العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ

تضامنا مع آلام غزة... أمسية ثقافية بمركز كرزكان

يبدو أن الآلام التي عانى منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمعاناة التي ألمت بكيانه من شيوخه وأطفاله، نسائه ورجاله، لم تكن حبيسة مقل هذا الشعب، وإنما مقل كثيرة سالت دموعها ألما على ما أصابهم، وكان لكل منهم موقفه ووقفته الخاصة به كي يعبر عن المؤازرة والمواساة والتضامن مع آلامهم وأحزانهم.

وفيما كان لكل أسلوبه الخاص في ذلك، توجه مركز كرزكان الثقافي والرياضي في لفتة متميزة إلى تكريم صمود هذا الشعب واستذكار لحظات آلامه من خلال إحياء أمسية تضامنية مع شعب غزة، أحياها المركز وسط حضور كبير في مقره، وشارك فيها عدد من المثقفين والأدباء والمهتمين بشأن القضية الفلسطينية.

وكان لنائب رئيس المركز ورئيس اللجنة الثقافية محمد أبو حسن أن أعلن بأن الفكرة الأساسية للأمسية هي التضامن مع غزة وإحياء الأحداث التي حصلت من حصار ودمار وقتل لهذا الشعب.

وكانت اللجنة الثقافية بالمركز قد عملت على تنظيم هذه الأمسية، التي تركزت بين أربع فقرات رئيسية، استفتحها عضو جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني إبراهيم كمال الدين بكلمة، استذكر فيها التاريخ الطويل لفلسطين، والأزمات التي مرت عليه منذ بدء الغزو الإسرائيلي لأراضيه، والمعاناة والصبر والصمود للشعب في مقابل الأسلحة المتطورة والدعم الكامل للدولة العبرية، على حساب جموع الأطفال التي تحمل الحجارة سلاحا بيديها.

واستعرض كمال الدين ما يحدث في فلسطين خلال الحرب الأخيرة، والمواقف السياسية التي كانت كفيفة عن رؤية الآلام والمعاناة، مكتفين بالحوارات والتنديدات بالعدوان الإسرائيلي.

وكانت منظومة الحفل قد اشتملت في فقرتها الثانية على مجموعة من ثلاث قصائد قام بإلقائها رئيس أسرة الأدباء والكتاب الشاعر إبراهيم بوهندي، والتي حملت في مضامينها من نواحٍ أدبية ولفظية التعبيرات التي تصف مأساة الحدث الذي حصل في الآونة الأخيرة، مركزا في بعض قصائده على ما يعنيه الحجر الذي يحمله الطفل الفلسطيني، وصمود الشعب وإبائه أن ينكسر أمام عدوه.

كما اشتملت الأمسية على النص التاريخي والشعر، فقد كانت الفقرة الثالثة مقدمة من فرقة وعد السماء، التي قدمت خلال فيديو مصور أنشودة مصورة بطريقة الفيديو كليب، تستعرض صورا مأساوية من غزة، ترافقها روعة الكلمة واللحن الجميل.

وكان ختام الأمسية هي عرض لفيلم «الحصار» الذي تطرح من خلاله مخرجته الفلسطينية إيناس يعقوب، التي كان من المفترض أن تكون حاضرة في الأمسية، المزيد من التوثيق للمآسي والعدوان الإسرائيلي من تشريد وقتل لفلسطين وأبنائها، إذ كانت المخرجة موفقة جدا في طرحها، وأوضحت من خلال الصورة كثيرا من الآلام والعذابات المغيبة عن الأذهان.

رئيس اللجنة الثقافية محمد أبو حسن أكد أن كل تلك الفقرات تم اختيارها لتقدم بمختلف الرؤى مضامين المعاني لما حدث في فلسطين وحصار غزة، مؤكدا أن «دور اللجنة الثقافية هو السعي لإقامة الأنشطة الثقافية والأدبية، وفكرة إقامة هذه الأمسية جاءت تضامنا مع أشقائنا في فلسطين».

أبو حسن أكد أنهم من خلال الأمسية «قد أوصل المركز رسالة واضحة من خلال الطرح الذي قدمه والفقرات، وبحضور الجمهور المشرف، وهو ما جعل هذه الوقفة تعتبر وقفة ضمير، وكان للحضور دوره في تشجيعنا لأن نتواصل في إقامة مثل هذه الأمسيات»، مؤكدا أن «مثل هذه الأمسيات الثقافية تنعكس على الجمهور، ويرى دائما في إقامة هذه الأمسيات القرب والفرصة للتفاعل، والجمهور الحاضر يأخذ الصورة الأدبية والفكرية فتصله بصورة مختلفة».

العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً