كربلاء في العمر الزمني كانت مجرد ساعات قصار، فالواقعة إذ وقعت لم تتجاوز سوى ساعات قلائل على الأكثر 5 ساعات لكنها في العمر المعنوي بقيت مخلدة.
فعلى رغم مرور 14 قرنا على الحادثة مازالت تتجدد في العقل والعاطفة والذاكرة تماما كما قال الشاعر المسيحي بولس السلامة في ديوان شعره «الملحمة العلوية» يخاطب الحسين:
كربلاء ستصبحين محجا
وتصيرين كالهواء انتشارا
ذكرك المفجع الأليم سيغدو
في البرايا مثل الضياء اشتهارا
وتلك هي الحقيقة ان كربلاء أصبحت كالهواء في الانتشار وخصوصا لمن يعيشون الاختناق السياسي في هذا العالم، فالمناضلون يتنشقون من عبير الذكرى عبق الحرية ونسيم الكرامة فيرون كيف هو المبدأ وكيف تقدم القرابين إليه. فلا عجب أن تتحول كربلاء إلى بيرق لكل مناضل من أجل العدالة الاجتماعية، لكل من يرفض الطبقية في هذا العالم. ولكن هل كل ما جرى في كربلاء وصل الينا؟ سؤال ربما ضاع في متون الكتب وخصوصا إذا علمنا ان التاريخ لم يكن في يومٍ من الأيام تاريخ الشعوب بل هو تاريخ الحكام الذين لعبوا في التاريخ بعد أن استوعبوا المثقفين والمؤرخين والكتبة.
إذن كربلاء في العمر المعنوي امتداد ليس له حدود وكان يوم العاشر يوما اختصر مسافات الزمن الممتد من نضالات الشعوب التي كانت تبحث عن إضاءة في ذلك التاريخ المظلم.
قد تطول الأعمار لا خير فيها
ويضم الأمجاد يوم قصير
لقد كان يوم العاشر يوما قصيرا، سويعات قلائل لكنه بقي دائما في تجدد، ويخطئ من يعتقد أن الحسين للشيعة أو أنه مقيد بمذهب معين والدليل ما كتبه عنه المسلمون على شتى مذاهبهم، وما قاله فيه الغربيون كالأديب الانجليزي تشارلز، وما قاله المسيحيون كانطوان بارا، وسليمان كتاني وجورج جرداق وبولس السلامة و... الخ.
الحسين في يوم العاشر قال «اني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما» هل يمكن أن يرى الإنسان الموت سعادة، كيف يتحول الموت إلى سعادة؟ إنه الموت الذي سماه السيد الإمام «الموت الاختياري» وفرق بين من يدركه الموت وبين من يقتحم الموت. وهنا تكمن فلسفة الشهادة، الشهادة المطهرة لبيئة سياسية قامت على الفساد والاقصاء والقتل والاستعباد واستحمار العامة، وتلك كانت قصة الحسين مع يزيد. يزيد خطف المجتمع بحكمه المطلق الشمولي، فقد وصفه الشاعر إذ اختصر الزمن الأموي والحكم اليزيدي قائلا:
ألف الله أكبر لا تساوي
بين كفي يزيد نهلة راح
إذن الإمام الحسين تحرك من أجل المبادئ ومن أجل تصحيح الوضع السياسي في تلك المرحلة من الحقبة التاريخية ولم يكن تحركه انتحاريا كما زعم الكاتب المصري أحمد شلبي. فالكاتب الانجليزي تشارلز يقول: «إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية فلماذا اذن يصطحب معه النساء والصبية والأطفال إذن العقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام». وهذا ما نجده في شعاراته وفي تحركه على الأرض، سقط على الأرض مضرجا بدمه... لم يأسف، لم يمن على الله، لم يتأوه أو يشعر بالغربة على رغم سقوط كل من كانوا حوله... التفت إلى السماء قائلا «أرضيت يارب؟ إن كان في هذا رضاك فخذ حتى ترضى» يصف هذا المشهد الشاعر العراقي مصطفى جمال الدين في ديوانه (الديوان):
وتركت للأجيال حين يلزها عنت السُرى
ويضيقُ فيها المهربُ
جثث الضحايا من بنيك تريهم
ان الحقوق بمثل ذلك تُطلبُ
وثائق: قانون الأوقاف الجعفرية لا يجّوز أبدا أن ترسو مناقصة على عضو في مجلس الإدارة وكذلك القرار الصادر في العام 1991 إذ يقول «لا يجوز لأعضاء المجلس ولا لموظفي الإدارة الاشتراك في المناقصات أو المزايدات التي يجريها المجلس أو التعامل مع المجلس بالبيع والشراء، الوثيقة» تقول: «بتاريخ 29 /4/2001 أرسى مجلس الإدارة مناقصة (...) على (...) وهي مؤسسة مقاولات لأحد الأعضاء الحاليين بمبلغ قدره 32 ألف دينار» والسؤال: كيف يتم ارساء المشروع على مؤسسة لعضو من أعضاء مجلس الإدارة على رغم أنها مخالفة صريحة لقانون الأوقاف الجعفرية الصادر في 1960 إذ تقول المادة رقم 34 «لا يسمح لعضو مجلس الدائرة أن يضمن شيئا من الأوقاف، أو يدخل في مناقصات تعلن عنها الدائرة كي لا يكون عرضة للطعن». السؤال: لماذا وافق مجلس الإدارة العام 2001 على ذلك على رغم أنها مخالفة صريحة للقانون. ولذلك نطالب أن يتم تشكيل مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية بالانتخاب
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 535 - الأحد 22 فبراير 2004م الموافق 01 محرم 1425هـ