في إطار تعزيز التعاون الطبي وخدمة المرضى العرب وصل إلى البحرين وفد طبي أردني مكون من 3 أطباء استشاريين وهم استشاري جراحة الاعصاب والدماغ عادل الشريدة واستشاري التخدير والعناية المركزة جمال الشنابلة واستشاري طب وجراحة العظام والمفاصل فالح الناصر.
وقام الوفد بزيارة إلى المستشفيات التخصصية في المملكة والإطلاع على أهم التقنيات الطبية لفتح آفاق من التعاون بين البلدين في الخدمات الطبية المختلفة.
«الوسط» التقت الوفد الطبي الأردني وكان هذا الحوار مع الطبيب جمال الشنابلة:
ما هو الهدف من زيارتكم للبحرين؟
- أقوم بمحاضرات في مختلف أنحاء العالم عن تقدم أساليب التخدير والآن لي محطة في البحرين. هناك نتائج مبشرة بالنسبة إلى هذه الزيارة، هناك لقاءات خصوصا مع المستشفيات الخاصة والجمعيات الخيرية لخدمة المريض البحريني بأفضل أسلوب ممكن. بحيث تتم معالجتهم على ايدي افضل الاطباء المتميزين.
زرنا 3 مستشفيات بحرينية منها مستشفى البحرين التخصصي ومستشفى ابن النفيس والمستشفى الدولي وتربطنا علاقات جيدة بزملاء لنا من الاطباء البحرينيين المتميزين. كذلك قمنا بزيارة بعض الجمعيات الخيرية التي تتعاون معنا بشكل دائم والحمد لله هناك ترحيب شديد بنا.
الخبرات الجديدة
هل تقومون بنقل خبرات جديدة في المجال الطبي؟
- في الأردن تتوافر خدمات طبية متميزة غير متوافرة في أية دولة في «الشرق الاوسط» منها المعالجة باشعة «الجمناي» التي نستطيع من خلالها معالجة بعض اورام الدماغ وبعض انواع التشوهات الخلقية في شرايين الدماغ بواسطة هذه الاشعة التي لا نحتاج بها إلى استخدام المشرط إذ يتم تحديد موقع الورم او الشرايين المصابة ويتم تعريضها للاشعة، المريض بعد ان ينتهي من المعالجة يمكن له العودة إلى المنزل في اليوم نفسه ويباشر حياته بشكل طبيعي.
نتائج هذه الطريقة مرضية جدا وعادة يتعافى المريض بإذن الله خلال اشهر ويختفي الورم الذي تم معالجته.
أيضا نقوم باجراء الجراحة المصوبة ثلاثية الابعاد إذ يتم اجراء جراحات دقيقة جدا بالدماغ مثل أخذ عينة من انسجة الدماغ ونتعرف على نوع الورم ويمكن اجراء العملية تحت التخذير الموضعي او العام وازالة الورم كاملا.
نلجأ لاجراء العملية بالتخدير الموضعي عندما يكون موضع الاصابة في منطقة حساسة في المناطق الحركية في الدماغ ويتوجب ان يكون المريض ليس تحت التخدير كي نتأكد من عدم تأثيرها على الجهاز العصبي والحركة.
يتم اجراء عمليات دقيقة في العمود الفقري وتشوهات خلقية أو تشوهات ناتجة عن إصابات بالسرطانات وتشوهات ناتجة عن تآكل العظام. كذلك نجري بعض عمليات السرطان بالرئة والحنجرة من دون جراحة باستخدام «الليزر» وساقوم بالقاء محاضرة اليوم في مستشفى البحرين التخصصي عن عدم مؤثرة في التخدير العام او ما يسمى بالتخدير الوريدي الكامل حتى لا يحدث أي ضرر على المريض.
زارنا الكثير من المرضى البحرينيين الذين تم علاجهم في الاردن وهم والحمد الله متعافون بشكل جيد. نعتز بالاردن وبالقدرة الطبية التي وصلنا اليها ونعتز بأشقائنا العرب الذين يتعاملون معنا ويتلقون العلاج في بلدهم الثاني الأردن باعتبارها مركزا طبيا متميزا في المنطقة.
العلاج في الخارج
لماذا يختار الكثير من المرضى العرب العلاج في دول غربية، هل لثقتهم بإمكانية تلك الدول؟
- لا نستطيع أن نقول إننا نملك مستوى مشابها لما هو موجود في الولايات المتحدة مثلا. فيوجد هناك مستشفيات متميزة ومستشفيات عادية ونحن لدينا مستشفيات متميزة بشكل افضل من المستشفيات العادية في الولايات المتحدة الاميركية. لكن لا شك ان المستشفيات المتميزة بالولايات المتحدة الاميركية متقدمة بشكل عالمي. وهذا رأيته بعيني وأؤكده.
وعن دور التقنيات الحديثة في تخفيف الاقامة في المستشفى يقول: «هناك عمليات معقدة تجرى في الدماغ ويعود المريض بعد ايام بسيطة إلى البيت وهذا تقدم جيد اذ لم تعد الإقامة طويلة في المستشفى كما كان في السابق وهذا بفضل التقنيات الحديثة التي سهلت إجراء بعض انواع العمليات المعقدة.
نرجو ان نستمر بهذا المستوى من الخدمات فهي اصلا خدمة للإنسان العربي قبل أي شيء.
هل هناك اتفاقات للتعاون في المجال الصحي بين مستشفيات بحرينية وأخرى أردنية؟
- بالتأكيد سنوقع بعض الاتفاقات مع مستشفيات بحرينية وكذلك جمعيات خيرية كي نستطيع أن نقدم واجبنا بشكل أفضل للمرضى البحرينيين.
دور وزارة الصحة
ماذا عن دور وزارة الصحة الأردنية لتفعيل هذه الاتفاقات؟
- الوزارة تبذل جهدا كبيرا من أجل تقديم أية مساعدة او خدمات للمرضى العرب بشكل عام، ولدينا الكثير من المرضى العرب الذين يفضلون العلاج في الاردن لتميز المستوى، وكذلك للقرب الجغرافي وأيضا عامل اللغة وسهولة زيارة الاردن التي ترحب بالجميع.
هناك مكتب تابع لوزارة الصحة في مطار الملكة علياء يتولى تسجيل المرضى العرب وتأمين أية خدمات يحتاجون إليها في الأردن وأيضا سفارات الأردن في الخارج تلعب دورا كبيرا في الإجابة عن أي استفسار أو ترتيبات يحتاج إليها المرضى العرب.
وهذا ما تقوم به سفارتنا في البحرين بشكل جيد.
اعتز ان اقول ان المستوى الطبي في البحرين مستوى جيد ومتميز ونحن في الاردن نقدم خدمات تكميلية ونرجو من الله في المستقبل ان يكون هناك تعاون طبي دائم بيننا. وهناك نية لاستضافة فرق طبية اردنية بحسب المجالات التي يمكن ان يخدم بها الطبيب الاردني وهذا ما تقرره المستشفيات البحرينية.
نتاج تخطيط طويل
أكد عضو الوفد الطبي الأردني استشاري جراحة الأعصاب والدماغ الطبيب عادل الشريدة ان تميز الأردن في الميدان الطبي يعود بالدرجة الأولى إلى الارادة السياسية التي عملت على تحويل الأردن إلى مركز للعلاج ضمن خطة مدروسة بدأها العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال.
وقال الشريدة لـ «الوسط» ان التميز في الخدمات الطبية لابد ان تكون له مقومات وهي الارادة لدى المواطن الطموح للوصول إلى اعلى ما يصبو اليه، وثانيا تهيأة الظروف المناسبة والتخطيط بعيد المدى، وثالثا الارادة السياسية الداعمة لهذا التوجه.
وقال: «فيما يخص الارادة السياسية فان هذا يعود الفضل فيه إلى المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي كان يركز على تنمية القوى البشرية في مختلف الميادين وشعاره (الانسان اغلى ما نملك). وبطبيعة الحال اغلى شيء لدى الانسان صحته. والملك عبدالله الثاني يكمل المسيرة الآن وخصوصا في تكنولوجيا المعلومات».
التعليم الطبي المستمر
وقال الشريدة: ان الاردن من أوائل الدول في المنطقة الذي ركز على التعليم الطبي المستمر المبرمج عبر ارسال المتفوقين منهم في دورات في الخارج للحصول على شهادات عملية من الدول الغربية كشهادة الزمالة البريطانية بمختلف تخصصاتها او المجلس الاميركي (البورد).
واضاف الشريدة الذي يعد من اشهر جراحي الاعصاب والمخ في الاردن والدول العربية وقام باجراء عمليات في المخ لزعماء وسياسيين عرب، ان الخريج الاردني وبعد ان ينهي دراسته يعود إلى التدريب بعد التخصص.
وقال: «مثلا عند حصول الطبيب الاردني على شهادة الزمالة او خبرة في تخصص معين، يرسل مرة ثانية في بعثة جديدة اخرى للحصول على شهادة او الحصول على خبرة في تخصصه».
واضاف: «ضمن البرنامج التدريبي كان لابد من اجراء امتحان لكل سنة عند اتمام الدراسة، أي هناك امتحان للمجلس الاردني (البورد). وخوفا من تسرب الكفاءات قليلة الخبرة من الخارج فلابد من اجتياز امتحان البورد الاردني. اخيرا كان هناك تدرج في اعداد الكفاءات العلمية تبدأ من مستوى اختصاصي ثم اختصاصي اول إلى استشاري واخيرا إلى استاذ».
وأكد الشريدة ان الانصاف يقتضي ان نرجع الفضل إلى البداية الاولى الممثلة في الخدمات الطبية الملكية وبشكل خاص مدينة الحسين الطبية.
وقال: «كان المرحوم الملك حسين يتصل بالمستشفيات والاطباء ويسألهم اذا كان لديهم جهاز شاهده او سمع عنه في أي مركز طبي متقدم في العالم... كان يسأل هل الجهاز موجود لديكم ام لا، فاذا لم يكن موجودا يأمر بشرائه».
أول جهاز
واضاف قائلا: «اود ان اذكر ان اول جهاز تصوير طيفي محوري وجد في مدينة الحسين الطبية العام 1975 وكان اول جهاز في المنطقة حتى قبل «اسرائيل». الان جهاز الغاما فايف الوحيد الموجود في المنطقة باسرها موجود في مستشفى ابن الهيثم بالاردن وهو الجهاز الاربعين في العالم».
وختم الشريدة حديثه باستعراض شامل للعمليات الجراحية النادرة التي كان الاردن سباقا إلى اجرائها وهي:
- اول عملية قلب مفتوح (تبديل صمام) جرت في 1970.
- ثاني عملية زرع كلية: 1972 وعاش المريض 30 عاما.
- اول عملية زراعة قلب: 1985. كانت اول عملي في العالم الثالث والعاشرة على مستوى العالم.
- اول عملية فصل توأم ملتصق بالرأس والدماغ اجريت بنجاح العام 1983 وكانت الحالة التاسعة على مستوى العالم. وحصل الاطباء الاردنيون على وسام التميز من قبل الملكة اليزابيث.
- اول عملية تبريد لمريض العام 1983 لوضع ملقط على ام الدم الكبيرة بالدماغ.
- اكثر عمليات زراعة الشرايين التاجية بالمنطقة وبدأ العمل بها منذ العام 1973 ويعتبر اكبر برنامج في الوطن العربي.
- تصحيح اعوجاج العمود الفقري 1982.
- زراعة مفاصل الركبة والورك العام 1972.
إصابات العظام تتركز في المفاصل
قال استشاري طب وجراحة العظام والمفاصل الطبيب فالح الناصر: ان الاطباء الاردنيين يجرون عمليات العظام بجميع اصاباتها وعمليات تعديل اعوجاج العمود الفقري بالاضافة إلى زرع المفاصل منذ وقت طويل.
وقال الناصر ان زيارة الوفد الطبي الاردني للبحرين تهدف إلى زيادة التعاون الطبي بين الاطباء في كلا البلدين.
وقال الفالح: «نجري في الاردن الكثير من عمليات العظام بجميع إصاباتها واعوجاج العمود الفقري وزرع المفاصل. وتغير زراعة مفاصل الورك والركبتين وانزلا قات العمود الفقري والتشوهات الخلقية والكسور».
ويضيف الناصر: «نهدف من هذه الزيارة إلى زيادة التعاون الطبي بين الاطباء البحرينين وزملائهم الأردنيين ومعالجة المرضى بين البحرين والاردن. وحقيقة هناك توجه عام من قبل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني للاهتمام بالمرضى العرب كافة.
وعما اذا كانت هناك برامج او محاضرات تنوون اقامتها في البحرين خلال هذه الزيارة، قال الفالح ان هناك زيارة لجامعة الخليج للاطلاع على كلية الاطباء والالتقاء بالاساتذة هناك وزيارة المستشفيات التخصصية ومعاينة بعض المرضى كي نتمكن من متابعة علاجهم في الاردن اذا كان هناك حاجة.
وعن سؤال عن اكثر اصابات العظام بين البحرينيين الذين يزورون الاردن للعلاج، قال الفالح ان اكثر المرضى البحرينيين يأتون للاردن للعلاج من آلام المفاصل أو زراعة المفاصل وتصحيح اعوجاج العمود الفقري وزراعة بعض الاعضاء
العدد 528 - الأحد 15 فبراير 2004م الموافق 23 ذي الحجة 1424هـ