العدد 529 - الإثنين 16 فبراير 2004م الموافق 24 ذي الحجة 1424هـ

مي آل خليفة: نعمل ولا نلتفت إلى صغائر الأمور

فنانون يشكون الإبعاد والتهميش ويسألون: لمصلحة من ما يحدث؟

طرقوا أبواب «الوسط» وهم يرددون سؤالا واحدا: «لمصلحة مَنْ ما يحدث لنا؟» أصحاب الشكوى مجموعة من الفنانين يعملون في مواقع مختلفة في قطاع الثقافة والفنون والتراث الوطني. يسألون: «لماذا نقلنا من مواقعنا، وتم تهميشنا، وعُرض علينا التقاعد المبكر من دون أية أسباب أو أخطاء؟».

الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تقول: «لديَّ أسباب، ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار». «الوسط» تطرح مختلف الآراء لتلقي الضوء على أبعاد المشكلة.

قال القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة والفنون أحمد الجميري: «في البداية أؤكد أن السبب الرئيسي في مجيئنا اليوم لنطرح مشكلتنا في صحيفة «الوسط» هو ما تناقلته إحدى الصحف المحلية بأن العريضة التي تقدم بها 13 موظفا وموظفة في قطاع الثقافة والفنون ضد الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي آل خليفة، مجرد شكوى كيدية كُلفنا بها من قبل المسئولين في وزارة الإعلام، وان الشكوى سُحبت، وأردنا أن نؤكد أن كل ما تناقلته الصحيفة جانب الصواب، واننا أصحاب الشكوى وقع علينا ظلم كبير، وان العريضة لاتزال أمام القيادة الحكيمة ولم تُسحب».

الإساءة والتهميش

وأضاف: «المشكلة تكمن في أنه منذ تولي الشيخة مي مهمات وظيفتها بدأت - ومن دون أسباب - تنقل بعض الموظفين من وظائفهم التخصصية إلى وظائف أخرى ما أدى إلى تهميشهم، وقامت بالإساءة إلى فرقة البحرين للموسيقى، فرقة بها 33 عازفا بحرينيا من أصل 43 عازفا تتعرض للإساءة؟ ما أدى إلى قيام وزير الإعلام بوضع الفرقة على كادر الإذاعة والتلفزيون، وعطّلت مشروع مسرح البحرين الوطني ورفعت موازنته إلى 9 ملايين دينار ما أوقف المشروع».

وأكد الموظف في مركز الفنون عارف العريفي حديث الجميري وعلق: «كنت رئيسا للتنسيق والمتابعة والعلاقات الثقافية، فأصدرت الشيخة مي قرارا بنقلي إلى مركز الفنون، ثم نقلت مسئول مركز الفنون عمر الراشد ليعمل في المتحف، لا هو لديه عمل ولا أنا لديّ عمل، والغريب أنه لا توجد أية أسباب لما يحدث، تقاريرنا جميعا ممتازة ونُنقل من مواقعنا؟ المفروض أن يستفيد أي مسئول جديد من الإيجابيات السابقة ويواصل العطاء لا أن يضرب بكل القديم عرض الحائط، وكأن النظام السابق لم تكن فيه إيجابية واحدة!».

يقول الفنان عمر الراشد: «هل يعقل أن يُرسل موظفون إلى بعثات في غير تخصصاتهم؟ ولمصلحة مَنْ يحدث هذا؟». ويضيف: «سؤال واحد أريد أن أطرحه على الشيخة مي، ماذا فعلنا حتى نُهمش وتُسحب مهماتنا؟ سنوات طويلة من العمل نسينا فيها حياتنا الأسرية فهل هذا هو جزاؤنا؟».

الممثلة ماجدة سلطان تتحدث بحزن عن مشكلتها: «أنا موظفة في قسم الثقافة والفنون، كنت أعمل في مجلة «البحرين الثقافية»، ومنذ عُينت الشيخة مي سحبت كل مهماتي، ووظفت جددا، ثم خيّرتني بين أن أعمل موظفة استقبال أو أتقاعد مبكرا، ورفضت عملي في الاستقبال والتقاعد أيضا، وقامت بتهميشي تماما، وُنقل مكتبي لأجلس وحدي في زاوية منعزلة، هل يعقل أن تمثل سكرتيرة الشيخة البحرين في مهرجان فني خليجي؟»

المنطق والمصلحة

حملنا هذه الشكاوى إلى الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لتعلق عليها.

في البداية رفضت التعليق، وقالت: «أرفض أن أُقحم في مهاترات صحافية، أرفض حتى الرد على هذه الاتهامات التي ليس لها اساس من الصحة في الواقع».

من حق القارئ ان يعلم الحقيقة، ومن حقكِ التعليق.

- قالت: «من أجل حق القارئ سأتحدث». وأضافت: «لابد أن يدرك الجميع أن هناك رؤية جديدة وتوجها جديا لتفعيل دور هذا القطاع، وإعطاء الثقافة دورا أكثر أهمية، وخصوصا أن الدول المتحضرة وظّفت الثقافة كواجهة حضارية للمشروعات الاقتصادية والسياسية، ومن البديهي أن كل مسئول جديد يحاول نقل رؤيته إلى الموقع الذي تولى مهماته، وكيف يمكن أن أطوّر موقعي من خلال أشخاص غير مؤهلين لشغل المراكز التي تم تعيينهم فيها. لذلك بعد تسلمنا مهمات الوظيفة قمنا بإعادة النظر في قرار سبق اتخاذه قبل تعييني بإحالة بعض الموظفين إلى التقاعد المبكر، مع العلم بأنهم من ذوي الخبرة والكفاءة في عملهم. وتمت الاستفادة منهم في مهمات وظيفة جديدة أبرزت طاقاتهم وقدرتهم على مواصلة العطاء، كانت هناك طاقات مهمّشة وكان علينا أن نعطيها حقها.

نحن نتعامل مع الأمور بحكمة وعقل ومنطق، ونضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، من هذا المنطلق نعمل».

لدينا أسباب

إذا، لماذا تم إبعاد أصحاب الشكوى عن مواقعهم؟

- لا شك في أن الجميع يدرك أن هناك خللا إداريا تراكم عبر العقديين الماضيين انعكس على الأداء الوظيفي، وعرقل تنفيذ المشروعات الطموحة لقطاع الثقافة والتراث الوطني، وكمثال على ذلك فقد تضخمت أعداد الموظفين غير المختصين بالشأن الثقافي، وصفتهم الوحيدة التي رشحتهم للعمل بالقطاع إما كونهم ممثلين وإما مطربين وإما مستبعدين من جهات أخرى بالوزارة، وهذا ما أثار استغراب الكثيرين سواء من داخل أو خارج البحرين، وخصوصا حين تم تعيين المطرب أحمد الجميري قائما بأعمال مدير لإدارة الثقافة والفنون على رغم أن هذا المنصب يحتاج إلى كفاءة وخبرة إدارية كبيرة في العمل الثقافي، علما بأن بعض هؤلاء الموظفين غير ملتزمين بالأنظمة الإدارية وغير منضبطين وظيفيا، إذ لم تتعدَ ساعات عمل بعضهم 20 ساعة شهريا، بل ويقوم بعضهم بتقييم أنفسهم من مواقعهم ووضع علامة ممتاز، واحتساب ما يصل إلى 60 ساعة عملا إضافيا.

أما عن شكوى التهميش والضرر التي زعموا أنهم عانوا منها، فتقول: «تمت ترقية المطرب أحمد الجميري إلى مستشار إعلامي بأمر من وزير الإعلام، وبهذه الترقية قفز درجتين من الدرجة التاسعة الاعتيادية إلى الدرجة الأولى التنفيذية، كما تمت الموافقة في 25 فبراير/ شباط 2003 على اقتراح تقدم به القائم بأعمال مدير الثقافة والفنون لإنشاء قسم جديد بإدارته تحت مسمى «قسم الرصد الثقافي» لتأسيس قاعدة معلومات بكفاءة عالية المستوى، وتم تكليف كل من الموظفين عمر الراشد ومحمد عبدالرحيم للقيام بمهمات هذا القسم، وتمت ترقية عمر الراشد إلى الدرجة العاشرة الاعتيادية. إذا، ما هو مفهوم التهميش والظلم الذي يتحدثون عنه؟».

وهل تم تخيير الفنانة ماجدة سلطان بين العمل كموظفة استقبال وبين التقاعد المبكر؟

- على رغم تقديرنا للفنانين البحرينيين بصفة عامة، ونتيجة لوجود بعض الفنانين في القطاع في مواقع غير مناسبة لطموحاتهم، فقد تمت مخاطبة وكيل الوزارة والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون للاستفادة من كل من الموظفين ماجدة سلطان، ياسر سيف، يوسف بوبهلول، أمينة القفاص، وذلك لإيجاد مواقع عمل مناسبة لهم وخصوصا أن التلفزيون كان ولايزال يستعين بهم للعمل في الأعمال الدرامية التي ينتجها وهو المكان المناسب والطبيعي لمؤهلاتهم، ولكن الهيئة لم توافق على هذا المقترح، ولإيجاد مخرج لهذه المشكلة عُرض على الموظفة ماجدة سلطان إحالتها إلى التقاعد المبكر بامتيازات كبيرة بحيث يكون هذا التقاعد شكلا من أشكال التفرغ الفني، ولكنها لم توافق على هذا العرض.

المسرح الوطني

وماذا عن رفع موازنة مسرح البحرين الوطني إلى 9 ملايين دينار وتعطيل المشروع؟

- المسرح الوطني حلم وطموح جميع العاملين في المسرح البحريني، هذا المشروع ظل متعثرا طيلة العقود الثلاثة الماضية، وكان من أولويات عملنا في القطاع إنجاز مشروع المسرح الوطني في البحرين، ونود الإشادة بالدور الإيجابي والدعم اللامحدود من قبل وزارة الأشغال التي تولت التنفيذ، وتفهم وزير الأشغال فهمي الجودر للدور الحضاري لهذا المشروع، وخصوصا أن مملكة البحرين ستستضيف مهرجان المسرح الخليجي في العام المقبل، ما يستدعي وجود مسرح بمواصفات فنية عالية الجودة، وهذا ما تم الأخذ به ورصد الموازنة الخاصة بتنفيذه التي تبلغ 7 ملايين دينار، وكان من المفترض أن تباشر الشركة التنفيذية عملها في الشهر الماضي ليكون المبنى جاهزا لاستقبال احتفالية العام 2005. أما قرار تجميد المسرح الوطني فراجع إلى المسئولين بوزارة الإعلام.

هل تذهب البعثات إلى موظفين في غير تخصصاتهم؟

- يؤسفني أن أقول: إن هذا كلام غير صحيح، فالبعثات التي تم ترتيبها في القطاع كانت في مجال ترميم الآثار وذلك لتهيئة صف ثانٍ لتولي المهمات المختصة بالآثار، وخصوصا أن الخبرات المتوافرة حاليا نادرة، والمضحك المبكي في هذا الموضوع أن الإدارة السابقة ابتعثت الرئيس السابق للمسرح في جولة عربية عالمية للاطلاع على قصور الثقافة، ما كلّف الوزارة مبالغ باهظة من دون مردود لها!

وهل أسأتِ إلى فرقة البحرين للموسيقى؟

- وجد قطاع الثقافة والتراث الوطني أن الموقع المناسب لفرقة البحرين للموسيقى هو هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين كمثيلاتها في الدول الأخرى، وقد تم عرض هذا المقترح على المسئولين في وزارة الإعلام لأكثر من مرة إلا ان هذا الأمر لم يُحسم حتى الآن. ويذكر أن موازنة هذه الفرقة تبلغ 200 ألف دينار، بينما الموازنة المخصصة لأنشطة إدارة الثقافة والفنون هي 180 ألف دينار، فأين الإساءة التي تتعرض لها الفرقة؟

لن أستقيل

تردد أنك ستقدمين استقالتك؟

- لا شك في أن تكليفي بمنصب الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني هو تشريف كبير، ومسئولية أتمنى إنجازها على أكمل وجه من دون الالتفات إلى صغائر الأمور - كما طرحت في الاستفسارات السابقة - فكيف أفكر في الاستقالة؟

ويمكن الاطلاع بالأرقام على منجزات قطاع الثقافة والتراث الوطني منذ تسلمي مسئولية هذا القطاع وحتى الآن - على رغم كل الصعوبات التي تعترض طريقي - ومثلما قال جلال الدين الرومي «إن العربة الفارغة أكثر ضجيجا»

العدد 529 - الإثنين 16 فبراير 2004م الموافق 24 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً