباء المحليين فأرسلوها إلى مستشفى المدينة، إذ تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر. وقد استُدعي الطبيب هوارد كيلي للاستشارة الطبية، وعندما سمع اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب وانتفض في الحال عابرا المبنى إلى الأسفل إلى غرفتها وهو مرتدٍ الزي الطبي، لرؤية تلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآها فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء، عاقدا العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصا بحالتها، وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة، كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد ثمن هذه الفاتورة، أخيرا، نظرت إليها، وأثار انتباهها شيء مدون في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات: «مدفوعة بالكامل... بكأس من اللبن» التوقيع: هوارد كيلي، اغرورقت عيناها بدموع الفرح، واستشعر قلبها المسرور هذه الكلمات «شكرا لك يا إلهي، على فيض حبك ولطفك الغامر، والممتد عبر قلوب البشر وأياديهم».

أعزائي أتصور بعد هذه القصة وهناك الكثير في عالمنا الإسلامي القديم والحديث زاخر بمثلها أو أروع منها ولكن أحببت أن آتي بهذه القصة لأنها عصرية نعايش فصولها فلا تبخلوا بفعل الخير وتذكروا أنكم كما تدينون تدانون والحياة دين ووفاء فإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة إن شاء الله.

مجدي النشيط


المواطن في خدمة الشرطة...

 

كثيرا ما تتردد على مسامعنا هذه العبارة - الشرطة في خدمة المواطن - التي تعني أن الشرطة تستجيب لنداءات واستغاثات المواطن ونجدته في الكوارث والحوادث والابتلاءات التي تتطلب تدخل الشرطة فيها، لكن الواقع يقول غير ذلك .

صحيح أن هناك حالات كثيرة تستدعي حضور الشرطة لمكان وقوع الحادث أو الجريمة لمعاينتها وبالتالي التحقيق فيها وإصدار تقرير إزائها، لكن هناك حالات كثيرة لا تتواجد فيها الشرطة، منها في حالة حصول حادث مروري بسيط بين سيارتين، يطلب من السائقين التوجه لمركز شرطة المرور لمتابعة التحقيق، وهنا تحصل المشكلة، في حالة عدم اعتراف كل منهما بالخطأ أو من هو المتسبب في الحادث، والمرور بدوره يحيل أوراقهما إلى النيابة أو المحكمة للنظر في أمرهما، وهناك على أحدهما دفع مبلغ قيمته خمسون دينارا.

في ذلك الموقف المشار إليه يستطيع شرطي المرور أوالمحقق في الحادث أن يصدر تقريره النهائي فيمن هو المتسبب في الحادث، هذا يعتمد على مسار الطريق لكل سيارة أثناء وقوع الحادث .

موقف آخر، أحدهم اتصل بالشرطة لابلاغهم بحصول سرقة في بيته، جاءه رد من المركز يبلغه بضرورة حضوره للمركز لتقديم شكوى بالحادثة، على رغم بأن من اختصاص الشرطة الذهاب إلى مكان وقوع السرقة لأخذ البصمات ومتابعة التحقيق .

الحالات التي أرى أن الشرطة تستجيب لها هي حالات وقوع حوادث كبيرة الحجم أو التي تكون فيها حالات وفاة والعياذ بالله، أو التي تسبب ازدحاما واختناقا مروريا في الشوارع الرئيسية العامة، كذلك في حالات الحرائق الضخمة، وكذلك لا أنسى أن الشرطة تستجيب لحالات الشغب في فض التجمعات والمسيرات والاعتصامات، وهذه الحالة نجدها في غالبية الدول العربية.

هناك حالات نجدها مستشرية في العالم العربي، وهي الضرائب التي يأخذها رجال شرطة المرور، بحجة حفظ النظام، نجد أن شرطة المرور يتمركزون في أماكن يستطيعون من خلالها إعطاء أكبر عدد من المخالفات، منها عدم استخدام حزام السلامة، استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، أو وجود الطفل في المقعد الأمامي أو انتهاء صلاحية المركبة، أو وجود ما يحجب الرؤية في زجاج السيارة - ملصقات النوافذ -، أو الملصقات الصغيرة من كتابة وصور، وغيرها من المخالفات التي يتذرع بها رجال المرور - المهم تحرير مخالفة-، وكل ذلك لا يكون إلا عند قرب استلام الرواتب الشهرية للمواطنين - بمعنى قبل عشرة أو خمسة أيام من نهاية كل شهر .

لا أحد يريد الفوضى وارتكاب المخالفات أو الخروج على النظام المتبع والقوانين ، في الوقت الذي يترك الحبل على الغارب للآخرين - الأثرياء، الوجهاء، أصحاب النفوذ - في تجاوز القوانين من دون حسيب ولا رقيب.

هناك الكثير من القصص والمواقف التي يصدق عليها المواطن في خدمة الشرطة، لكن لا أود الإطالة، فمتى يصدق القول - الشرطة في خدمة المواطن - بدلا من استنزاف جيوب المواطنين بضرائب هم في غنى عنها، وسرقات واعتداءات يكاد المواطن في غير مأمن منها .

حسن مقداد


فراقج يايمه مُر على قلبي

 

ست سنوات مرت على وفاة الغالية والدتي مريم بنت يوسف الكواري، وماتزال حرّة فراقها في قلوبنا، رحمة الله عليكِ والدتي.

يمّه..وطعم الحزن في عمرنا زاد...

والبعد يا يمّه.. زوّد الشوق بيّه

هذي السنين تمر وذكراج تزداد

وحرّة فراقج توقِد النار فيّه

يمّه..(يمّه) فقدت إحساس وشلون اناديج

واشتقت لـبيهج لا قلت (يمــّه )

يمـّه...وصوت الحزن يجرح بالأعماق

ويخنق بيّ العبرة ،وتظل حيّه

يمــّه...يا نور الكون ..وش هذي الأشواق؟

وش صار في ذا الكون اظلم عليّه

هذي السنين الست عدّت وماطاق

قلبي يشيل أحزان فرقاج طيّه

رباب بنت عيسى الجودر


متى تنهانا الصلاة عن الفحشاء والمنكر؟

 

في يوم سألنا أحد الشباب فجأة بعد فراغنا من صلاة الجماعة في المسجد ودون مقدمات، ما فائدة الصلاة التي يصليها الإنسان المسلم؟ قلت له: للصلاة فوائد كثيرة، أتريدني أن أذكر إليك فوائدها الدنيوية أم الأخروية؟ رد بسرعة، أريدك أن تذكر لي فوائدها الدنيوية، قلت له قبل التحدث عن المجال، أطلب منك الإنصات جيدا للآية الكريمة التي وردت في القرآن الكريم، قال تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)، أحسست وقت تلاوة الآية الشريفة على مسامعه أنه يستمع بتدبر شديد، بعد الفراغ من تلاوتها، قال لي مباشرة، ولكن ما نجده في أوساطنا الاجتماعية من بعض الناس أن صلاتهم لا تنهاهم عن قول الزور ولا عن الكذب ولا عن الغش لا في القول ولا في الفعل ولا عن الاحتيال ولا عن المكر ولا عن البهتان ولا عن الغيبة ولا عن النميمة ولا عن الفتنة بين الناس ولا عن التزلف ولا عن التدليس ولا عن التزوير وعن تحريف الكلم عن مواضعه ولا عن التعرض لأعراض الناس بالسوء ولا عن فعل الشر ولا عن النفاق ولا عن التلفظ بالكلمات البذيئة، فقلت له، كلامك في محله وعين الصواب ولا أحد يستطيع أن يختلف معك في كل ما قلته، ولكن الشيء الذي يجب علينا جميعا معرفته أن الصلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر إلا إذا قمنا بتأديتها كما أرادها الله جلت عظمته، أنت بإرادتك أن تجعلها تنهاك عن المنكر وبإرادتك أن تسلبها هذه القدرة، الصلاة إذا ما جعلناها حركات جوفاء خالية من معانيها المعنوية والروحية، لا يمكننا أن نترقب منها أن تغير في نفوسنا ولا نستطيع إصلاحها، من أجل أن نجعل الصلاة مؤثرة في سلوكياتنا وأعمالنا وعلاقاتنا الإنسانية، لابد أن تكون قلوبنا حاضرة في مقدمات الصلاة وفي كل فصولها، لابد أن نستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى ونحن نقف بين يديه، لا يمكننا الوصول إلى هذه المرتبة المتقدمة إلا إذا فصلنا كل متعلقات الدنيا وقت إقامتنا للصلاة، لا يمكن لإنسان منشغل بأعماله الخاصة وبمشاكلها المالية والإدارية وهو واقف يصلي، يريد أن يكون لصلاته إنعكاسات إيجابية على حياته، من المحال أن تتحقق أهداف الصلاة المعنوية والنفسية ما دمنا نتعامل معها بهذه الصورة غير الطبيعية، القدح الذي تفرغ منه الماء ولا يمكن أن ترتوي منه، كذلك الصلاة التي أفرغتها من معانيها الروحية لا نتقرب منها أن يكون لها دور في إحداث تغيرات في واقعنا الداخلي ناهيك عن واقعنا الخارجي حتى بنسبة متدنية، فلهذا قد نجد من يرتكبون الجرائم كالسرقة والرشوة والغيبة والنميمة وغيرها من الأعمال الخاطئة هم من الذين يحافظون على إقامة الصلاة في وقتها وفي المسجد أيضا، ولكن تلك الصلاة لم تستطع أن تنهاهم عن فعل المنكر ولا عن سرقة الناس والاحتيال عليهم، من المؤكد أن ما نقوله ليس بالأمر البعيد عن أذهانكم أيها الأحبة، بعض الأفراد عندما يسرقون من أناس يرونهم دائما في المسجد، يعضون أناملهم حسرة وهم يقولون ما فائدة الصلاة التي كانوا يصلونها إذا لم تمنعهم من فعل المنكر؟ في الحقيقة إن الصلاة التي نؤديها قربة لله هي التي يكون مفعولها كبيرا في حياتنا، وأما الصلاة التي نؤديها كعادة تعودنا ممارستها في كل يوم خمس مرات، وإذا لم نؤديها نشعر بالضيق والحرج من أنفسنا أو أننا نؤديها من أجل أن ينعتنا الناس ليس إلا، بالتأكيد لن يكون لمثل هذه الصلاة تأثير يذكر، ما أردنا قوله إن الصلاة لو تعاملنا معها بصورة صحيحة وأعطيناها حقها في كل حيثياتها المعنوية والروحية لما كنا نرى مخلوقا على وجه الأرض يتعدى على حقوق الآخرين، لوجدت المصلي يحاسب نفسه في أدق الأمور قبل دخوله إلى المسجد، ويسأل نفسه هل أوقفت سيارتي في المكان المناسب الذي لا يسبب حرجا للناس؟ هل صاحب الأرض التي أوقفت سيارتي عليها لأذهب للمسجد لأداء الصلاة راض أم لا؟ نسأل المولى جلت عظمته أن يرزقنا قلبا مستوعبا للمعاني المعنوية للصلاة وأن يمن علينا بإرادة قوية لنجعل من الصلاة مصدرا لتغيير نفوسنا وسلوكياتنا وممارستنا المخالفة للخلق القويم.

سلمان سالم


ظِلّ جاحد... ولا ظِلّ حائط!

 

قال تعالى «يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعا إِلَّا فِي قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ «الجدران ...إذن هي سلاح الجبناء والغاصبين المحتلين ! سلاح الصهاينة العاجزين الذين يتمترسون خلف جرائمهم ، كل يوم هذا السلاح استخدمه قبلهم أيضا كبار سادة قريش عندما حاصرت النبي (ص) مع أهل بيته وأصحابه في شعب أبي طالب لمدة 4 أسابيع ، ومنعت عنهم الماء والطعام، حتى يبايع سادتهم، يا للعار ويا للمهزلة، أيحاصر نبي الأمة وبقية الله على الأرض في شُعْب ويُمنع عنهم الماء والطعام؟ ويعزز ويكرّم القرشي الفاسد الكافر! فما أشبه اليوم بالبارحة، لكن لا تتعجب فبنو أمية حاصرت أيضا ريحانة رسول الله وأهل بيته، ومنعت عنهم الماء، وهو نفس الكأس الذي شرب منه نبي الأمة، يشربه حفيده الإمام الحسين(ع) وتتكرر المشاهد وتتعدد الشخصيات أيضا، والأهداف والدوافع واحدة! والعدوان واحد وهو الحصار، وحصار يختلف عن حصار آخر، فحصار الصهاينة للفلسطينيين في غزة، يتكرر كل يوم حتى قيام الساعة، أو يبايعوا ويستسلموا للصهاينة و تظل هذه البيعة وهذا الاستسلام وصمة عار على جبين التاريخ العربي، وشاهدا على الحكام والحصار الأموي البشري هو الآخر كان كالجراد المنتشر في يوم عاشوراء، راسما بذلك للعالم لوحات سوداء قاتمة ، كانت مشاهد خزي وعار، قابلها مواقف صمود وتحدي من ثلثه مؤمنة اختلطت دمائها مع سيوف الغدر ورماح الكفر ونبال العار، فكانت دماؤهم وأشلاؤهم الزكية ألوانا لفرشاة الرسم موقَّعة باسم كبار العصابة العالمية الحاصلة على أقبح الذنوب والآثام ، كلوحة الرأس الشريف معلّقا فوق القنا، وأخرى لرضيع يقطر قماطه دما، وماذا بعد؟ لوحة أشرف من في الوجود سبايا اللاتي أبين أن يبايعن، وأن يكنَّ سبيهن فضيحة لأميرهن الذي علّمهم السبي على مر الزمان، تفاعلن بكل تفاصيلها ووسائلها وأهدافها ونتائجها حتى أظهروا للناس وبرهنوا لهم أن الشهادة والروح القتالية هي التي انتصرت على الجدران الإسمنتية والبشرية الحاقدة الشريرة، وعلى القصور العاتية، كما كان في واقعة بدر الكبرى، ليبرهنوا أن النصر لا يأتي بالعدة والعدد فقط، بل بالدم والتضحية والفداء، وإلا لو كان النصر بالعدة والعدد لما هزم هتلر وهو يملك أكبر الجيوش كما جاء في كتاب أدم تووز أن أسباب هزيمة تلك الجيوش كانت بسبب «الاقتصاد» يقصد العدة والعتاد كالبترول والمكنة ومواد الخام، التي كانت تفتقر إليها فتحولت هذه الجيوش المجيشة إلى قطع متناثرة تأكل بعضها بعضا! ولعل هناك سببا آخرمهما جدا ، بدليل ما حدث بحرب تموز ألم تكن «إسرائيل» تملك العدة والعدد كجيش النخبة المسلحة بأحدث الأسلحة، ولكنها فشلت في غزو لبنان، لماذا؟ ألم تصلها الأسلحة الصفراء والحمراء والقنابل الذكية والغبية والعنقودية والانشطارية! لماذا لم تنتصر؟ أتعرفون ما هوالسر؟ أعتقد أنكم تعرفون السلاح الوحيد الذي لا يمتلكه كل جيش وتتفقون معي أن القوة ليست هي مفتاح النصر، بل في الشهادة ذلك العنوان الكبير وهو الزلزال التي زلزل جدران وقلع قريش وكذلك قصور بنو أمية، وما جدار برلين الجدار العملاق ببعيد الذي ظل رازخا لسنين طويلة، إلى أن أسقط وكان سببا في توحيد الألمانيتين وإسقاط الشيوعية أشد سقطة! ولكن لا يزال هناك جدارا عربيا آخرا سيعزل الشعب الفلسطيني تماما عن العالم العربي، ليمهد للكيان الصهيوني خطوات جديدة نحو تأكيد يهوديته من خلال هذا الجدار الذي قرر إقامته على الحدود المصرية مع قطاع غزة!

حتى نطق المثل الشائع بين الناس قائلا: «ظِلُّ رجل ولا ظِلُّ حائط « أي ظِلُّ صهيوني فاسد ولا ظلُّ جدار أو حائط أصم! يعزل الكلمة والحرية ويسلب الهوية، ويوطن الصهيونية!

مهدي خليل


الزينة والجمال

 

لا شك أن جمال الوجه والقوام والزينة أمور محببة إلى كل نفس، و كل نفس تعشق الجمال، لأن الذي نفخ فيها من روحه جميل يحب الجمال، ولكن ...لم نحصر كل تفكيرنا في أن تكون صورة وجوهنا هي الأجمل ؟ لم لا نفكر أن نجعل من صورة نفوسنا هي الأجمل ؟ هل مقاييس التفاضل قائمة على صورة الوجه فحسب ؟ !

إن الزينة و الأزياء أشياء لذيذة عند المرأة عموما، و لكننا يجب ألا نعطي لهذه الأمور الأولوية في شئوننا وننفق عليها الكثير في إعلامنا وصحفنا، في الوقت الذي تبقى فيه المرأة المسلمة أمية لا تعرف حروف الهجاء، لم تفكر المرأة المسلمة في إظهار وجهها وقوامها وهيئتها بنسق عصري يتفق مع الموضة الحديثة قبل أن يتفق مع ديننا العزيز؟!نحن لضعف بصائرنا لا نبصر إلا صورة وجوهنا في الدنيا، أما في الآخرة فنحن لا نجني إلا ثمار أعمالنا، والجميل جميل بعمله وسلوكه، وجميل في مقامه الأخير في جنات ونعيم .

هو... يمني نفسه بالعودة إلى الديار ثانية، وسيرتبط بمن أحبها، وسيفترش الأعشاب والمروج الخضر ويطرب أذنيه بسماع غناء

الطبيعة الملائكي، حفيف الأغصان، وخرير الماء، وأصوات الطيور صادحة مسبحة فوق الأغصان أنشودة الطبيعة، ما أجمله من لحن !وسيذهب في الآيام القائظة إلى البحر، يسبح فيه، إن قلبه يحن للعودة إلى الحياة ليعزف على قيثارتها أجمل الألحان ....وغفا...و ماهي إلا نفحة واحدة وطمرت في ثوان الأحلام والآمال والأجساد إذ مادت الأرض وأهتزت وزلزلت زلزالا عنيفا، فهدمت في لحظات ما بناه الإنسان في دهور من بيوت، عمارات ...وأصبحت آثارا مدروسة وأطلالا وأنقاضا يرقد سكانها بين من فارق الحياة ومن لم يزل في رمقه الأخير، إذ تم انتشاله من تحت الأنقاض إذ اختلج جسده بضع خلجات، وسكن إلى الأبد، ولحق بآلاف الذين ابتلعتهم الزلزلة التي لا تميز بين الحبيب والحبيب.


نظارتها السوداء

 

هي لا ترى الحياة إلا من خلال نظارتها السوداء، فترى أنوارها ظلمات وشمسها ظلالا، وكانت لا ترى الحياة السعيدة إلا رتوشا وبريقا وأنوارا كاذبة تعدو خلفها كما يعدو الظمآن نحو سراب الماء ليجده سرابا، يكذب أمانيه ويبدد أحلامه فلا يرويه من ظمأ ولا يشفيه من غليل، ولم تكن موازين الحياة وقيمها لتترك أثرا في نفسها أبدا أو تشدها نحو غاية أو هدف، هكذا عرضت تشاؤمها من كل ما يحيط بها وبالتالي، صرخت من أعماق قلبي صرخات أسى، بل أن لفظات قطعات قلبي مع شظايا من نار حزن تتطاير معها، قلت لها :

قفي، لا تتراجعي إلى الوراء، انظري إلى الرياض الخضراء وإلى الأزاهير والورود البهيجة، إنها مشرئبة بأعناقها إلى السماء تهم بالارتقاء إلى العلياء فهي جميلة، زاهية تعطر الفضاء بأريج من نسمات الخير والسرور، إنها تدعوك لتكوني مثلها، اخلعي نظارتك السوداء وازيحي الستار المظلم عن ناظريك وانظري إلى السماء العالية الصافية وقد تجلى فيها رب عظيم، عودي إلى نفسك كما تعود الأطيار إلى ديارها، لماذا لا تتوقفين في مسالك الحياة ومعابرها وتتأملين الآتين والغادين وتحصين المسافرين والباقين وتنظرين إلى الأرواح كيف تعرج إلى السماء مودعة الدنيا الجميلة وإلى الأجساد وهي تهوي إلى داخل القبور المظلمة .

منى الحايكي

العدد 2716 - الخميس 11 فبراير 2010م الموافق 27 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً