العدد 524 - الأربعاء 11 فبراير 2004م الموافق 19 ذي الحجة 1424هـ

عمر الراشد ... بالمفردات اليومية يكتشف التراث

يأتي معرض الفنان عمر الراشد «جنة اللون» الذي أقيم في مركز الفنون مساء الثلثاء الماضي، في المرتبة الرابعة ضمن معارضه التشكيلية التي بدأها بمعرض «الحدث والتراث» بمركز الفنون العام 1998.

والفنان عمر الراشد يعد واحدا من الفنانين البحرينيين التشكيليين الشباب الذين حاولوا الرسم على أسس أكاديمية متينة فهو حاصل على بكالوريوس تربية فنية من جامعة حلوان العربية، وله مشاركات عدة في معارض مشتركة داخلية وخارجية، كما أن له مقتنيات خاصة في كل من البحرين ومصر ولندن وأمريكا وفنلندا وقطر والسعودية وعمان ودبي ولبنان.

ان ما يميز المعرض الجديد لعمر الراشد يتمثل في طريقة عرض اللوحات التي تتيح للمتذوق التعرف عن كثب على تجربتة الفنية - فقد قدم أكثر من ثلاثين عملا، ضمن ثمان مجموعات فنية، هي مجموعة أفق العين ومجموعة ذهب ومجموعة أحلام العاشق ومجموعة طيور الفردوس ومجموعة الأرض ومجموعة مرايا الجمال ولوحة التعويذة ولوحة النظرة، دون أن يسمي أيا من اللوحات المعروضة بغير اسم مجموعتها في محاولة منه للتواصل وترك المتخيل للمتذوق- نلمح ذلك جليا في تعبيره عن الأفكار والمعتقدات المحلية باستخدام بعض المفردات اليومية كالطائر الذي يحمل أحيانا معنى التشاؤم والعين التي ترمز الى عدة معان كالحب والكره والحسد، واستخدامه للألوان المحلية الفوارة وتشديده على دكنتها كاللون الأحمر المستخدم في الثياب التقليدية وقطع القماش المزينة بالورود واللون الأخضر والأزرق، اللذان يشكلان ألوانا بيئية شديدة الحضور بالنسبة للانسان البحريني، يجدها في السماء والبحر والزرع.

وقد احتفظ الراشد بطريقتة الفنية المستقلة، مع سعيه المتواصل الى التطور وطرق أبواب جديدة في عالم التشكيل، وان ظل محتفظا بالهاجس الذي يشغله منذ أعماله الفنية الأولى، وهو بحثه الدائم عن الهوية، فمعارضه الشخصية السابقة الحدث والتراث ومعرض الماضي والحاضر ومعرض المرآة والحياة ومعرضه الأخير جنة اللون كلها تتشكل ضمن دائرة البحث عن أساليب فنية تنسج من عمق الأرض و تراث الانسان البحريني، في أعمال خصوصية تنبع من نظرة متفحصة وعقل عارف بتراث البحرين.

ويمكن للمتذوق ملاحظة ملمحين رئيسيين يكشفان رؤيته التشكيلية الخاصة به، الأول التصاقه الشديد ببيئته المحلية ولكن بابتعاد عن المشهد السياحي والنقل المباشر كما في لوحته التي تمثل أسدا ينظر الى طائر في الأعالي، ولوحة أخرى لرجل مستلق على العشب، وأخرى لمرأة في بيتها ورابعة لمرأة وهي تضع «قفة على رأسها» الملمح الثاني معالجته اللونية التي تعطي المتذوق لأعماله احساسا بالدفء مع ادخاله لمسحة مقاربة من الألوان قادرة على خلق تناغم لوني يهدأ من سطوة اللون الواحد، ويزود العين بالمتعة البصرية.

ينقلنا الفنان عمر الراشد بين جدران معرضه الشخصي الرابع للتحليق في عالمه وللاطلاع على تجربته الخاصة في الفن، والتي تتميز بالملمح الانساني والانسجام بين الألوان، في بحث دائم عن الهوية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً