نحن في «الوسط الرياضي» لا نختلف مع من يقول إن فوز رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم بمنصب عضوية «الفيفا» عن القارة الآسيوية فخر للرياضة البحرينية، وسيزيدها بريقا وتوهجا على المستويين الدولي والقاري، وسيعطي انطباعا لدول العالم عن مدى تطور العمل الإداري فيها.
والحقيقة ان هذا الترشيح شغل فكري لمدة طويلة، وقبل أن أخوض فيه حرصت على أن أتحدث مع الكثير من الشخصيات القريبة من هذا الموضوع حتى أكون مقتنعا تماما بما أدلي به؛ لأن ما يهمني بالدرجه الأولى مصلحة كرة القدم البحرينية عموما، وهل يعني فوز رئيسها بهذا المنصب سيحقق لها مكاسب أكثر من الخسائر التي ستمنى بها في حال الإطاحة به - لا سمح الله - وخصوصا أن المنافس اسم كبير في عالم كرة القدم الآسيوية والدوليه وهو رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام، والرجل الأقرب إلى رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر. ومن هذا المنطلق حرصت على أن أدلي بدلوي في الموضوع بعيدا عن الضغوطات التي تتمثل في تعاطفي مع ممثل كرة القدم البحرينية وخوفي على مصالح كرة القدم البحرينية!
أعود إلى صلب الموضوع وأقول إن دعم الدول الآسيوية لترشيح رئيس الاتحاد البحريني قد وصل - حاليا- إلى 23 صوتا، وهو ما يعادل نصف عدد أصوات الجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (هذا تصريح المقربين). والذين يدعمون هذا الرأي يجدون أن الحصول على أكثر من هذه الأصوات ليس بالأمر الصعب أو المستحيل، لذلك بات فوز الشيخ سلمان بمقعد «الفيفا» مضمونا بنسبة 99.99 في المئة وهو رقم شبيه بأرقام الانتخابات العربية. ولكن الخوف بأن لغة الأرقام الآسيوية تختلف عن لغة الأرقام العربية، وما هو مضمون اليوم قد يتغير بعد ثلاثة أشهر وهو موعد إقامة الانتخابات (مايو/ أيار المقبل)!
إن الذين أطلقوا عنان التفاؤل للفوز البحريني بنوا كلامهم على أصوات دول شرق آسيا التي تقودهم كوريا الجنوبية بدعم ممثلها الملياردير الكوري صاحب أكبر الشركات الصناعية الذي يرغب في إزاحة بن همام من الاتحاد القاري والدولي، إضافة الى الخلاف الكبير الذي أضحى واضحا وجليا بين الاتحاد الآسيوي والاتحاد السعودي من خلال التصريحات الملتهبة بين الطرفين. ولكن ما يؤسفني حقا - في هذا المقام - زج تصريح من إحدى الصحف الخليجية على لسان رئيس الاتحاد البحريني يتهم فيه الاتحاد القاري بالكذب وهو الأمر الذي أعتقد بأنه ليس من شيمة الرئيس ولا من الأمور التي يعتمد عليها في حملته الانتخابية!
ولكننا قبل أن نفرط في التفاؤل، علينا أولا أن نعترف بأفضال رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام على كرة القدم البحرينية بدءا من مشروع الهدف رقم (1) المتمثل في مقر اتحاد الكرة وملاعب التدريب، ومشروع الهدف رقم (2) المتمثل في بناء الفندق، بالإضافة الى وصول الكثير من الكفاءات الوطنية في عضوية لجان الاتحاد القاري. ففي كل مناسبة تطأ فيها قدم هذا الرجل بلدنا كان يبدي فيها اهتمامه بدعم كرة القدم البحرينية،والمنافسة المقبلة في انتخابات الاتحاد الآسيوي ليست مثل مباراة كرة القدم فيها الفائز أو المتعادل او من يقول فيها للخاسر كلمة «هاردلك»... وليست فيها الروح الرياضية العالية. كما أن ركلاتها - دائما - من تحت الحزام. لذلك أتمنى ألا تخسر البحرين رجلا مد يده إليها، وقدم إلى كرتها الكثير.
إني أطالب بأن نحكم صوت العقل لا العاطفة في هذه القضية التي ستسخن مع الأيام المقبلة. والإجابة على هذا التساؤل الملح: كم ستستفيد كرة القدم البحرينية من وصول ممثلها إلى الفيفا؟ وكم سنخسر - لا قدر الله - لو خسر ممثلها وأصبح ضحية الوعود الآسيوية، وخصوصا أن معركة الانتخابات في هذا الاتحاد لن نديرها بأيدينا ولكن - الخوف - إنها ستدار بغيرنا وهم القادرون على تحديد خسارة ممثلنا من نجاحه!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ