الجدل الدائر في شأن «الأخ الأكبر» ونظيره «ستار أكاديمي» وعما قريب جدا ستبدأ الجولة الثانية من «سوبر ستار» على صفحات الصحف، يعد علامة صحية لحيوية المجتمع وطريقته السلمية في مناقشة ما يمور به، وإن تنكبت بعض الصحف مهنتها وصارت تنفخ في أحد الاتجاهين بدلا من الأخذ بمهنة الصحافة.

ولكن الأمر أبعد من مجرد النقاش، إذ يصب في التيار الجارف لتربية طموح الشباب لدينا، إذ ن الطريق التي تطرحها هذه البرامج وما شابهها هو تسهيل وتجميل وتبسيط الحياة أمام الجيل الذي عليه أن يتحمل مسئوليات بلاده بعد عقد من الزمان تقريبا، وأن يواجه متطلبات العولمة ويتفاعل معها مع الإبقاء على خصوصياته، وأن يكون صلبا في مواقفه لا رخوا، وأن يحمل قضية يسعى من أجلها ويدافع عنها، دون أن يشيب قبل أوانه أو يعيش الكهولة وهو في سن المراهقة.

كثير من المنافحين عن مثل هذه البرامج يقولون أنها تنتشر في البلاد الغربية، ولم تعدّ هناك «مؤامرة» كما يعدّها البعض لدينا، هذا القول صحيح، ولكن تنقصه أن مستوى التعليم في الدول الغربية متقدم جدا، وأن تلك الدول تنفق مئات الملايين من الدولارات على البحث العلمي، وتسهل الإبداع، وتحتفي بالقراءة، وللكتاب مكانة عالية، وتعمل المؤسسات العلمية على استقطاب العلماء والمفكرين وتضع تحت تصرفهم فرقا بحثية كاملة للتقدم نصف خطوة إلى الأمام، في مقابل برامج الترفيه مثل التي يتم تعريبها عندنا، ولكننا نغض الطرف على الجانب الأصعب من العملية، ونتجه إلى هذا النوع من البرامج فقط، ونتمسح بكونها آتية من العالم المتقدم، تشغلنا البهرجة والأضواء والأصوات العالية، ولكننا لا ننظر إلى الجانب الآخر من الشارع الغربي المنكب على البحث، والمشغول بالتطور