انهالت عليّ المكالمات الهاتفية عندما سقط سهوا اسم سيد علي كمال الدين من ضمن بعض من ذكرت أسماءهم من المناضلين أمثال الباكر والعليوات والشملان بل إن أحدهم قال بمرارة «أفا يا ذا العلم» كيف لم تذكر شيخ المناضلين في اللجنة العليا لهيئة الاتحاد الوطني. وكنت اقترحت استكمال تسمية بقية الشوارع بأسماء هؤلاء بعد أن أعاد جلالة الملك اعتبارهم عندما قال في كلمة لجلالته انهم كانوا مناضلين وشهداء من أجل الوطن.

فأبو محمد حسن وأبو سلمان كان من العناصر المعروفة بنقائها وصلابتها وتحملها الكثير من مصاعب الدنيا حفاظا على مبادئها الوطنية وكان خطابه الأول المشهور عن نبذ الطائفية وإصراره على الوحدة الوطنية مازال يعتبر الخطاب التاريخي الأشهر ضمن حركة هيئة الاتحاد الوطني.

ليتصور معي كيف تحمل أكثر من غيره من زملائه الذين تم نفيهم إلى سانت هيلانة، فقد توجه هو إلى العراق إذ استقر المرحوم في النجف الأشرف ويوم سفره لم يكن معه سوى 360 روبية أعطى أسرته 160 منها واحتفظ بالباقي لسفره وقال لهم يشهد الله أني لا أملك غير ذلك وقد أمنتكم الله الذي لا ينسى عباده والله خير حافظ ودموع فراق أهله وأسرته في وضعهم المجهول تغص بها عيناه. وإذا كان بقية الأعضاء كالباكر والشملان والعليوات رفعوا شكوى أمام المحاكم البريطانية وحصلوا على تعويض قارب 400 ألف جنيه استرليني فإن المرحوم أبو محمد حسن لم يحصل على فلس واحد لأنه لم يكن معهم على قائمة المشتكين على السلطات الإنجليزية في ممارساتهم المجحفة ضدهم.

يقال ان السيد كان يأخذ أبناءه أيام الجمع عندما كانت انتفاضة الخمسينات مشتعلة في البحرين إلى مزرعة ليست بعيدة عن الرفاع ليسبحوا في البركة التي بها.

وفي أحد الأيام وكان المغفور له الشيخ سلمان حاكمنا السابق رحمه الله في سيارته لمح السيد فطلب من سائقه أن يقف فسأله «من وين جايين؟» فأجاب من مزرعة فلان. فسأله هل أعجبتك؟ قال في الحقيقة «مزرعة حلوة وفيها بركة كبيرة ومايها بارد»، فقال المرحوم هي ملكي ضمنتها لفلان هل أهديك إياها؟ فشكره السيد غير أنه رفض الهدية فسأله البعض لماذا وأنت في هذا الوضع المادي المتردي؟ أجاب كيف أكون معارضا وأقبل هدية وكيف ارفع وجهي واقول انا معارض؟