العدد 524 - الأربعاء 11 فبراير 2004م الموافق 19 ذي الحجة 1424هـ

جنة اللون... معرض يجمع الألوان بالهوية

الفنان عمر الراشد:

في معرضه الشخصي الرابع، الموسوم بـ«جنة اللون»، يؤكد الفنان عمر الراشد أهمية الموروث الفني، وكيف أن الألوان الزاهية البحرينية يمكن التوليف بينها وبين أرض صخرية قاتمة، باتخاذ عناصر مخلوقة من شبه معتقدات فطرية مثل العين وما يمكن أن تحمل من حسد والطير وما يوحيه من حرية، وكل ذلك سعيا لعلاقة في أعماله بين الموضوع والهوية.

هل يمكن القول إن الفنان عمر الراشد مأخوذ بفكرة البحث عن الهوية؟

- في اعتقادي يجب أن تكون هناك علاقة بين الموضوع والهوية، وهذا هاجس يشغلني في جميع أعمالي، لذلك تعمدت إظهارها بجزء من التراثية، وهي موضوعات تناولها غيري من الفنانين بصورة تراثية محضة، ولكنني أتناولها باسم الفن الحديث بالألوان الزاهية مع التجسيم.

البعض يرى في هذه الأعمال خروجا على هموم الانسان، وابتعادا عن حدود فهم الانسان البسيط، فهي أعمال تزيينية لا غير.

- لا توجد أعمال تزيينه غير أعمال الديكور، فان في ذلك تجاهلا للتجربة الشخصية، ولكن هناك ملاحظة مهمة يجب الالتفات اليها وهي أن على الفنان أن لا يتجاهل المشاهد فان في ذلك مساحة رحبة له لكي يرى هذا العمل مجرد تزيين ليس الا، فمن المهم أنك عندما تقوم بعمل فني أن لا تلغي المشاهد بل يجب أن يكون له حضور، ثم إن على الفنان أن يكون واعيا لتجربته وهذا لا يتأتى الا من خلال اطلاعه على تاريخ الفن التشكيلي اطلاعا شاملا.

هل هناك مشكلة لدينا في التعاطي مع هذه الفنون؟

- نحن في مجتمع ضيق مرتبط بعادات وتقاليد، وهو مجتمع على درجة تعليمية معينة، وخير شاهد على ذلك الحضور الضئيل للمعارض، بينما في الدول الغربية مثلا، تباع التذاكر للدخول الى معرض ما، اذا المسألة تتعلق قبل كل شيء بوضع اجتماعي وتعليمي ضيق يرفض الفنون الدخيلة. كما أنه من المهم جدا الالتفات الى حجم الاستثمار الدولي للمنتوجات الفنية، فنحن في البلاد العربية نشكو من قلة المستثمرين بينما هم في الغرب ربما تجشموا عناء البحث عن الأعمال خارج أوطانهم وأنا شخصيا وجدت اهتماما كبيرا بأعمالي من قبل المتذوقين الغربيين. هذا الأمر لا يمكن تجاهل أهميته في التسويق والدعاية للأعمال الفنية.

فكيف ترانا نوفق بين أصالتنا وانفتاحنا؟

- أرى أن الخطأ يكمن في التقليد الأعمى، فالتقليد غير المدروس يوقعنا في متاهات كبيرة، فلماذا لا نقوم بالاستيراد مع اضافة شيء من ذواتنا ومحليتنا، ان ذلك كفيل بأن يجعلنا نحافظ على هويتنا فنخلق فنا بحرينيا أصيلا، اننا نمتلك تاريخا وحضارة عظيمة وهي قادرة على الهامنا الكثير، والغريب أن الكثير من الفنانين يقللون من الأعمال الفنية الحديثة ذات الطابع المحلي، فلماذا يتم تجاهل دلمونيات الفنان راشد العريفي، والأعمال الرمزية والتراثية للفنان عبدالله المحرقي مع أنها ذات حضور كبير في دول الخليج العربية.

وكيف يختار عمر الراشد موضوعاته؟

- هناك موضوعات يمكن التعبير عنها بسهولة، بينما هناك موضوعات تكون محددة الاطار، فموضوع مثل الزلزال الذي حدث في ايران حديثا والذي اخفى مدينة أثرية كبيرة بأكملها، هل نستطيع التعبير عنه بغير الدمار؟! اذا هناك مفردة واحدة، ولكن لو تناولنا موضوعا عاطفيا كعاطفة الحب مثلا فيمكن تناوله من عدة جوانب، فهناك العاشق وهناك اليائس وهناك حب الأم وحب الولد، فالموضوع واسع متشعب.

وما هي مقاييس المدارس التي تعتمدها في أعمالك؟

- في تصوري أنه لا توجد مدارس اليوم، فالفن الحديث أصبح مرتبطا بعناصر الفن الشامل، فلم يعد الفنان تابعا لمدرسة فنية معينة، وهذا خلق لنا وللأسف الشديد موجة ما يسمى بالفن التركيبي، فالفنان يخلق ما يشاء على أنه فن بينما الكثير منه غير ذلك





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً