العدد 529 - الإثنين 16 فبراير 2004م الموافق 24 ذي الحجة 1424هـ

عبدالحميد يستبعد الحرب الأهلية وبارزاني يدعو لجهاد الإرهابيين

التحالف يطلق سعدون حمادي ... و«مجاهدو الفلوجة» يعلنون «التوقف» عن مهاجمة الشرطة

استبعد الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي بالعراق محسن عبدالحميد قيام حرب أهلية في العراق. وذلك عقب أقل من أربع وعشرين ساعة على تصريح قال فيه إن إجراء انتخابات في الوقت الراهن سيؤدي إلى مذبحة بالعراق. وفي الشمال شدد الزعيم الكردي مسعود بارزاني أمس مواطني كردستان العراق إلى «الجهاد ضد الإرهابيين». وميدانيا قال الجيش الاميركي إن أحد جنوده قتل وأصيب أربعة في انفجار قنبلة على الطريق شمالي بغداد في حين نجا وفيق السامرائي من محاولة اغتيال استهدفته وهو يقود سيارته.

وقال عبدالحميد في تصريح لراديو «سوا» الاميركي بثه أمس إن حربا أهلية لا يمكن أن تقوم في العراق مشيرا إلى أن جميع القوى العراقية مجمعة على وحدة الشعب العراقي. وأضاف رئيس مجلس الحكم الانتقالي أن أي طعن في الوحدة العراقية مرفوض جملة وتفصيلا مؤكدا فشل مخططات الذين يراهنون على إفساد وحدة الشعب العراقي. في حين حذر عضو مجلس الحكم غازي جميل الياور من احتمال نشوب حرب أهلية في العراق إذا أصرت الأحزاب الكردية على المطالبة بالفيدرالية العرقية هناك. ونقل راديو «سوا» عن الياور قوله إن إصرار الأحزاب الكردية على المطالبة بهذه الفيدرالية لمناطقهم من شأنه أن يؤدي إلى إضرام فتنة أهلية خطيرة، لاسيما وان هناك جهات تشجع عليها من دول الجوار أو بعض القوى الإقليمية والعالمية. في موضوع آخر دعا رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أمس الأكراد إلى «الجهاد ضد الإرهابيين»، متهما الإسلاميين المتطرفين «بغسل أدمغة الشباب وإرسالهم إلى الموت». وقال بارزاني في رسالة إلى الأحزاب والمنظمات والحكومات التي قدمت التعازي في ضحايا العمليتين الانتحاريتين في أربيل في الأول من فبراير/ شباط أن هذه «الجريمة كانت مؤامرة كبيرة وخطيرة خطط لها منذ زمن بعيد وشاركت فيها أطراف كثيرة». ودعا بارزاني في الرسالة التي نشرتها صحيفة «التآخي» الكردية أمس «كل الأحزاب والشخصيات وعلماء الدين ومواطني كردستان» إلى «الجهاد ضد الإرهابيين والتعاون إلى أقصى حد مع المؤسسات المختصة للحفاظ على الشعب والوطن».

واتهم بارزاني الإسلاميين المتطرفين بالوقوف وراء العملية المزدوجة. وقال ان «هؤلاء المجرمين يغسلون بتلك الصورة أدمغة الشباب ويرسلونهم إلى الموت». وتساءل «إذا كانوا صادقين في ان الجنة ثواب هذه الإعمال الإرهابية فلماذا لا يفجرون أنفسهم بدلا من هؤلاء الشباب؟»، مؤكدا أن «شعب كردستان أكثر تمسكا بالدين الاسلامي من هؤلاء الملحدين الذين يدعون الإسلام واختاروا معاداة الكرد».

في سياق مواز أعربت هيئة علماء المسلمين في العراق عن قلقها إزاء التفجيرات التي حدثت في الأيام الأخيرة بعدد من المدن العراقية. وأدانت الهيئة في بيان تلقت قناة «الجزيرة» الفضائية نسخة منه هذه التفجيرات التي وصفتها بالإجرامية والمشبوهة. وطالبت سلطات الأمن بالقبض على مرتكبيها لمعرفة حقيقتهم ومن يقف وراءهم. إلى ذلك أعلن «مجاهدو الفلوجة» أمس «التوقف التام» عن مهاجمة قوات الشرطة والجيش منددين بـ «العملية الجبانة والساقطين» الذين قاموا بها في إشارة إلى هجوم استهدف مراكز أمنية في المدينة قبل يومين وأوقع 23 قتيلا من رجال الشرطة. وأفاد بيان «تعلن المقاومة في الفلوجة التوقف التام عن ضرب اي كان من رجال الشرطة والجيش حتى إشعار آخر (...) ونحن مستعدون للوقوف معهم في التصدي لأي هجوم يستهدف دوائر الدولة». وأضاف «نعلن براءتنا من العملية الجبانة التي قام بها أناس ساقطون لا ذمة لهم ولا دين ليشوهوا سمعة المجاهدين الذين بذلوا أنفسهم للدفاع عن بلدنا الحبيب». وتابع إن «ما قام به أولئك الساقطون من قتل عشوائي وإخراج ما يزيد عن 80 مجرما من السجن أكثرهم عصابات للسلب والقتل والزنا لا يقوم به من يحمل ذرة من غيرة دين». وختم البيان قائلا إن «المجاهدين يؤكدون لإخواننا في الشرطة وجميع الناس ان هذا العمل ليس من الجهاد في سبيل الله إنما في سبيل الشيطان فالجهاد الحقيقي هو ضرب الاميركيين دون وقوع أي ضرر في المدن لان دم المسلم أغلى عند الله من هدم الكعبة».

وفي تطور آخر أطلق الجيش الاميركي السبت الماضي سراح رئيس المجلس الوطني العراقي السابق سعدون حمادي (74 عاما) بعد تسعة اشهر من توقيفه حسبما أعلن أقاربه. وأكد ابنه غسان للصحافيين «أطلقوا سراح أبي الذي يرتاح حاليا في المنزل» الواقع بحي القادسية في بغداد. وأضاف «لم توجه له أي تهمة. لقد اعتقلوه فقط لأنه كان من النظام السابق» موضحا أن أباه «مرهق». وقال «عومل باحترام لكن ظروف الاعتقال كانت سيئة جدا». ميدانيا نجا الأمين العام لحزب حركة الانقاذ العراقية وفيق السامرائي من محاولة لاغتياله في مدينة سامراء شمالي العاصمة العراقية وذلك عندما تم تفجير عبوة ناسفة تم التحكم بها عن بعد أثناء مغادرته منزله. وذكرت قناة «العربية» الإخبارية الفضائية أمس أن سيارة السامرائي أصيبت ببعض الاضرار، فيما أصيب عدد من الأطفال وأحد المارة بجروح نتيجة هذا الانفجار. على ذلك قال الجيش الاميركي ان أحد جنوده قتل وأصيب أربعة في انفجار قنبلة على الطريق شمالي العاصمة العراقية بغداد أمس. وقال متحدث عسكري أن القنبلة انفجرت في قافلة في بلدة بعقوبة. وفتشت القوات الاميركية والشرطة العراقية المنطقة بعد الانفجار واعتقلت رجلين يشتبه تورطهما في الهجوم. وفي وقت سابق قال متحدث عسكري أميركي أن جنديا أميركيا قتل وجرح آخر اثر انفجار قنبلة لدى مرور قافلة عسكرية أميركية بوسط بغداد.

وفي الفلوجة قال شاهد عيان ان القوات الاميركية قتلت أمس مزارعا بعد أن رفض الاستسلام اثر تطويق منزله.

بريمر يدشن وزارة لحقوق الإنسان على أنقاض وزارة الدفاع

بغداد - قنا

دشن رئيس الإدارة المدنية في العراق بول بريمر أول وزارة لحقوق الإنسان في العراق أمس الأول. وقال بريمر انه سيطلق في وقت قريب الإعلان العراقي بهذا الشأن. معربا عن أمله في قيام منظمات مستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان في هذا البلد. وأضاف إن الوزارة - التي تقوم على أنقاض جزء من وزارة الدفاع - ستعمل على تحديد مصير مئات الآلاف من الذين انقطعت أخبارهم في ظل حكم الرئيس العراقي المعزول وان صوغ إعلان عراقي خاص بحقوق الإنسان سيعمل على تذكير الحكومة بمهمتها الحقيقيةوهى خدمة السكان وحمايتهم وأنها تروج للجماعات المستقلة والمعنية بتلك الحقوق في العراق

العدد 529 - الإثنين 16 فبراير 2004م الموافق 24 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً