العدد 533 - الجمعة 20 فبراير 2004م الموافق 28 ذي الحجة 1424هـ

البيع في المعارض لمصلحة الجميع

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

أعتقد أنه من الصواب السماح بالبيع في المعارض لأن ذلك يصب في مصلحة المستهلك والتاجر والاقتصاد البحريني بشكل عام. باختصار الفائدة للمستهلك تكمن في حصوله على فرصة لاقتناء آخر المنتجات. أما التاجر فإن البيع في المعارض يمنحه القدرة لمعرفة اتجاهات الشراء في المجتمع. أيضا الاقتصاد البحريني يستفيد لأن المعارض تساعد على تحريك أكثر من قطاع اقتصادي.

أولا: فيما يخص المستهلك، فإن البيع في المعارض يمنحه فرصة للإطلاع على آخر المنتجات المتوافرة في العالم. أما قرار الشراء فإن ذلك حق من حقوق المستهلك فهو حر في اتخاذ قرار الشراء وليس بحاجة إلى وصاية من التاجر أو الحكومة أو أية جهة أخرى. كما أن من حق المستهلك أن يحصل على فرصة التحدث مع العارضين من مختلف دول العالم من دون وساطة من التاجر المحلي خصوصا وأننا نعيش في عصر العولمة وانتشار حقوق المستهلك.

ثانيا: إن البيع في المعارض في مصلحة التاجر لأن ذلك يمنحه فرصة معرفة اتجاهات الشراء عند المستهلك والتغيرات التي ربما حصلت في مسائل حيوية مثل الذوق. ومن ثم الاستفادة من ذلك بإجراء التغييرات اللازمة من قبيل تدريب الموظفين وتوفير السلع التي يرغب المستهلك في اقتنائها وليس ما يرغب التاجر في بيعه. حقيقة القول إن استعداد المستهلك للقيام بعملية الشراء مفادها أنه متى ما توافرت البيئة من المكان المناسب والسعر والإغراءات فإنه على أتم الاستعداد لبذل المال بصورة النقد وفي هذه التجربة درس بليغ للتاجر. من جهة أخرى ليس من نافلة القول في أنه في حال عدم شراء المستهلك من المعارض فإنه بالضرورة سوف يشتري من التاجر بل ربما يؤخر قرار الشراء أو لا يشتري البتة.

ثالثا: إن الاقتصاد البحريني يحصل على الكثير من المزايا في حال انعقاد المعارض في البلاد مثل الحركة في أكثر من قطاع اقتصادي مثل حركة الطيران والمطار والفنادق والمطاعم وأصحاب سيارات الأجرة وغيرهم. بصراحة فإنه إذا لم يكن بمقدور العارض البيع فإنه ربما لن يأتي للبحرين وبالتالي فإن الخسارة تشمل المستهلك والكثير من القطاعات الاقتصادية. نقطة يجب الإشارة إليها وهي انه ليس بمقدور اقتصاد محدود مثل اقتصادنا أن يفرض شروطا على العارضين. المعروف أن الاقتصاد البحريني صغير جدا إذ يبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي في حدود ثمانية مليارات دولار وهذا الرقم أقل من صافي أرباح شركة جنرال إليكترك الأميركية.

أخيرا البيع في المعارض يفيد المستهلك والاقتصاد المحلي ولا يضر التاجر الواعي الذي يعمل على الاستفادة من الفرص الجديدة بل الخاسر هو الذي لا يعمل للاستفادة من الإمكانات التي توفرها المعارض. وفي نهاية المطاف المطلوب منا جميعا كمستهلكين وتجار وجهات رسمية أن نكون واقعيين وننظر إلى مصلحة الاقتصاد بشكل عام.

جاسم حسين

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 533 - الجمعة 20 فبراير 2004م الموافق 28 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً