تقود المراقبة القاسية لمكافحة الارهاب المسلمين البريطانيين للوقوع في ايدي القاعدة والجماعات الاسلامية المتطرفة الأخرى، وذلك وفقا لتقرير صادر عن وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت وشرطة اسكتلنديارد.
إذ أصبحت الجالية الاسلامية قلقة للغاية من العدد المتزايد للمواطنين المعتقلين بناء على مخالفات مكافحة الارهاب مشكوك فيها، ولكن يطلق سراحهم من دون تهمة.وقال وزير الداخلية البريطاني والشرطة إن متطرفين، مثل انصار القاعدة والمهاجرين - منظمة إسلامية متشددة - يحاولون استغلال هذا الاضطراب وتجنيد اعضاء جدد في بريطانيا.
وجاء التحذير من قبل الزعماء الاسلاميين عقب اعتقال 537 شخصا بواسطة شرطة العاصمة تحت قوانين مكافحة الارهاب منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. من أولئك المعتقلين 94 فقط منهم وجهت لهم تهم بمخالفات تتعلق بالارهاب وأدين ستة منهم. وتم شن غارات على منازل عشرات المسلمين الآخرين ومصادرة أجهزة حاسوب وممتلكات أخرى. وأتهم كثير من أولئك المعتقلين، الذين اطلقوا أخيرا، الشرطة بضربهم وسوء معاملتهم اثناء تنفيذها للغارات.
في حدى الحالات اشتكى رجل مسلم شاب بأنه هوجم واحتجز لمدة ستة أيام قبل أن يطلق سراحه من دون تهمة ويتم التحقيق الآن في حالته من قبل سلطة شكاوى الشرطة. وقال رئيس لجنة المعايير المهنية والشكاوى في شرطة العاصمة، ريشارد أولادن، إن الجماعات المتطرفة قامت بتوزيع منشورات تشجع المسلمين على الانضمام لها. وأضاف «الرسالة التي بعثها المتشددون هي أن الجالية أصبحت تحت الحصار هناك غسل دماغ عاطفي تمارسه هذه الجماعات - القاعدة والمهاجرون - اذ تتحدث أن المسلمين خضعوا للهجمات وأن الطريقة الوحيدة للتعامل مع ذلك هي الانضمام لنا والقتال ضد الاعداء». وأثار المجلس الاسلامي لبريطانيا ايضا القضية مع وزير الداخلية. وركزت المنظمة المعتدلة على قضية الرجل المسلم من توتنج، جنوب لندن، اعتقل من قبل شرطة مكافحة الارهاب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ادعى الرجل (29 عاما) أن ستة أو سبعة من ضباط الشرطة هاجموا منزله وضربوه على رأسه وعلى ظهره وقدميه. وقال إن زوجته قيدت واستمروا في ضربه وشتمه شفهيا، واحتجز لستة أيام قبل أن يطلق سراحه. وأحضر طبيب لفحصه إذ وجد اصابات في وجهه، فروة رأسه، رقبته، صدره، ظهره، أعلى ذراعه، مرفقه، ساعده، بطنه، فخذه وقدميه. وقال الناطق باسم المجلس الاسلامي البريطاني عنيات بنجلاولا: «نحن قلقون من عدد المعتقلين. تشعر الجالية المسلمة أن قوانين الإرهاب تطبق بشكل غير عادل. نريد أن نعرف أن الشرطة يجب أن تراقب نفسها أيضا».
(خدمة الاندبندنت خاص بـ «الوسط»
العدد 529 - الإثنين 16 فبراير 2004م الموافق 24 ذي الحجة 1424هـ