العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ

أهم رجل في فريق بوش الانتخابي: أسامة بن لادن

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

وكالات الأنباء العالمية هي التي تقرر موعد مواصلة الحرب المناهضة للإرهاب التي أعلنها الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، ردا على هجوم 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 على نيويورك وواشنطن، كما هي الجهة التي تتخذ قرار وقف هذه الحرب التي تجري على أرض جبهة منسية. قبل وقت قصير صرح وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح أنه تم تطويق منطقة وزيرستان الواقعة داخل أراضي باكستان على قرب من الحدود مع أفغانستان. وكانت بعثة تلفزيونية أوروبية قد وصلت في الشهر الماضي حدود وزيريستان بحثا عن أسامة بن لادن زعيم منظمة(القاعدة) والعدو الأول للولايات المتحدة لكن المخابرات الباكستانية منعت البعثة من دخول وزيرستان وأجبرت أفرادها على العودة. منذ أيام تجري عمليات بحث جديدة عن أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري. منذ أن شن التحالف في الحرب المناهضة للإرهاب الحرب على أفغانستان، لم يتحقق له النجاح في إلقاء القبض على أسامة بن لادن ونائبه. وحصل ما يشبه توقف جبري بعد انشغال القوة العظمى في غزو العراق إذ واجهت نجاحا أكبر من وجهة نظرها في إزاحة صدام حسين عن السلطة بينما واجهت جهودها الفشل حتى اليوم بإلقاء القبض على زعيم (القاعدة). الصعوبات الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة في بناء نظام جديد في العراق ومسعى بوش للفوز مرة ثانية بمنصبه والتحدي الكبير الذي يصدر عن منافسه المرشح الديمقراطي جون كيري، كل هذه الأمور مجتمعة، تجعل بوش في أمس الحاجة إلى كسب تأييد الناخبين الأميركيين. يعرف بوش أن الشعب الأميركي لم يتعاف بعد من صدمة هجوم 11 سبتمبر، وكل ما حصل تطور يتعلق بهذه القضية، ويؤكد هذا صقور الإدارة الأميركية، يزيد اهتمام الأميركيين بما لدى الرئيس لذكره بالخصوص. وقال بوش عقب وقوع الهجوم على بلاده عام 2001: سنلقي القبض على المجرمين وسنعاقبهم. حتى اليوم يجلس مئات الأشخاص بينهم مجموعة قليلة من (القاعدة) والطالبان، في معسكر الاعتقال غوانتنامو في جزيرة كوبا دون محاكمة ودون اهتمام الرأي العام الأميركي بمصيرهم والسبب أن العدو الأول أسامة بن لادن ما زال حرا طليقا. ولن يتحدث أحد في الولايات المتحدة وأوروبا عن نجاح الحرب المناهضة للإرهاب قبل أن يجري إلقاء القبض على بن لادن حيا أم ميتا.

فجأة أصبح جورج دبليو بوش في حاجة ماسة للحصول على رأس أسامة بن لادن ويقول أحد الظرفاء: لقد انتهى وقف النار بين بوش وأسامة بن لادن. بعد حرب أفغانستان ونجاح زعيم (القاعدة) بالإفلات من القوة العظمى التي فشلت في النيل منه رغم استخدامها أحدث أنواع الأسلحة وأجهزة الكشف، ظلت العلاقة قائمة بين بوش وأسامة بن لادن عن طريق محطات التلفزة التي تعرض صور ورسائل بن لادن الصوتية والمرئية. أي أن سلاح أسامة بن لادن في الحرب المناهضة للإرهاب: كاميرا فيديو وآلة تسجيل. قبل أسبوعين نشرت الصحف البريطانية نبأ مفاده أن وحدات عسكرية أميركية وبريطانية طوقت موقعا يعتقد وجود أسامة بن لادن فيه. ثم اضطر متحدث عسكري باسم القوات الأميركية في أفغانستان في اليوم التالي إلى القول: لو كنا نعلم مكان وجوده في أفغانستان لكنا ألقينا القبض عليه ولو كان الباكستانيون على علم بمكان وجوده في بلادهم لكانوا ألقوا القبض عليه. غير أن تصريحات المسؤولين الباكستانيين موضع شك دائم عند المسئولين الغربيين ففي الماضي تعاونت باكستان بصورة مكثفة مع الطالبان و(القاعدة) إلى أن أغرت واشنطن الرئيس الباكستاني مشرف بمساعدات مالية وعسكرية ما دفعه إلى التخلي عن دعم حليفيه المجاورين. لكن أجهزة مخابرات غربية تعتقد أن أسامة بن لادن ما زال يحوز على عدد كبير من الأصدقاء في أجهزة الأمن الباكستانية وفي الجيش بغض النظر عن الأتباع في الأحزاب الإسلامية الواسعة النفوذ في هذا البلد. بعيدا عن الجبهة المنسية التي تذكرنا وكالات الأنباء بأنها موجودة، بدأ بوش حملته الانتخابية بعد إعلان السياسي المؤيد لحماية المستهلك رالف نادر دخول المنافسة على منصب الرئاسة ضد بوش وكيري. ويجد كثير من المراقبين أن نادر قد يكلف الديمقراطيين خسارة أصوات كثيرة كما حصل في الانتخابات الماضية حين خطف نادر أصوات آلاف الناخبين من الديمقراطيين وحال دون فوز آل جور ورجح كفة بوش. لكن هناك ما يضمره الرئيس الحالي: إن إلقاء القبض على أسامة بن لادن في فترة الحملة الانتخابية سيزيد شعبية بوش ويضمن فوزه بولاية ثانية. من اليوم وصاعدا سيزيد عدد الشائعات التي تتحدث عن وشك إلقاء القبض على زعيم (القاعدة) وقد صدرت الأوامر للقوات الأميركية الخاصة في أفغانستان كي تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى مكان أسامة بن لادن. وتم الكشف عن زيارة سرية قام بها جورج تينيت مدير السي آي إيه إلى باكستان مؤخرا اجتمع خلالها مع الرئيس مشرف وقام بنقل شكوى الإدارة الأميركية بأنه لا يفعل ما فيه الكفاية كي يجري إلقاء القبض على أسامة بن لادن. السي آي إيه في خدمة حملة بوش الانتخابية. في الولايات المتحدة الشائعات أيضا تحرك ميزان شعبية الرئيس تارة إلى الأسفل وتارة إلى الأعلى وكل ما يتعلق بأسامة بن لادن يخدم بوش هذه الأيام. في حملتهم ضد منافسي بوش على الرئاسة كيري ونادر يقول الديمقراطيون إنهم يعولون كثيرا على مساعدة من أسامة بن لادن وأفضل خدمة بوسعه أن يقدمها لبوش هو ارتكاب خطأ يوقعه بقبضة القوات الأميركية التي لديها ثمانية أشهر من الوقت لتجد زعيم «القاعدة» وحصول بوش على فرصة ذهبية بالبقاء في منصبه ولاية ثانية

العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً