لا أقالتني المقادير إذا
كنت ممن لك يا دهر أقالا
أزلال العفو تبغى وعلى
أهل حوض الله حرمت الزلالا
المطاعين إذا شبت وغى
والمطاعيم إذا هبت شمالا
والمحامين على أحسابهم
جهد ما تحمي المغاوير الحجالا
أسرة الهيجاء أتراب الضبا
حلفاء السمر سحبا واعتقالا
منهم الأطواد حلما وحجى
والضبا والأسد غربا وحيالا
ولهم كل طموح لا يرى
ضد جبار الوغى الا يغالا
إن دعوا خفوا إلى داعي الوغى
وإذا النادى اجتثى كانوا ثقالا
كل وطاء على شوك القنا
إثر مشاء على الجمر اختيالا
وقفوا والموت في قارعة
لو بها أرسى (ثهلان) لمالا
فأبوا إلا اتصالا بالضبا
وعن الضيم من الروح انفصالا
أرخصوها للعوالي مهجا
قد شراها منهم الله فغالى
نسيت نفسي جسمي أوفلا
ذكرت إلا عن الدنيا ارتجالا
حين تنسى أوجها من هاشم
ضمها الترب هلالا فهلالا
أفتديهم وبمن ذا أفتدي
من لهلاك الورى كانوا الثمالا
عترة الوحي غدت في قتلها
حرمات الله في الطف حلالا
قتلت صبرا على مشرعة
وجدت فيها الردى أصفى سجالا
يوم آلت الحرب لا شفت
حقدها أن تركت لله آلا
تلك أبناء علي غودت
بدماها القوم تستشفي ضلالا
نسيت أبناء فهر وترها
أم على ماذا أحالته اتكالا
فمن الحامل عني آية
لهم لو هزت الطود لزالا
قف على البطحاء واهتف ببني
شَبية الحمد وقل قوموا عُجالا
كم رضاع الضيم لا شب بكمْ
ناشيء أو تجعلوا الموت فصالا
كم قرار البيض في الغمد أما
آن أن تهتز للضرب انسلالا
فهلمّوا بالمذاكي شربا
والضبا بيضا وبالسعر طوالا
طحنتْ أبناء حرب هامكمْ
بِرحى حرب لها كانوا الثغالا
وطأوا آنافكم في كربلا
وطأة دكت على السهل الجبالا
وانتضوها قُضبا هنديّة
بِسوى الهامات لا ترضى الصقالا
العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ