العدد 531 - الأربعاء 18 فبراير 2004م الموافق 26 ذي الحجة 1424هـ

المشاركة العربية ينبغي أن تنجح لأنها فرصة لن تتكرر

رئيس معرض فرانكفورت الدولي للكتاب:

اعتاد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب منذ العام 1976 أن يقدم سنويا منطقة أو دولة من دول العالم ضيف شرف على فعالياته. بدأت الفكرة مع أميركا اللاتينية واستمرت مع إفريقيا وأوروبا. هذا العام سيكون العالم العربي ضيف شرف على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. في هذه المقابلة يتحدث رئيس المعرض فولكر نويمان عن أسباب ودوافع اختيار العالم العربي ضيف شرف لفعاليات المعرض للعام 2004.

معرض فرانكفورت للكتاب يعد من أكبر المعارض في مجال النشر وسيكون العالم العربي ضيف شرف هذا العام. ما هو النفع الذي سيعود على العالم العربي من خلال دوره كضيف شرف؟

- يمكننا أن نشبه معرض الكتاب الدولي بأنه نوع من الألعاب الأولمبية للفكر والروح. في هذا العام كان لدينا أكثر من 6600 دار للنشر من أكثر من مئة دولة وقامت بعرض أكثر من 350 ألف كتاب. وهذا يعني أن معرض فرانكفورت للكتاب أصبح من دون منافس. ويعني ذلك أيضا أن العالم العربي سيجد فرصة متميزة وفريدة لتقديم القيمة الحقيقية لأدبه وثقافته وكتبه.

هل تعطينا صورة أوضح...؟

- يوفر معرض فرانكفورت للكتاب أكبر ساحة إعلامية في العالم إذ يغطي فعالياته أكثر من 12 ألف صحافي من 90 دولة يكتبون تقاريرهم الصحافية عن المعرض بل أن حجم المشاركة الإعلامية في المعرض يفوق المشاركة الإعلامية في تغطية الألعاب الأولمبية ونهائيات كأس العالم لكرة القدم. وهذا يعني أنه لا توجد ساحة إعلامية مشابهة يمكنها أن تتيح للعالم العربي تقديم فنونه وثقافته المعاصرة.

لماذا قرر معرض فرانكفورت الدولي للكتاب دعوة العالم العربي ليكون ضيف شرف هذا العام؟

- يعد معرض فرانكفورت في المقام الأول وفي الغالبية حدثا تجاريا، لكنه يسعى جاهدا للحوار بين الثقافات. وهذا ما جعلنا نبدأ برنامج ضيوف شرف المعرض في العام 1976 باستضافة أميركا اللاتينية. ومنذ ذاك الحين قدمنا دولا ومناطق ثقافية متميزة من كل أنحاء العالم، وقد ساعد ذلك بالتأكيد على إبراز أصوات جديدة من هذه المناطق. وفي يومنا وعصرنا هذا تعد المبادرة بالحوار بين العالم العربي وباقي العالم أمرا ضروريا. ولنضع النقاط على الحروف ونقول بصراحة إنه لا العالم العربي ولا الغرب قد اجتهدا بالقدر الكافي لتعزيز التبادل المعرفي. فأعمال الكتاب والمثقفين العرب نادرا ما تترجم إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، كما هناك القليل جدا من الكتابات الغربية المعاصرة المترجمة إلى العربية. لابد لذلك أن يتغير ونحن نود أن نعطي دفعة قوية لهذا التغيير.

ماذا سيحدث في معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام؟

- الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بالمنظمين. والمسئولية تقع على عاتق المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) التي يقع مقرها في تونس. لقد قام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بتكليف المنجي بوسنينة بالإشراف شخصيا على تنظيم الحضور العربي في المعرض. عموما تستفيد الدول من حضورها كضيف شرف للمعرض من خلال عرض فنونها وثقافتها التقليدية والمعاصرة على نطاق واسع. ويضاعف الناشرون من هذه الدول جهودهم خلال أيام المعرض لتقديم برامجهم وللتوصل إلى شركاء لعمل عقود الترجمة.

ما العوامل الضرورية لنجاح الحضور العربي في المعرض القادم؟

- إن الحضور القوي للكتاب العرب في فرانكفورت سيكون حيويا لنجاح الوجود العربي في المعرض وإبراز المشاركة العربية. وهذه فرصة لن تتكرر في العقود القليلة المقبلة. لقد جلبت روسيا التي كانت ضيف شرف في معرض العام الماضي أكثر من مئة كاتب وكاتبة قرأوا من أعمالهم وناقشوها على أرض المعرض في فرانكفورت وفي كل أنحاء ألمانيا. وثبت أن هذه اللقاءات كانت معيارا لنجاح الحضور الروسي في المعرض. وقد استقبلت وسائل الإعلام وجمهور المعرض هذا الاحتفال الأدبي بلهفة كبيرة ومن المؤكد أن المشاركة الروسية عززت مكانة الأدب الروسي عند زوار المعرض.

انكم تركزون على حضور كتاب وكاتبات عرب وكتب مترجمة.

- من الضروري أن يكون هناك برنامج قوي لدعم الترجمة. فالناشرون في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ليسوا على استعداد للمخاطرة باستثمارات ضخمة لتمويل الترجمة وخصوصا بالنسبة إلى لغات غير معروفة كثيرا في الغرب. وقد تكون تلك إحدى المشكلات. وسيواجه الكتاب العرب وكتبهم مشكلة اللغة لأن جمهور المعرض والنقاد جميع المهتمين لن يستطيعوا قراءة النصوص الأصلية للكتب. لذلك فإن من المجدي وجود نماذج من الترجمات مرفقة بتوضيح عام عن الكتاب، تعد من الأشياء الأساسية لجذب انتباه صانعي القرار في دور النشر. لقد بينت التجارب منذ العام 1976 أنه طالما كانت هناك مثل هذه البرامج لدعم الترجمة سيكون للحضور في معرض فرانكفورت تأثير إيجابي مستمر على وضعية أدب البلد الضيف في أسواق النشر الرئيسية التي تنشر الترجمات عادة، وهي ألمانيا وفرنسا وهولندا واسبانيا والدول الأسكندنافية. وحينما لا توجد برامج لدعم الترجمة فإن إثر المشاركة العربية في المعرض سيكون نفسه قصيرا.

كيف يمكن أن يساعد الحضور العربي في معرض فرانكفورت في انتشار واسع للثقافة العربية؟

- يجب أن يتجاوز الحضور العربي نطاق المعرض، الحضور الثقافي للعالم العربي في معرض فرانكفورت للكتاب العام 2004 سيتوزع بين أرض المعرض وباقي المناطق الألمانية. وهناك عادة تعاون ما بين الكثير من المؤسسات الثقافية الألمانية والدول المشاركة في المعرض سواء أكان ذلك بالتعاون مع المنظمين أم من دونهم. في العام الماضي تم تنظيم أكثر من 750 حدثا ثقافيا في كل أنحاء ألمانيا عن موضوع (روسيا) بما في ذلك المعارض الفنية والأفلام والحفلات الموسيقية وأشياء أخرى كثيرة.

أصبح الموعد الزمني للمعرض ضيقا؟

- جميع الأطراف في ألمانيا وفي العالم العربي تبذل قصارى جهودها من أجل إنجاح المشاركة العربية ونحن متفائلون بأن حضور العالم العربي سيحقق نجاحا كبيرا هذا العام إذا تجنبنا الوقوع في أخطاء وعملنا جميعا بصدق وإخلاص لبلوغ الهدف المنشود





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً