عاشوراء الحسين (ع) في كل عام تحمل الكثير من الهموم والطموحات والآمال. هناك منبعان أساسيان في البحرين يرفدان مسيرة الحسين (ع)، المنبر الحسيني، والموكب الحسيني، وكلاهما يحملان وظيفة محددة في إبقاء جذوة ثورة الحسين (ع) متقدة، إلا أن الموكب الحسيني أو المسيرة العزائية كان لها دور أكبر من المنبر الحسيني في تغذية عواطف الناس وحماسهم تجاه الحسين وثورته إبان فترة التسعينات، فكانت بمثابة الصوت الإعلامي الوحيد الذي يعبر عن القضايا السياسية إبان فترة القمع الأمني، وقد استهدف هذا الموكب في شخوصه والقائمين عليه، وحتى النصوص الشعرية التي كتبت في تلك الفترة، نتيجة فاعليتها وتأثيرها في نفوس الجماهير. أهم ما يميز الموكب الحسيني في فترة التسعينات هو الشعار المرفوع الذي تدور في فلكه القصيدة الحسينية، ويقوم على هذا الشعار علماء الدين المتصدون للشأن العام، فيمارسون توجيهات مباشرة إلى «الرواديد» وإدارات المآتم بتبني شعارات ومواقف معينة، كانت أرضية لطرح المطالب الشعبية، وتمهيدا لخلق جو من التضامن والوحدة بين أبناء الشعب كافة، أن الدفع بهذا الاتجاه من قبل علماء الدين المتصدين للشأن العام قد ضعف جدا، وأصبح معدوما إبان فترة الإصلاح، ففقد الموكب جزءا كبيرا من دافعيته، وأصبح خاضعا لمزاجية الرواديد وإدارات المآتم، ففقد الكثير من عطاءاته السابقة. الآن، تبدت الكثير من الأساليب في التعبير عن النهضة الحسينية، ومنها المرسم الحسيني، والمسرح، والحوارات، وإصدار الكتيبات والمنشورات بهذه المناسبة، والتبرع بالدم، وتوجد حاجة ماسة من قبل المعنيين، وعلى رأسهم رجال العلم المتصدين للشأن العام لتقييم مسيرة الموكب الحسيني، وانحسار الكثير من عطاءاته وأهدافه، لأن الموكب الحسيني أهم فارقة مميزة لمسيرة الحسين على مر التاريخ، سواء على مستوى الامتداد الشعبي، أو المسيرة التاريخية لهذا التنميط العريق، ولا يجوز لهذا الموكب أن يضمرا أبدا
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 535 - الأحد 22 فبراير 2004م الموافق 01 محرم 1425هـ