تتجه الولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز قبضتها على منابع النفط الأكثر ثراء ووفرة في العالم لتلبية احتياجاتها المتزايدة من النفط في ظل احتمالات بنقص في إنتاج النفط في العالم خلال العقد المقبل بما يزيد على 80 مليون برميل في العام.
وفي هذا السياق قالت تقارير وكالات الأنباء ان طرابلس الغرب تعد العدة لاستقبال أول وفد من شركات النفط الأميركية، ونقلت عن وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم أمس الثلثاء قوله: «إن وفدا من شركات نفط أميركية سيزور ليبيا نهاية الشهر الجاري في حين تسعى ليبيا إلى الإسراع بإنهاء العقوبات الأميركية المفروضة عليها»، وأضاف الوزير: «عندما يحضر الأميركيون إلى ليبيا سيتحسن إنتاجها وستحصل على التكنولوجيا الأميركية».
وكانت واشنطن قررت الأسبوع الماضي رفع الحظر على سفر المديرين التنفيذيين في الشركات الأميركية إلى ليبيا لمكافأتها على تطوعها بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية، ومن المتوقع أن تصدر الولايات المتحدة في نهاية الأمر قرارا يقضي بتخفيف العقوبات والسماح لتك الشركات باستئناف أنشطتها في ليبيا التي توقفت في العام 1986 عندما شددت واشنطن حصارها على ليبيا الذي بدأ في العام 1982.
ويتوقع المحللون أن تركز مفاوضات ممثلي الشركات الأميركية مع الليبيين خلال هذه الزيارة على تنشيط الأصول الأميركية المجمدة بسبب الحصار، وأشار بعضهم إلى إمكان ترتيب جدول زمني بشأن العودة الكاملة لتلك الشركات إلى العمل في الحقول الليبية الواعدة.
وذكرت تقارير وكالات الأنباء أن تلك الأصول تشمل امتيازات حصلت عليها شركات «ماراثون أويل» و«كونوكو فيليبس» و«أميرادا هيس» و«أوكسيدنتال بتروليوم».
وقدر خبراء احتياطات ليبيا النفطية بنحو 21 مليار برميل، وتعد ليبيا تاسع أكبر احتياطات في العالم.
وبضربة دبلوماسية استندت على استعراض القوة عن بعد نجحت الولايات المتحدة في أن تخطو خطوة واسعة تجاه تعزيز قبضتها على واحدة من أكثر الحقول النفطية وعدا في إفريقيا
العدد 537 - الثلثاء 24 فبراير 2004م الموافق 03 محرم 1425هـ