بتزامن لا يخلو من شك في إمكانات الدافع واتصالاته، ضجت الصحف المحلية خلال أسبوع واحد بالكتابة عن من «ضرب» السياحة أثناء العيد، مستشهدين بأرقام قيلت كأمثلة من قبيل «طق الحنك»، ومضت تنسج عليها الكثير من القصص و«الخبطات» الصحافية.
وحتى لا تتسم الموضوعات بالنظرة الأحادية الجانب التي لا تسمح لباقي انعكاسات المشهد أن تشع عليها، فإن انحسار السياحة الخليجية الآتية إلى البحرين، وانتقالها وتوزعها على دول أخرى، والتحسر على العصور الذهبية التي كانت فيها الفنادق - من أعلاها إلى أدناها - تغص بنزلائها، ليس - فقط- بسبب ما يتم الترويج له، وهو أن المتعصبين الدينيين هم من يقف وراء الأمر، فهذا جانب من الصورة، ولكن لننظر معا إلى الجوانب الأخرى ولنتحاسب.
هل كان البرلمان (كما يشتهي البعض أن يروج)، أو المتدينين وراء فشل «صيف البحرين» الذي أقيم قبل سنتين؟ هل طالعت الجهات المشتكية والناقلة لشكواها ما الذي يجري في الدول الخليجية الأخرى من ترويج على أعلى المستويات، وقبل شهور لأي فعالية تقام لديها حتى تضمن الحضور لها؟ هل استجابت الفنادق بالشكل المغري في التخفيضات في أسعارها مع ما تتطلبه المناسبات الكبرى، والـ «فورمولا 1» تعد من ضمن هذه المناسبات؟ هل سبق للبحرين أن قامت بحملة تسويق وجوائز تأخذ الألباب وتخطف الأبصار كما يحدث الآن في دبي، الدوحة ومسقط؟ هل بقينا فقط ندندن على أن شعب البحرين مضياف بينما الآخرون يبتكرون الوسائل تلو الأخرى لتجديد استقطاب السياح إليهم، أم أننا خرجنا عن هذا النطاق بالفعل؟
حال السياحة اليوم يردنا إلى أحوال مشابهة، كنا فيها «الأوائل» وتأخرنا عن الركب حتى سبقنا من تعلم منا، وصار التلميذ أبرع من معلمه
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 522 - الإثنين 09 فبراير 2004م الموافق 17 ذي الحجة 1424هـ