العدد 522 - الإثنين 09 فبراير 2004م الموافق 17 ذي الحجة 1424هـ

... وقطع جلالة الملك قول كل خطيب

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

إذا كانت العرب تقول: «قطعت جهينة قول كل خطيب»، بما أتت به من خبر صادق ويقين لا لبس فيه، وأنهت البلبلة التي كانت تحيّر الجمع لعدم إدراكهم الحقيقة كاملة، فإن تصريح جلالة الملك في الاحتفال العسكري الذي أقيم يوم الخميس الماضي بمناسبة يوم قوة الدفاع قطع قول كل الشعب البحريني وفي مقدمتهم المثقفون والجمعيات السياسية والجمعيات المشاركة في المؤتمر الدستوري وغير المشاركة، عندما أعلنها صريحة وبكلمات خالية من التأتأة أو التردد: «إن هذه الذكرى الغالية تحيي في نفوسنا وذاكرتنا ملاحم الدفاع والنضال الوطني الذي بذله الآباء والأجداد قيادة وشعبا منذ بدء المسيرة في مختلف المواقع، فكانت القيادة مع الشعب وكان الشعب مع القيادة ضد كل طامع، وتقاسمنا جميعا السراء والضراء بجلد وشرف»، ويعود جلالته ليكرر في نهاية تصريحه ليقول: «يطيب لنا أن نحيي في هذه الذكرى مناضلي البحرين وشهداءها كل في موقعه وحسب مسئوليته كمدافعين عن الوطن في كل الأزمنة والأمكنة».

ماذا تعني هذه الكلمات الدقيقة الواضحة؟ ألا تعني اعترافا من جلالته بالنضال الوطني وبأن هذا الشعب من خلال تظاهراته وتضحياته ونضالاته عبر التاريخ في القرنين الماضي والحالي خدم الوطن وواجه من أراد إذلاله وإذلال قيادته؟ وتصحيحا لذلك اللغط والتشويش الذي كان يروجه أصحاب المصالح الخاصة لخلق صراع بين الشعب البحريني وقيادته.

ألا تعني عبارة الشهداء أن جلالته يود أن يؤكد أن حركات الأربعينات والستينات والتسعينات جاءت لتكون بداية صحوة جديدة وتنبيها بضرورة تصحيح المسار، ما دفع جلالته بالعملية التصحيحية التاريخية؟

ألا تعني كلماته اعترافا بشجاعة هذا الشعب ودوره المشرف في الوقوف في وجه الاستعمار البريطاني؟

ألا تعني كلماته «ليخسأ الذين يريدون تشويه نضال هذا الشعب وجعله في خانة غير خانته الصحيحة قياديين محليين كانوا أم محللين سياسيين أجانب»، ألا تعني اعترافا بالمواقف البطولية ورد الجميل إلى شعب وقف مع حكومته في أحلك ساعاتها في مطلع السبعينات عندما وقف أمام ممثلي الأمم المتحدة ليعلنها من دون تردد وبكل إصرار: نحن مع عروبة البحرين؟

هذا هو قائدنا الذي قطع قول كل خطيب ليعيد قراءة التاريخ بشكل صحيح، لا بالشكل الذي كان يقرأه المفسدون في هذا البلد منذ عقود؟

العدد 522 - الإثنين 09 فبراير 2004م الموافق 17 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً