لا تنسّمَ أريج الحياة أنفٌ لم يتحسس أريجَ ذكراك... أريجا هو في الذروة من المعنى... لكأنما الأشياء في حضرتك تضج بروعة الضمير... لكأنما البياض بعيدا عن نفح دمك محض عتمة في الصميم من العمى.
مرآة تضيء وجوهنا الكالحة صرتَ، واشراقة غد هو في اللب من النص القرآني «أليس الصبح بقريب». لكأنه كتب عليك أن تكون ضحية الجزر في ماراثون من المذابح، لترتب حيوات الأمة في ماراثون الفوضى والجبت والطاغوت.
متوجا ارتفعتَ بشهادة تستعصي على النسخ أو جرأة المحاولة، ومضرجا بالوصايا الخالدة قبل الدم.
هنا في الزمن المكتظ بالخرائط الجاهزة... خرائط الأفكار والنوايا والحدود والحرس المقيم وأجهزة التنصت المعفاة من الجمارك والرغيف المملح بالعرق المدرار، يصبح تمثلك والوفاء لك والصلاة عليك ضربا من الخروج على الجوقة المبرمجة من قبل أجهزة السحل وفرق الاغتيال وتجار الفتاوى بعرباتهم الفارهة!.
كم من كربلاء تحتاج هذه الأمة لتتيقن أن الظلم مقيم ما أقام السكوت عليه؟ وكم من السبي ستدشن لتتيقن أن الفلوات هي الفلوات ذاتها والشماتات هي الشماتات ذاتها والوصم بالخروج على الملة هو الوصم ذاته واتساع رقعة الوهم باتساع رقعة الركون؟.
لأبدك تمضي وفي زوالنا نقيم، ما ظل الفارق بين النجم والانهيار في صحونا المشوش لا يرى بالعين المجردة.
نحدق في بَلادَات بسعة الأرض، سيوفنا صدئة تثقل كاهل الحيطان، وخيولنا في الرمق الأخير من بحة الصهيل.
قبس
في مثل هذا اليوم
في معراج «طف» الروح
التمس الطريق اليك حرا...
لأجيء ألثم ذكرك الوضّاء
ألثم في إسار الليل فجرا...
فلو انكسرتُ
تظل لي عزما يفيض عليّ
في النكبات نصرا..
العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ