العدد 531 - الأربعاء 18 فبراير 2004م الموافق 26 ذي الحجة 1424هـ

مقاطع من «الياسمينة والطيبون»

هُنا يقفُ الموتُ محترما

كالجياد الانيقات أو...

مثل باقة حزن

نستْها السماء على درج البيْتِ

قُلنا: إلى أينَ؟

قالت: سأكمل دورةَ هذا الكتابِ

وأذهبُ عنكمْ بعيدا

بعيدا... إلى فرَحٍ.

بلادٌ على الحزن تُشرعُ أطفالها الطيبينَ

فينتشرونَ هُنا وهناكَ

أغان مضرجة ببكاءِ الموسيقى القديمةْ

وينتشرونَ...

هنالكَ طفلٌ نبيلٌ

كأنَّ على رأسه الكستناءَ... نبيلٌ

تكدّسَ في خده القمحُ

يلعبُ دورَ المحاربِ

قالَ: سأرشقُ حزني النبيل بقوسي هذا...

بقوس قُزحْ

لمنْ كُلُ هذا الفَرحْ؟

تكبُرُ اللغةُ العربيةُ والطفلُ

يكبرُ مكتنَزا بالكناياتِ

يكبرُ

يجتازُ حدَّ التمدُد،

تسرحُ نورسةٌ في قصيدته.

الحماماتُ سبعٌ وعشرونَ درّبَهُنَ الصبيُّ على الطيرانِ

لتدخلَ في أفقها المتوقَعِ مثلَ الطيورْ

ها هو الغيمُ ضدَ المزاليج مختلَطٌ بالرُخامْ

وكلُ الشبابيكِ تبدو حليبية للحَمامْ

تطيرُ الحماماتُ ما بينَ قوسينِ

ترسمُ في الجو غربتَها الأوليّةَ

تدخلُ في الأفق أكثرَ...

صارتْ تشفُ عن الضوءِ

تأخذُ شكلَ الموسيقى

وبينَ الحمامِ وبينَ الصبي المسافة تختارُ شكلا يميزها

ربما وقع الاختيار على أن تكونَ ملونة - لا يهمُّ -

المسافة تمتدُ بينَ الصبيِّ

وبينَ الحَمامِ فيأخذُ شكلَ الكلامْ

لك العرباتُ ترتبُ خدَ الطريقِ فسرْ

ربما لاتحبُ الخيولُ الذهابَ إليكْ

ربما لاتحبُ القصيدةُ أن تتكسرَ في صدرِ شاعرِها

ربما بلغَ الغيبُ فيكَ مداركَهُ

ربما لاتحبُ الحماماتُ ذبحَ الكلامِ على شفتيكْ

ربما/ كلُ شيء لديكْ

يدخلُ فيه احتمالُ المغنّي

ويدخلُ فيه احتمالُ السؤالْ

لكَ العَرباتُ فسرْ

الطريقُ وحيدٌ... فكنْ صاحبَهْ

«هل بكيتْ؟»

سؤالٌ يبادلُهُ النايُ نفسَ مشاعرِهِ

بحةُ الحزن واحدةُ

ندبةُ القلبِ واحدةٌ

ميازيبُ جرحك واحدةٌ؟؟

«هل بكيتْ؟»

ليسَ هذا السؤالَ، اسألوا غيرَهُ... اقترحوا

صيغة قد تليقُ بحجمِ اجابته





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً