مع اتساع حجم الزيارات الدينية للمدن العراقية المقدسة، بدأ الوضع الاقتصادي لأهالي هذه المدن يتحسن بشكل ملموس، إذ انتعشت الحياة التجارية في مدينة كربلاء والنجف وسامراء والكاظمية في بغداد، وقد عبر الأهالي عن ارتياحهم لهذا التحسن، ولكنهم بدأوا يتضايقون من حال الاحتقان الذي تسببه كثافة الزوار الاجانب للعتبات المقدسة في ظرف تبدو فيه طاقة هذه المدن محدودة لاستقبال المزيد من هؤلاء الزوار.

ويشكل الزوار الايرانيون الاكثرية الساحقة في مدن العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء، إذ توجد اضرحة الإمام الحسين بن علي (ع) وشقيقه العباس (ع) في كربلاء وضريح الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف وضريح الإمام موسى الكاظم (ع) في بغداد (الكاظمية) وضريح الإمام الحسن العسكري (ع) في سامراء.

وامام تدفق اعداد غفيرة من الزوار الاجانب إلى هذه المدن، فقد ظهرت مشروعات تطويرية وتوسعية أثارت نقاشات واسعة بين مختلف الجهات، وفي الوقت نفسه بدأت هذه النقاشات تأخذ طابعا خلافيا فيما يتعلق بمشروع دمج مساحة الحضرة الحسينية بمساحة الحضرة العباسية وتسوير هذه المساحة بعد هدم الاسواق والبيوت التي تنتشر بينهما لغرض بناء سور واحد يضم الحضرتين وبناء مرافق جديدة في الأرض التي تحيطهما مثل الفنادق الجديدة الواسعة والمطاعم وما الى ذلك من تسهيلات سكنية وخدمية. ولكن اهالي المدينة يزعمون بأن عملية الهدم يجب ان لا تستبق مشروعات البناء لأن المدينة تواجه مع مالديها من طاقة حالية تدفقا غير منسق ومشكلات تتعلق بالسكن، فإذا جرى هدم البيوت والفنادق القديمة والمتاجر المختلفة، فإن هذه المشكلة ستزداد بشكل كبير.

وتعاني مدينة النجف من الصعوبات نفسها، وربما اكثر بكثير من مدينة كربلاء، وكذلك مدينة الكاظمية المزدحمة جدا بالأهالي والزوار الاجانب، ويعتقد بعض المختصين بأمور العتبات المقدسة بأن هذا الوضع سيزداد تعقدا في المستقبل حينما يتم الامن والاستقرار، وعلى الجهات المعنية دراسة القضية بشكل جدي لاتخاذ التدابير المناسبة