إذا نظرنا الى حوادث هذا الأسبوع في بلد صغير كالبحرين نجد ان ملفات كثيرة حفل بها الشارع البحريني بدءا من احتفالات الميثاق والمؤتمر الدستوري وعيد العشاق (الفلنتاين) الى قوائم المنع وقطع المياه المفاجئ عن البيوت في أرجاء متفرقة من البلاد التي ستستمر حسب التصريح اليتيم والوحيد من الوزارة الفلانية حتى الخامس والعشرين من هذا الشهر...
كل هذا حدث في اسبوع! والمضحك المبكي في الامر ان امور السياسة وشد الحبال على موضوع الدستور الجديد في كفة وقضية انقطاع المياه في كفة اخرى... فكيف يبدأ المرء يومه دون اخذ حمام؟ وكيف يتجاهل المسئولون في الدولة إلى هذه الدرجة من الاستهتار بحق المواطنين في الماء؟
ايعقل ان المسئولين في بلادنا بمقدورهم الاستغناء عن اخذ الحمام او حتى عن الماء كليا! لا اعتقد ان احدا يحبذ ذلك. فأبسط الواجبات التي يجب ان توفرها الدولة هو توفير امدادات المياه الى البيوت... فكيف تعطل محطة ومكنة المياه الواقعة في اقصى موقع من البلاد منذ السبت الماضي وحتى الآن...؟ ألم تفكر هذه الوزارة في ان ذلك سيعطل حياة المواطنين واحتياجاتهم للماء... ان لم تفكر بذلك وهي المعنية بهذا الشأن... لما لم تقم بتوفير المياه بصورة مؤقتة للمناطق التي خلت من الماء... ام ان الموازنة ستتأثر بالوزارة ان قامت بذلك ولا يهم ان فرغت جيوب المواطن المغلوب على امره!
ليس هذا فحسب فخط الطوارئ الخاص بالجهة المعنية بالوزارة الفلانية يبقى مشغولا طوال اليوم حتى في ساعات الفجر لليوم التالي... أيعقل ان موظفي الوزارة يجلسون متيقظين لكل اتصالات المواطنين حتى هذا الوقت... طبعا لا، فالخط يبقى مشغولا حتى يفلت الموظفون مع المسئولين من شكاوى المواطنين لأنهم لا رد لهم، ولأنهم ليسوا كغيرهم، فلديهم الماء وفرصة الاستحمام...
وان كان الحل في التاريخ الذي أعلنته الوزارة فمعنى ذلك ان المواطن سيبقى من دون ماء ومن دون استحمام... ليكتشف بنفسه فضيحة اخرى ليست على السطح بل تسري في الانابيب بدلا من المياه
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 532 - الخميس 19 فبراير 2004م الموافق 27 ذي الحجة 1424هـ