مخطئ من يعتقد أن المواطن البحريني إنسان متكلف واحتياجاته الإسكانية متشعبة ولا يمكنه التكيف مع متطلبات الحياة والموارد والإمكانات المتاحة للدولة، فكل من خالط الشعب البحريني يدرك مدى بساطة مستواه المعيشي في ظل محدودية الدخل وتحمله وخزات الحياة المؤلمة.
البحريني لا يطلب أرضا موهوبة ولا يترقب موازنة ترصد له في حسابه المصرفي ليعمرها، ولا ينظر إلى أقرانه في الدول المجاورة وقد ارتسمت على وجوههم علامات الراحة والاطمئنان، فهو راضٍ بالشقة المؤجرة التي تقصم ظهره شهريا، ومن يرمي أمواله في البحر مكرها غير راغب ليس بأفضل حالا منه.
البحريني لا يسأل عن بيوت ذكية أو خشبية أو حتى من صفيح، بل يرجو مسكنا يحفظ كرامته ويؤوي أسرته، لا يشاركه فيه أحد، وبه مساحة مفتوحة تسمح له بالتوسع مستقبلا إن جارت على أبنائه السنون فلم يجدوا ملاذا يحتضنهم.
البحريني لا يهمه إن كانت جدران بيته الذكي محشوة بالفلين أو الألمنيوم، فما يعنيه أن يكون متسعا باتساع رحابة صدره وامتداد صبره، وأن يكون صامدا أمام ظروف الطقس وتقلبات الرياح وتلبد الغيوم، حتى لا يجد نفسه في يوم من الأيام أمام مفترق طرق يدفعه إلى إنفاق ما يملك لصيانة مسكنه وتحسين هيئته.
البحريني لا يرغب في أرض شاسعة لا ينتهي عندها البصر، ولا ناطحات سحاب أو جزر يدفن من أجلها البحر وتدمر من أجلها الطبيعية، بل يطمع في جدران بسيطة تستره في نطاق المساحة التي اعتاد أجداده وأهله على السكن فيها، مكان يناسب ويتوافق مع البيئة الاجتماعية التي نشأ وترعرع فيها منذ صغره، وهو أمر ليس عسيرا على التطبيق، وهناك أراضٍ عامة سيجت وملكت لأشخاص بعد تخصيصها لمشروعات إسكانية تخدم شرائح واسعة من البسطاء ومحدودي الدخل.
البحريني مهما قست عليه الظروف وسلبته الالتزامات صحته وراحته، تجده متسامحا متفائلا تتقافز الابتسامات على قسمات وجهه كما لو كان يعيش في جنة النعيم، بينما الأوجاع تكاد تقضي عليه من الداخل وهو يرى نفسه قد بلغ أواخر العمر ولم يحظ بفرصة الحصول على سكن لائق.
البحريني يسدد كلفة استفادته من الوحدة الإسكانية على مدى 25 عاما متواصلة، وليس لأحد أن يطلق عليه أمثال «محمول ويترفس» أو «طرار ويتشرط»، فطالما كان هو الزبون فمن حقه أن يختار البضاعة التي سيشتريها كيفما يشاء، وله أن يفحصها ويتأكد من سلامتها ومدى صلاحيتها للاستهلاك، كما له أن يقرر السكن في البناء العمودي أو الأفقي أو الذكي، ولوزارة الإسكان أن تعرض عليه الخدمات جميعها ليحدد ما يغطي احتياجاته ومتطلبات أسرته.
البحريني يتأثر كثيرا حينما يتم إقصاؤه ولا يؤخذ برأيه فيترك للنواب أن يحددوا له الخدمات التي يحتاجها، كما لو أنه طفل بحاجة إلى رعاية وإشراف أبويين، وفجأة مع اقتراب الانتخابات يتحول إلى الشخص الآمر الناهي ويطلب منه حصر مطالبه لتضمينها في البرنامج الانتخابي بعد أن كان على مدى 4 سنوات مسلوب القرار، مركون في الظل.
البحريني يرتجي الحفاظ على السواحل وما تبقى منها، واسترجاع الأراضي الموهوبة والمنتزعة ملكيتها، حتى لا تكون لأزمة شح الأراضي من وجود، ولكي لا يجد نفسه مضطرا للقبول بخيارات لم يكن يرغب فيها.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 2713 - الإثنين 08 فبراير 2010م الموافق 24 صفر 1431هـ
سلمت يداك
يشقى بنوها والنعيم لغيرها.....عين عداري يا بلدي السليب الموهب على طبق من دهب للمجنسين المرتزقة
يسلم لسانك
يسلم لسانك أخ أحمد .. عبرت عما بداخلنا والآن وبعد أن أصبحت في نهاية العقد الرابع وأنا أنتظر بيت الإسكان أو بالأصح شقة الإسكان أو البيت الذكي (شقة على الأرض).. أقول الله ياخذ بحقنا من الحكومة ومن النواب في يوم تتقلب فيه الأبصار..
الأرخص
أيهما أرخص التجنيس بما يقتضيه أم إرضاء المواطن ؟
الى متى
البحريني اليوم ليس في متاهات السكن ويا ليت ان يكون ذلك فعلا واقع الحال لهان الامر وما لم يتوفر اليوم قد يتوفر غداً ولكن البحريني اليوم في متاهة الوجود والهوية والتغريب ومشاكل لا قبل لآحد بتحملها من جراء مشروع تغير التركيبة السكانية وما الاسكان والتعليم والعمل والصحة والمشاكل الاجتماعية الا نتاج ابو الكبائر التجنيس السياسي
أكثر الشعوب تسامحا
أطيب شعب هو الشعب البحريني وكم من المواقف ابدى تراضيه عن عدة أمور ونسيان مافات،، أليس الشعب البحريني هو من وثق في الحكومة وارتضى بميثاق شكلي واعلامي فقط ؟ ورغم كل الاكاذيب ونكث للعهود الا انه بكلمةواحده طيبة سيتسامح مع الاذب ويقول نعم لربما الله هداه،، اشكرك ايها الكاتب فيما تفضلت به بمقالك