العدد 522 - الإثنين 09 فبراير 2004م الموافق 17 ذي الحجة 1424هـ

كشافة البحرين بحاجة إلى استكشاف كل الطبيعة البحرينية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

افتتح أمس وزير التربية ماجد النعيمي المخيم الكشفي الثالث والثلاثين في منطقة بلاج الجزائر، وشعرت اثناء الافتتاح بأجواء نوعية يرعاها شخص تميز بخصال تربوية وحميمية ونتيجة تلك الخصال انطبعت على قادة الكشافة وورشهم المتعددة التي تزينت بابداعات شبابية في مجالات مختلفة. فترى الذي لم يكمل العاشرة وهو يرسم أفضل الرسومات بينما قام كل فريق بتشييد بوابة تقليدية تمثلت فيها الأصالة البحرينية، وفي الوقت الذي قام فيه آخرون بجمع نماذج من «النفايات» التي يرميها البعض في مياه الخليج، لبس شباب ثياب الكشافة القديمة التي كانت تلبسها فرق الكشافة في الخمسينات والستينات، واستعرضت كل فرقة ماقدمته وما قامت به من أعمال ابداعية وانشطة خلاقة.

واعتقد لو أن مؤسس الحركة الكشفية ما زال حيا لبعث برسالة شكر لكل الذين نظموا المخيم امس لانهم أخلصوا لرسالة الكشافة. فقبل وفاته في العام 1943م (عن عمر ناهز 83 سنة) كتب رسالة وطلب نشرها بعد وفاته. ومما قاله في تلك الرسالة «لقد عشت سعيدا في حياتي واؤمن ان كل فرد في الكشافة يعيش سعيدا. وان اؤمن بأن الله خلقنا من اجل ان نسعد في حياتنا، وأؤمن بان السعادة لاتأتي لان الانسان غني في المال، وليس لانه ناجح في أعماله وليس لانه غارق في شأنه الخاص. الخطوة الاولى لكي تكون سعيدا هي ان تكون بكامل صحتك وانت في صباك وقويا وانت في شبابك، لكي تكون نافعا لغيرك وتسعد في حياتك عندما تكبر في السن. وان دراستكم للطبيعة ستعلمكم كم هي جميلة وبديعة الأشياء التي خلقها الله لنا، وان كل هذا الجمال من أجلنا لكي نستمتع به. ولكن الطريق الحقيقي للسعادة يكمن في قدرتكم على توفير السعادة لغيركم، فحاولوا ان تخرجوا من هذه الدنيا وانتم قد حسّنتم من ظروفها، وستشعرون بالسعادة عندما يقترب موعد رحيلكم من الدنيا... «كونوا على استعداد» وهو طريقكم للحياة بصورة سعيدة والموت وانتم سعداء ايضا...».

لقد قرأت الرسالة الاخيرة لمؤسس الحركة الكشفية بعد انتهاء زيارتي للمخيم الكشفي في بلاج الجزائر امس، وفهمت أكثر لماذا امتلأ كل فرد من افراد الكشافة بالحماس والسعادة وهو يعرض ماقام به الوزير الذي شاركهم فرحتهم وأطمأن على توافر ما يحتاجونه لانجاح المخيم الذي يعتبر واحدا من المشروعات الطبيعية الناجحة بعد ان كادت طبيعة البحرين ان تختفي في معظم مناطق البحرين. شباب الكشافة بامكانهم استيعاب المزيد من الشباب الذين يبحثون عن أجواء نقية للتعبير عن أنفسهم وممارسة نشاطاتهم الابداعية. وشباب الكشافة بامكانهم ان يكونوا انموذجا لمن ليس له وقت للتضييع والضياع. والأمل في ان تواصل الحكومة مساندتها لمثل هذه البرامج النوعية لانها تستحق كل مايتم استثماره فيها.

قبل يومين كنت في تلفزيون البحرين (القناة الانجليزية) وعند المدخل كانت هناك خارطة مجسمة للبحرين وهي قديمة نوعا ما لأن جسر البحرين - السعودية لم يكن مرسوما عليها. بدت الخارطة جميلة جدا مع الحزام الاخضر الذي يملأ الثلث الاعلى من البحرين والجزر المنتشرة حول البحرين والتي نقرأ في الكتب انها للبحرين ولكن البحرينيين لم يروها الا من بعيد ولايستطيعون زيارتها لانها أصبحت أما ملكا خاصا او منطقة ليست لزيارة المواطنين. تغيرت طبيعة البحرين كثيرا، والموقع الرسمي لحكومة البحرين يقول ان البحرين تحتوي على اكثر من اربعين جزيرة. فلقد كنا ندرس ان البحرين فقط 33 جزيرة، اما الآن فهناك جزر جديدة اصطناعية وعدد منها تم تشييدها بالقرب من رأس البر. وكما هو الحال مع رأس البر فان المواطنين لن يتمكنوا من زيارة الجزر الجديدة كما انهم لم يتمكنوا من زيارة معظم الجزر القديمة.

بعد زيارة المخيم الكشفي تمنيت لو ان اكثر شبابنا انضموا الى الكشافة وتمنيت لو ان حكومتنا تتخذ خطوة «جريئة» و«تأريخية»، مماثلة لما تتخذه الدول الديمقراطية، وتفتح جميع السواحل والجزر للكشافة وغير الكشافة لكي نستمتع جميعا بطبيعة بلادنا ونعيش سعداء كما اراد الله لنا ذلك

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 522 - الإثنين 09 فبراير 2004م الموافق 17 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً