العدد 521 - الأحد 08 فبراير 2004م الموافق 16 ذي الحجة 1424هـ

وتستمر المفارقة...

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

بينما تظل مجموعة كبيرة من الشباب في مملكتنا الحبيبة من دون عمل، وتبقى ترفع المطالب في صور مختلفة، فتارة نرى المسيرات الحاشدة تطوف على وزارة العمل وتحمل اللافتات وتطلق الشعارات، وتارة تعج الصحف المحلية والإذاعة بمطالبات التوظيف.

هذه المرة لن نطرق موضوع البطالة كما تعود القراء، ولن نشحن العقول بقصص تراجيدية، ولن نطوف على الأعداد الهائلة - بالنسبة إلى المملكة طبعا - التي تقبع من دون وظيفة، ولن نتحدث عن الكفاءات الموجودة في البلد الغائبة عن حيز العمل، ولكن نتحدث عن مهزلة حقيقية إن صح تعبيرها.

تتناقل الأخبار في كل مكان، عن قيام إحدى الشركات الوطنية العملاقة، إحدى الشركات المشهود لها على الصعيد الوطني، بنشر طلبات توظيف لعمال وخبراء في جنوب إفريقيا، ونشرت شركة أخرى طلبات في الهند. ولهذا نقف ونتساءل؛ أين الصرخات التي كانت تطلقها وزارة العمل والشئون الاجتماعية ببحرنة الوظائف وإيجاد فرص عمل تسد الفجوة الموجودة في المجتمع البحريني؟.

وبينما تظل وزارة العمل تسعى في دائرة مغلقة، تستمر الأيدي العاملة الأجنبية في التسرب إلى البلد، وتستمر «الفري فيزا» تستجلب من قبل شخصيات قد لا يمكن منعها من إدخال هذه العمالة... نحن لا نحمِّل وزارة العمل أوزارا فوق طاقتها، ولا ننكر الجهود التي تقوم بها لإيجاد حلول، ولا ننفي أن بعض الأشخاص يرفضون بعض الوظائف التي تعرض عليهم وتحتار الوزارة في إرضاء طموحهم. ولكن قيام الشركات العملاقة التي تشكل عصب الاقتصاد الوطني في طلب عمالة أجنبية، ونشر الإعلانات في الدول الأخرى يعد منقصة ومهزلة لأن هناك من هو بأمس الحاجة إلى هذه الوظائف، والأولى بهذه الشركات المساهمة في حل مشكلاتهم قبل الإسهام في حل مشكلات الدول الأخرى.

وحري بالوزارة أن تضع حدّا لمثل هذه التصرفات، ومن يدري فإن المشروعات القادمة على البلد والتي يتطلع الشباب ليكون لهم نصيب الأسد فيها، قد تملأ الشواغر فيها بعناصر أجنبية، وهذا هو الواجب الوطني تجاه الدول الأخرى، فالعلاقات الأخوية تستوجب أكثر من ذلك، ولنبقى ونراقب الوضع، ولنأمل أن يخيب ظننا ويجد الشباب البحريني الأولوية في الوظائف

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 521 - الأحد 08 فبراير 2004م الموافق 16 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً