أثناء متابعة تطورات التحقيق مع الناشط السياسي حسن مشيمع والمتهمين الآخرين في قضايا أمنية - سياسية، نجد الصعوبة الكبيرة في استيضاح الأمور. ففي الوقت الذي يمكن أن يحصل الصحافي على خبر من مصدر بالنيابة العامة، لا يحصل على تكملة الخبر من الجهات المعنية الأخرى... وإذا أضفنا إلى كل ذلك الروتين، وعدم الرد على الاتصالات من الصحافة، تتوضح لدينا الصعوبات الجمة لعمل الصحافة المستقلة في الظروف الصعبة.
ومساء أمس الأول، تعرض أحد مصوري «الوسط» لإصابة في كتفه، وذلك أثناء تصويره الأحداث في جدحفص، وقد فضلنا عدم ذكر الخبر لأن تعامل المسئولين في وزارة الداخلية كان خلوقا لاحقا مع المصور، ونحن نعلم أيضا أن تغطية أحداث من هذا النوع تكون صعبة. ولكن هذه الأمور يمكن تسهيلها ربما عبر توفير لباس خاص بالصحافيين متفق عليه للإشارة إلى هويتهم، بحيث لاتكون هناك حجة لوقوع الخطأ.
وخلال اليومين الماضيين حاول صحافيو «الوسط» جاهدين الحصول على معلومات بشأن تطورات التحقيق مع الناشطين السياسيين ومع «متهمي الحجيرة»، ولم يكن الأمر سهلا للحصول على التفاصيل الدقيقة بالسرعة المطلوبة بهدف متابعتها.
إن مشكلة أصبحت في ازدياد وهي عدم رد المسئولين على مكالمات الصحافيين الهاتفية، وعدم وجود من يصرح في القضايا المهمة التي تهم المواطن وتهم الدولة، وانه لمن المؤسف أن بيئة البحرين بالنسبة الى تدفق المعلومات تتجه إلى الانغلاق، في وقت يتجه العالم كله نحو العصر المعلوماتي واسع النطاق.
الخبر المهم أمس كان يتعلق بتحويل النيابة العامة لقضية الناشط حسن مشيمع ومتهمي «الحجيرة» إلى المحكمة الكبرى الجنائية التي ستبدأ أولى جلساتها في 23 فبراير / شباط الجاري... وكانت هناك صعوبة كبيرة في الحصول على رد واضح عن السبب في استمرار توقيف المتهمين، أو من أمر بذلك بعد تحويلهم للمحاكمة.
إن توافر الخبر والمعلومات بشكل واضح يساعد الجميع في عملهم، فالدولة يهمها أن تعرف انعكاسات الأحداث، كما أن المواطنين يهمهم معرفة التفاصيل بشفافية ومن دون تضييع أو إخفاء للمعلومة.
إننا نؤمن بحكم القانون وبعدالة القضاء، والعدالة تتطلب إفساح المجال لتدفق المعلومات الى المحامين والأهالي والصحافيين، ولاسيما ان القضايا التي تمر بنا تعتبر في غاية التعقيد وهي بحاجة إلى معالجات عقلانية تستوجب توثيق جسور التواصل، فلعل هذه القضايا الصعبة تحمل في طياتها توافقات وطنية ربما تساعدنا على إعادة المياه إلى مجاريها. فالصحافة المسئولة جسر للتواصل يحتاج اليها الجميع في مثل هذه الظروف.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2350 - الثلثاء 10 فبراير 2009م الموافق 14 صفر 1430هـ