ما جرى في قطر من تفجير سيارة الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندرباييف بعد خروجه من الجامع على بعد 300 متر تقريبا صار مثار نقاش المثقفين فور حدوثه. وقد استبعد الكثيرون منهم أن يكون من فعل المخابرات الروسية على رغم أن بعض المحللين السياسيين لم يستبعد ذلك، إذ إن روسيا تشير منذ زمن بأصابع الاتهام تجاهه بأنه وراء مجموعة من الانفجارات التي حدثت في موسكو، وطالبت قطر مرارا بتسليمه إليها غير أنها لم تستجب لذلك، إلا أن أكثر من محلل ومثقف سياسي يرى أن الأقرب إلى تنفيذ هذه العملية الاستخبارات الأميركية، لوجودهم المكثف فيها من جهة ولإحساسهم بأن الأميركان لهم كل الصلاحيات للتحرك في حرية تامة، وحيث إن الأميركان في حالة حرب مع الإسلاميين من جهة ويريدون تقديم خدمة مجانية لروسيا من خلال التعاون مع الاستخبارات الروسية، لهذا لا يستبعد هؤلاء أن يكون ذلك من فعل الاستخبارات الأميركية لحساب الروس، وبذلك يكونون قد ضربوا عصفورين بحجر واحد، التخلص من قائد إسلامي شيشاني محسوب ضمن دائرة العنف الإسلامي وتدعيما للعلاقات الروسية الأميركية من منطلق (شيلني وآشيلك) .
ولأنه لا أحد في دول الخليج يمكنه أن يحاسب الأميركان خوفا من الكليشيهات الجاهزة باتهامهم بدعم الإرهاب والتعاون مع تنظيم القاعدة والعداء للساميّة.
فالمحللون السياسيون يشبهون أسلوب التفجير بما جرى ويجري منذ احتلال الولايات المتحدة للعراق ومشاهد تفجير السيارات المفخخة، إن كل الدلائل تشير إلى أن التفجير حدث على بعد وهو تكنولوجيا لا يعرفها إلا الأميركان، وتم قتل الحكيم في العراق بأسلوب تفجير سليم خان نفسه، واذا كان لا يستبعد أحد المحللين أن تكون المخابرات الروسية وراء التفجير لأن بوتين يريد استعادة ثقة المواطنين فيه وهو في مرحلة انتخابات بعد فشله في الشيشان، لكن ذلك مستبعد إذ لن يحصل على عملاء في قطر بالسهولة نفسها التي يحصل عليه الأميركان خصوصا وأن كثيرين في الخليج آمنوا بالمبايعة للولايات المتحدة بخيرها وشرها ولهذا فمن يدعمهم يكون محميا ولا خوف عليه ولا مانع من أن يحصل على مبلغ من المال حتى ولو على حساب إنسان بريء.
اللهم احم قطر والبحرين وبقية دول الخليج من انتقال ما يجري في العراق إليها
العدد 530 - الثلثاء 17 فبراير 2004م الموافق 25 ذي الحجة 1424هـ