العدد 540 - الجمعة 27 فبراير 2004م الموافق 06 محرم 1425هـ

إرهاصات الأزمة الأهلية والانتخابات النيابية في إيران

هذه هي البداية وهكذا كانت النهاية (2)

محمد عبدالله محمد Mohd.Abdulla [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عاشت ايران سجالا بين الطيف السياسي. وهنا عملية سرد لما حدث خلال فترة الشهرين.

مجلس صيانة الدستور ينشر أسماء 5625 مرشحا من مجموع 8144 شخصا تقدموا للترشح، ويشير إلى أن عدد نواب محافظة طهران هو 30 نائبا تليها محافظة خراسان ويُمثلها 26 نائبا، كما يُمثل الأقليات الدينية 5 نواب موزعين على 5 دوائر انتخابية.

بيان الرئيس خاتمي: الرئيس خاتمي يُصدر بيانا يؤكد فيه (1) إن ما ركزنا عليه هو أن تكون الانتخابات تنافسية وحرة وعادلة وقانونية، وإعادة الحق المهدور لأصحابه إذ أعلن القائد موافقته وأوصى مجلس صيانة الدستور بذلك (2) يجب ألا يمنع انزعاج البعض مما حدث عن المشاركة في الانتخابات لأنكم تستطيعون بالمشاركة اختيار الأشخاص الذين تعتبرونهم الأقرب إلى مطالبكم (3) أدعو النخبة والمفكرين وأهل الفكر والالتزام وكافة التيارات السياسية التي تصبوا إلى شموخ البلاد وعظمة الشعب ورقي النظام والثورة وتحقيق أفكار الإمام الراحل إلى أن تمهد من خلال وجودها وإرشادها للأشخاص للمشاركة وانتخاب الأصلح، من جهة أخرى قال رئيس البرلمان مهدي كروبي إنه كان سيدعو إلى المشاركة في الانتخابات حتى لو كان اسمه مرفوضا من مجلس صيانة الدستور، وأن الحضور في الساحة سيؤدي إلى تحقيق المطالب وعدم الحضور من شأنه أن يُعقد الأمور، لكنه أشار إلى ضرورة تعديل قانون الانتخابات لأنه ينطوي على إشكالات أساسية، من جهته قال عضو الشورى المركزية لروحانيون النائب مجيد أنصاري إن المنافسة توافرت في الكثير من الدوائر الانتخابية في ظل مساعي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى وقائد الثورة الإسلامية.

انسحاب 607 من المترشحين: وزارة الداخلية الإيرانية تُعلن انسحاب 607 من المترشحين للانتخابات النيابية السابعة من مختلف التيارات بينهم علي أكبر محتشمي بور أبرز وجوه التيار الإصلاحي المعتدل (روحانيان) وحبيب عسكر أولادي أبرز الوجوه اليمينية المحافظة (المؤتلفة) وبانسحابهم فإن المنافسة لإشغال 289 مقعدا في البرلمان ستجري بين 5018 مُترشحا صَادَقَ على تَرشّحهم مجلس صيانة الدستور، في الوقت الذي قدمت فيه مجموعة مُضحي الثورة الإسلامية (محافظة) لائحة تضم 25 مُترشحا في حين قدم التحالف الوطني للعمل والإنتاج في إيران لائحة أسماء من تراهم أجدر، كما أن التحالف من أجل إيران (إصلاحي) الذي يضم ثماني مجموعات وهي مجمّع علماء الدين المناضلين (روحانيين) بـ 190 مرشحا وحزب كوادر البناء بـ 30 مرشحا وبيت العامل وحزب التضامن وحزب العمل الإسلامي ورابطة السائرين على نهج الإمام ورابطة المرأة الإسلامية والاتحاد الإسلامي للمهندسين، إذ اتفقت على تقديم لائحة تضم 26 شخصا.

هذا وقدمت جبهة الوفاق في إيران الإسلامية بالاشتراك مع أحزاب منها : الأوفياء للثورة الإسلامية ورابطة المتخصصين في إيران وحركة الاعتدال الإسلامي وحزب الخضر وحزب التمدن الإسلامي والرابطة الإسلامية للرياضيين ورابطة أساتذة الجامعات وحركة الاعتدال الإسلامي لائحة تضم ثلاثين مرشحا للانتخابات التشريعية.

أما تحالف خدمة الثورة الإسلامية فلدية ما يقارب الـ 110 من المرشحين عن كل إيران بينهم تسعة مرشحين عن دائرة طهران، كما قدم تحالف عصارة المفكرين الأحرار الموسوم بـ «جكاد» بالاشتراك مع حزب استقلال إيران وجمعية إيران غدا وحزب الرفاه وبيت معلمي إيران لائحة للانتخابات النيابية، أما التحالف من أجل إعمار وتطوير إيران فقد قدّم قائمة بـ 27 مرشحا.

بينما تخلفت باقي الأحزاب في جبهة الثاني من خرداد وعددها عشرة عن المشاركة وهي رابطة الصحافيات ورابطة خريجي شبه القارة الهندية والرابطة الإسلامية للمعلمين في إيران والرابطة الإسلامية للأساتذة الجامعيين والرابطة الإسلامية للقطاع الطبي واتحاد مديري الصناعات ومُجمّع النواب لعدة دورات في مجلس الشورى الإسلامي وجبهة المشاركة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية ومُجمّع أساتذة وباحثي الحوزة العلمية في مدينة قم.

رسالة إلى المرشد: سبعون نائبا مُتطرفا في مجلس الشورى الإسلامي ممن رُفِضَت اهليتهم للدورة المقبلة يوجهون رسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام الخامنئي يتهمونه فيها بأنه تواطأ سرا مع مجلس صيانة الدستور بشأن رفض اهليتهم، في حين وصف البعض تلك الرسالة بأنها رصاصة الرحمة التي يُطلها الإصلاحيون المتطرفون على حياتهم السياسية في إيران.

انقسام المعارضة: في الوقت الذي لم تبق فيه سوى ساعات على انتهاء الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية السابعة مازالت الدعوات إلى المشاركة الفاعلة في انتخابات الجمعة الموافق للعشرين من فبراير/ شباط مستمرة، فقد أصدر المرجع الديني آية الله فاضل اللنكراني بيانا أكّد فيه أن مشاركة فاعلة لجميع الأحزاب وقطاعات الشعب والفصائل في الانتخابات تضمن ديمومة الثورة التي كانت ثمرة الدماء الطاهرة للشهداء، فضلا عن أنها تُعد واجبا شرعيا ووطنيا، كما أشار إلى ذلك من المراجع الدينية الكبار أيضا كل من ناصر مكارم الشيرازي وحسين نوري همداني ومحمد تقي بهجت، كما دعا المجلس الأعلى للثورة الثقافية والمجلس التنسيقي الإسلامي ومجلس خبراء القيادة ورابطة روحانيت (على لسان أمينها العام آية الله مهدوي كَنِي) ومجمّع روحانيان (على لسان أمينها العام مهدي كروبي) ومركز الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ورابطة الاتحادات الإسلامية ومؤسسة شهيد الثورة الإسلامية وقوات التعبئة وجمعية المضحين للثورة الإسلامية والرابطة الإسلامية للمرأة والتعبئة الطلابية وأساتذة إيران الإسلامية والاتحاد الإسلامي لأطباء إيران والجمعية الإسلامية لوكلاء العدلية واللجنة الوطنية الأولمبية والتعبئة الرياضية ونادي الاستقلال وبيروزي دعوا في بيانات منفصلة المواطنين إلى تسجيل حضورهم في انتخابات 20 من فبراير/ شباط.

الاستعدادات للتصويت: وزارة الداخلية تقول إنها خصّصت 39885 مركز اقتراع و207 دوائر انتخابية في أنحاء البلاد كافة، حيث منها 26176 مركزا ثابتا و13709 مراكز متنقلة، وفي طهران تستحوذ العاصمة على حصة الأسد من مراكز الاقتراع إذ تحظى بـ 5229 مركزا في حين تأتي الدائرة الانتخابية للأقليات الدينية في نهاية القائمة إذ خُصّص لها 84 مركزا، كما نبّهت المترشحين إلى أن الحملة الدعائية لهم يجب أن تنتهي في تمام الساعة 8 من صباح يوم الخميس 19 فبراير وعدم إمكان استخدام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أو منبر صلاة الجمعة أو أية وسيلة ذات طابع رسمي وحكومي لأغراض دعائية، علما بأن الدوائر الانتخابية ستُقفل في تمام الساعة 6 من مساء يوم الجمعة مع احتمال تمديدها بقرار من وزارة الداخلية على أن تظهر النتائج في اليوم التالي (السبت) ومساعد الشؤون التنفيذية والانتخابات في مجلس صيانة الدستور يُعلن عن تجنيد 200 ألف شخص للإشراف على سير الانتخابات النيابية السابعة، في الوقت الذي أعلن فيه ازدياد عدد المنسحبين من المعركة الانتخابية إلى 1179 حتى ليلة 21 من فبراير الجاري وبالتالي فإن المنافسة ستجري بين 4446 مترشحا لشغل مقاعد المجلس مع احتساب آخر الأرقام المتعلقة بالمترشحين الذين سحبوا ترشيحاتهم، بينما ذكر قائم مقام طهران أن أكثر من ستة ملايين مواطن تتوافر فيهم شروط التصويت في 12 مدينة بمحافظة طهران، 600 ألف منهم يصوتون للمرة الأولى، ويقترعون لاختيار 30 مترشحا عن دائرة طهران، علما بأن من يحق لهم التصويت في عموم إيران هو 46,351,32 مليون إيراني تجاوزوا سن 15 من العمر.

يوم الاقتراع: الناخبون الإيرانيون يتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الشورى الإسلامي السابع، ومرشد الجمهورية الإمام الخامنئي يُدلي بصوته باكرا بعد ثمان وعشرين دقيقة فقط على بدء العملية، داعيا الإيرانيين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، متهما أعداء الجمهورية الإسلامية بمحاولة منعهم من المشاركة في الانتخابات.

كما أدلى مراجع التقليد الكبار (فاضل اللنكراني ومكارم الشيرازي ومحمد تقي بهجت ونوري همداني وصافي كلبيكاني والوحيد الخراساني وإبراهيم أميني وجوادي آملي وعلي مشكيني وآخرون) بأصواتهم في أماكن سكناهم، كما أدلى رئيس السلطة القضائية آية الله هاشمي شاهرودي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإسلامي الشيخ هاشمي رفسنجاني بصوتيهما في حسينية جمران عند الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة تلاهما الرئيس محمد خاتمي في وقت لاحق (11,40 دقيقة) في إحدى باحات وزارة الداخلية، مُصرحا للصحافيين خلال جولة له في قسم اللجنة الانتخابية في الوزارة «المهم أن يشارك الناس في الانتخابات» كما أدلى بصوته أيضا حسن الخميني حفيد الإمام الراحل، وبث التلفزيون الإيراني منذ صباح يوم الجمعة بشكل متقطع صور نساء ورجال في صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم ومقابلات مع أشخاص يؤكدون المشاركة.

وأفاد مراقبون أن مراكز الاقتراع تشهد ازدحاما في جنوب طهران وفي عدد من المناطق الريفية، الأمر الذي دفع بوزارة الداخلية الإيرانية لأن تُمدد فترة الاقتراع في 21 ولاية من أصل 28 حتى الساعة الثامنة وهي المرة الثالثة التي تُمَدَّد فيها فترة الاقتراع، وفي مدينة قم المقدسة حيث يتنافس 86 مترشحا للفوز بثلاثة مقاعد، اكتظت مراكز الاقتراع بالناخبين، والنتائج الأولية للانتخابات تُشير إلى أن نسبة الاقتراع هي 60 في المئة وأن تحالف بناء إيران المحافظ هو في صدارة الفائزين إذ حصد ثلثي المقاعد، وحزب المشاركة الإصلاحي المتطرف يُقِرُّ بهزيمته في دعوة الناخبين إلى عدم الاقتراع.

بدء الفرز: التقارير الواردة تفيد بأنه تمّ الانتهاء من فرز 206 دوائر انتخابية، كما تمّ فرز 23 مليون صوت لـ 28 محافظة، وأن عملية فرز الأصوات مستمرة في طهران وشميرانات وري وإسلامشهر، وأن نصف المترشحين حصلوا على عدد الأصوات المطلوبة التي تُؤهلهم لدخول المجلس وهي نسبة 25 في المئة من مجموع الأصوات

إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"

العدد 540 - الجمعة 27 فبراير 2004م الموافق 06 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً