العدد 2712 - الأحد 07 فبراير 2010م الموافق 23 صفر 1431هـ

طائفية الماشية

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

مكونات طبق الطائفية لا تختلف كثيرا عن مكونات طبق الماشية في الزرائب، وكلا الطبقين يحتاج آكلُهما إلى أن يدفن رأسه في آنية من وبرٍ تحفها الذباب من جهاتها الأربع، وتفوح منها رائحة الفضلة، إلا أن الآكل الأول يأكل لحما آدميا، والثاني يأكل علفا عشبيا، وشتان بين الاثنين، وهذا أحد المواضع التي تصبح فيها الماعز أرفع شأنا من الإنسان!

حاولت أن أتجنب الزريبة وسكانها المحترمين، ومقتنياتهم الثمينة، وأنا أفحص الوتر الذي يعزف عليه مرضى البغضاء والشحناء، إلا أنني لم أجد لهذا السلوك معجما أغنى من معجم الدواب والقطعان؛ لأنني وجدت في الزريبة تيوسا تناطح بعضها من دون سبب، ووجدت بين ظهرانينا أيضا بشرا يريدون أن يناطحوا بشرا إخوانا لهم في الإنسانية والدين من دون سبب أيضا!

كيف يمكن للبشر أن يزهدوا حياة المناقب مع البشر، ويرغبوا في حياة الزرائب مع البقر؟! هذا هو السؤال الذي لا يفارق مخيلتي كلما سمعت ناعقا ينعق بلغة الطائفية التي لا تجيد إلا النطاح مع بني الإنسان، تحت دواعٍ لا يفهمها إلا مرضى الفرقة، الذين هم كانوا ولا يزالون السبب الأول والأخير في سحق مليار ونصف المليار مسلم، بأقدام خمسة ملايين صهيوني فقط، لأننا غثاء كغثاء السيل، ننعق مع كل ناعق، وننبح مع كل نابح، وننطح مع كل ناطح.

لم يعد الصعود على القمر شيئا يستحق أن يُذكر عند الغرب، وقد صاروا يحجزون لمن يريد أن يشم الهواء على القمر، بأسهل مما نحجز نحن إلى أية عاصمة عربية، فالصعود إلى القمر صار عندهم «دقة قديمة» فقد دخلوا عالم الذرة، وعالم الجينات، وسيدخلون عوالم أخرى، ولا نزال نحن ننقش المنابر، ونفرش المحاريب، ونطرز الجُببَ لمن يمزقنا أكثر، ولمن يشتتنا أكثر، ولمن يشحن بعضنا على بعضٍ أكثر، وكأننا لا نريد أن نخرج من عالم الحيوان إلى عالم الإنسان، الذي أراده الله لنا وكرَّمنا به وفضَّلنا على كثير من خلقه!

حتى الحيوان الحلال يحرم أكله إذا أصبح جلاَّلا، لأنه يأكل فضلة الإنسان، فكيف بالجلاَّلين من البشر؟! ونحن سمَّاعون لهم، وكلما صفقنا لهم فخرا واعتزازا، كلما صفق لنا العالم سخرية واستهزاء!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2712 - الأحد 07 فبراير 2010م الموافق 23 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:27 ص

      لعن الله الطائفية

      مقاولك عظيم ياسيد عقيل .. ولكن تذكر يا سيد عقيل انك احد الناعقين بلغة الطائفية استرجع قراءة مقالاتك السابقة وياتيك اليقين

    • زائر 3 | 3:28 ص

      ..

      قبل أن أعلق على المقال - لقد أبهرني فعلاً كتابتك أستاذ عقيل، أول مرة أرى قلمك يكتب بصورة أدبية جميلة :) أقصد أغلب المقالات التي قرأتها لك هي مقالات ساخرة ولا تحمل بعد أدبي مثل هذا .. أبهرتني بصراحة
      أما في ما يخص محبي التناطح، فهذا الكلام لا ينفع معهم، إنما نحن نمر بفتنة متأججة ولا يوجد حتى الآن ما يثبت أنها ستنتهي في القريب، لن ينجو منها إلا من لم يعرف ما في نفسه ..

    • كشاجم | 1:20 ص

      مرضى وليس لهم دواء

      هؤلاء مرضى ولا يهمهم سوى مهاجمة إنجازات المتميزين. لأنهم لا يستطيعون أن يصنعوا مسمارا ولا حتى جورابا، فيجن جنونهم إذا ما رأو جيراننا يحلقون في الفضاء ويصنعون طائرات وصواريخ وغيرها. ولا ننسى أيضا الأبحاث الدوائية والعلاجية التي يبدعون فيها وهؤلاء همهم الموسيقي والترفيه ومسلسلات هابطة في الحضيض.
      تحياتي

    • زائر 2 | 11:38 م

      الى متى

      التجنيس التميز الطائفية الكراهية هذا المربع هو نتاج التجنيس السياسي (ابو الكبائر)

    • زائر 1 | 11:25 م

      ؟

      الموضوع نفيس والمغزى أنفس
      لكن ترى غثيتنا من صباح الله خير بالزرايب والفضلات والقطعان والتيوس
      ولو إن السعيدي وأضرابه ما لهم أنسب من الزرايب!
      يعطيكم العافية

اقرأ ايضاً