قبل أن نتطرق إلى مشروع جلالة الملك ونبيّن ما هو وما فائدته على مواطني مملكتنا البحرين، دعونا نتطرق لمشروع «home makers»، الذي بثّ الأمل في قلوب فئات كبيرة وفقيرة من المجتمع الأميركي.
لقد نجح هذا المشروع بالدخول إلى قلوب الناس، ورؤية مآسيهم ومعاناتهم، ومن ثم نجح بإدخال الفرح إلى قلوبهم، من خلال إعادة بناء بيوتهم بطريقة حديثة ومبتكرة، حتى إذا دخل صاحب أحد البيوت يبكي ويصرخ من شدّة الفرح والسعادة لما آل إليه بيته في هذه الإمبراطورية الرأسمالية.
شاهدنا عبر التلفاز حقائق ووقائع ومعاناة لكثير من الأسر، وآلمتنا الدموع المنهمرة لأشخاص ليسوا من بيئتنا أو ديننا، ولكن الجانب الإنساني الذي غطى البرنامج، جعل كثيرا من الناس يتجاوبون معه، ويدعمونه في أحيان أخرى سواء ماديا أو معنويا واجتماعيا.
والآن نأتي إلى المكرمة التي قدّمها والدنا جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، والذي يعد أكبر وأعظم من هذا المشروع الأميركي الإنساني «home makers»، حيث أن توجيهات الملك الحثيثة كانت لتغطية أرجاء المملكة جنوبا وشمال وشرقا وغربا.
وبعد إعلان المشروع، قام كل بيت بحريني وليس بعض البيوت، برفع اليد والتوجه إلى الله والدعاء للملك، بحفظ الوطن وحفظ مُلك آل خليفة الكرام، وبكت الأرامل وسعدت الأمهات وفرح الكل لهذه المكرمة.
لم يحتاج أهل البحرين إلى برنامج يُعرض فيه مشروع البيوت الآيلة للسقوط ليبين المعاناة والصرخات، ولم يُعرض برنامج ينادي إلى الولاء، ولكن الولاء والحب والدعاء نبع من المكرمات التي قام بها الملك حمد بن عيسى، لمن يحتاجون فعلا إلى من يقدّم لهم يد العون والمساعدة.
إن هذه الأيادي التي رُفعت من كل بيت بحريني سواء قُدّمت له هذه المكرمة أم لم تُقدّم، دليل على وصول صاحب الأمر إلى قلوب الناس، كما دخلها أيام ميثاق العمل الوطني، عندما نزل للناس فاستقبلوه بحفاوة الأبناء لوالدهم.
كم أنقذ مشروع جلالة الملك أناسا من التشرّد، وآخرين من التسوّل، والبعض من سلك طريق الحرام، وكم انتشل هذا المشروع أسرا كانت يائسة وبائسة لا تنتظر من أحد غير السوء، وكم فرّج هما عن مكروبين، وديْنا عن مدينين.
إننا لا نعرف لغة الأرقام الموازنة، ولكننا نعلم بأن هذا المشروع يُبسط البركة ويزيد الخير، ويقرّب العلاقة ويوطدها أكثر بين القائد وشعبه، فلماذا لا نقلل الموازنة في جوانب، حتى نعزّز مشروعا بناه الملك ولمس سعادة شعبه من ورائه؟!
إن ما نقرؤه في الصحف وما نسمعه هنا وهناك من احتمال إيقاف مشروع كريم كهذا، يجعلنا محط حيرة وتهديد من توقيف هذه المشاريع البنّاءة، التي بدأها ملكنا وكانت لها بصمات في الشارع البحريني.
وحيث إننا وجدنا في كل بيت «أما وأبا وابنا وابنة ومُسنا ومُسنّة» يتوجّهون بالدعاء لمليكنا حمد، نتمنى ألا يتوقّف مشروع طيّب كهذا المشروع الجليل، فهو يزيد الخير ولا يُنقص المال، لأنه أنشئ لتفريج الكرب، وكما قال نبينا المصطفى (ص): «من فرّج كُربة، فرج الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة».
نناشد والدنا حمد بن عيسى آل خليفة، التدخل في حل معضلة البيوت الآيلة للسقوط، كما نرجو جلالته الاستمرار على هذه الخطى ونحن من ورائه سائرون، وليحفظ المولى بلدنا من كل سوء ومليكنا وقيادتنا من كل شر (اللهم آمين).
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2350 - الثلثاء 10 فبراير 2009م الموافق 14 صفر 1430هـ