إن الكلمة التي ألقاها جلالة الملك خلال الاحتفال بيوم تأسيس قوة دفاع البحرين والتي أعادت الثقة والمكانة التي تليق بمناضلينا وشهدائنا عبر التاريخ الطويل في مقاومتهم ضد ظلم الأجنبي المحتل وتصحيحه لجانب من التاريخ البحريني الذي تم تشويهه على يد من له مصلحة في خلق التوتر بين الحكومة والشعب ما هو إلا تأكيد أن المسيرة الإصلاحية لجلالة الملك لا تمس الجانب المادي فحسب بل حتى الجانب المعنوي، إن الكلمات التي قالها جلالته في شأن اعتزازه بدور أولئك الذين ناضلوا من أبناء هذا الوطن واستشهدوا في سبيله ضد المحتل ووقوف آبائهم وأجدادهم مع حكامهم ومعايشتهم في السراء والضراء في الحلوة والمرة ما هو إلا تأكيد لنضج التحليل السياسي لجلالته بأن هؤلاء دافعوا عن الوطن ضد الأجنبي المحتل على خلاف ما كان يشيع الانجليز عنهم، وأن مطالبتهم بالحقوق المشروعة كان حقا لا يجب أن يحسب ضدهم. وما تسمية بعض الشوارع بأسماء عناصر بحرينية بارزة لها تاريخها الفكري والثقافي والسياسي إلا نقطة تحول في فكرة القيادة البحرينية الجديدة التي أدركت أن هؤلاء يجب تكريمهم لا الإساءة إليهم، وبذلك جعل المواطن ينظر إلى مواقف جلالته بأنها مواقف لا تنم إلا عن شجاعة حقيقية ورغبة أكبر للتغيير على كل المسارات. وما تسمية أحد شوارع البحرين باسم الأديب والشاعر الراحل إبراهيم العريض الذي ترأس المجلس التأسيسي الذي وضع دستور 1973 والمناضل عبدالعزيز الشملان إلا نقطة البدء في مسيرة تصحيح الأخطاء التاريخية للبلاد.
وكم يتطلع المواطن البحريني إلى إضافة المزيد من أسماء الذين ناضلوا من أجل استقلال البحرين وخصوصا من زملاء الشملان مثل المناضل عبدالرحمن الباكر والعليوات وإبراهيم فخرو وعبدالوهاب الزياني وغيرهم ممن كان لنضالهم أبلغ الأثر لخروج الإنجليز من البلاد وما تبع ذلك من تغييرات جذرية في أوضاع هذا الوطن. إن إعادة الثقة للراحل الكبير إبراهيم العريض وعبدالعزيز الشملان في اعتقادي يجب أن تتبعها بقية الأسماء وأرجو أن يتم وضع أسمائهم المختصرة كما عرفهم الشعب لا إسما طويلا يقلل من الجرس الموسيقي الذي اعتادته آذاننا ونحن صغار
العدد 526 - الجمعة 13 فبراير 2004م الموافق 21 ذي الحجة 1424هـ