العدد 522 - الإثنين 09 فبراير 2004م الموافق 17 ذي الحجة 1424هـ

أم البنت مسنودة بخيط...!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عندما يأتي الحديث عن المرأة العربية ودورها في مجتمعها عادة ما تثار أسئلة ومحاور كثيرة معها أو ضدها.

ليس هذا فحسب بل وتنكشف لنا القصص والقوالب التي أوجدتها الموروثات الاجتماعية حيالها، والناتجة عن النظام الأبوي، المتفشي في غالبية المجتمعات الشرقية ومنها العربية.

وكون أن المرأة على الدوام لعبت «للاسف» ولاتزال دور الطرف الأضعف في غالبية الأوقات فقد شاع استخدام الأمثال أو حتى إطلاق الفكاهات التي تعبر عن نظرة المجتمع لها، ولدرجة أن بعض النساء يتداولنها على رغم أن الأمر قد يقلل من شأن المرأة نفسها.

وفي هذا السياق نجد أن هناك أمثالا كثيرة فمنها ما ظل وبقي، ومنها ما انقرض واختفى عن ألسن الناس.

فما بقي اليوم أصبح متداولا حتى في الفضائيات وقد يرجع سبب ذلك إلى تجاهل ضرورة التغيير عند الرجال إزاء النظرة الدونية للمرأة التي أجبرها الرجل على أن تتعامل معه كما تتعامل الشعوب المحتلة مع محتليها... كل ذلك لأنها مازالت أسيرة هذه النظرية الدونية.

فلم تقف يوما موقفا حاسما لاقرار حقوقها بل تقبلت الأمور حتى أصبحت في بعض المجتمعات العربية تتأرجح بين الفتات الذي يرميه الرجل وبين أحلامها التي سرعان ما تموت وينطفئ سناها عن الدنيا إرضاء لأنانية الرجل.

وقد نشهد بعضا من ذلك داخل مجتمعنا البحريني الذي هو الآخر يغذي مثل هذه المفاهيم داخل الأسرة الواحدة فهناك نساء يغلب عليهن التخلف عن الوعي بحقوقهن لانشغالهن بتحسين اوضاعهن، حتى أنهن في أوقات بدأن ينطقن بشعارات يرددها الرجل من دون أن يدركن أن ذلك قد يحجّم دورهن!

قد تكون هذه إحدى نتائج التربية الأسرية الخاطئة التي تعد أهم ركيزة يستند إليها الانسان في تشكيل أفكاره ومبادئه فإن كان الصبي اعتاد ضرب أخته أو شتمها أو السيطرة عليها فما ذلك الا جزءا من أسلوب الأم التي سمحت له بمثل تلك الامور.

وقد تكون هذه الأمثلة وغيرها كثيرة في مجتمعاتنا العربية ولا يمكن حصرها في هذه المساحة الصغيرة فعندما يأتي الحديث عن صور وأمثال وفكاهات المرأة عند العرب نجدها تشكّل أحد أشكال التمييز. والغريب أن المرأة تسبق الرجل في تأليفها وبالتالي تصبح طرفا آخر في التمييز الموجه ضدها... أي أن المرأة قد تظلم المرأة!

وقد تستمتع بعض النساء بذلك لدرجة أنها تحولت إلى أحد الاعراف السلبية في مجتمعاتنا. ومن بين هذه الامثال السائدة عن المرأة في مجتمعاتنا العربية: البطن اللي جاب البنية... اضربوه بالعصية، صوت حية ولا صوت بنية، دلع بنتك بتعرك ودلع ابنك بعزك، ام البنت مسنودة بخيط وام الولد مسنودة بحيط، البنية بلية، طاعة النسوان بتورث الهمَّ، آمن للحية ولا تآمن للمرا، يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات، وأخيرا إن مات اخوك انكسر ظهرك وان ماتت اختك انستر عرضك وان مات ابنك انحرق كبدك.

واترك الباقي للقارئات..

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 522 - الإثنين 09 فبراير 2004م الموافق 17 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً