أعلن نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي محمد جابر الأنصاري إقامة معرض للكتاب البحريني بمناسبة ذكرى ميثاق العمل الوطني التي تصادف يوم 14 فبراير/ شباط الجاري، وذلك في الفترة من 9 إلى 18 فبراير.
وأكد الأنصاري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة المنظمة للمعرض يوم أمس (الأحد) في المركز، أن غزارة إنتاج الكتب البحرينية بعد مرحلة ميثاق العمل الوطني والتي بلغت 1700 كتاب، يعود إلى كون سقف حرية التعبير يتيح المجال للإنتاج الفكري ، وأن ذلك دليل على مشاركة العقول البحرينية في مشروع الإصلاح الوطني.
وقال: «من المعروف أن معارض الكتب التي شهدتها البحرين منذ عدة أعوام، كانت المساحة فيها محدودة للكتاب البحريني، والمعرض المزمع تنظيمه يركز على الكتاب الوطني، بعيدا عن الأغراض التجارية، لأنه حدث ثقافي خالص والقصد منه إبراز الكتاب البحريني والمؤلفين البحرينيين الذين بذلوا جهودا كبيرة في تأليف الكتب، وخصوصا أن البحرين هي موطن الكتاب الوطني أو القادم من الخارج».
وتابع أن «هناك كتبا متعددة تعايشت في مكتبات البحرين، وكان من الممكن للقارئ أن يحصل على كتب كارل ماركس وسيدقطب على حد سواء، وكان هناك مجال للآراء المتعددة، وهي الظاهرة التي تجتذب حتى القراء من خارج البحرين».
ونوه الأنصاري إلى أنه سيتم توزيع عدد من الكتب والأبحاث والدراسات خلال المعرض، وأن من ضمن الكتب التي ستصدر في المعرض هو كتاب للكاتب منصور سرحان بعنوان: «المجموعة الخليفية للشباب» ويضم تاريخ البحرين من عهد أحمد الفاتح إلى اليوم، إضافة إلى كتاب للكاتب إبراهيم العريض، وآخر للكاتب عبدالله المطوع عن تحليل مضامين خطب الأمير الراحل، وكتب أخرى ستكون متوافرة لمن أراد أن يأخذ منها نسخا.
وأشار الأنصاري إلى أن الهدف من تنظيم المعرض هو أن الجمهور البحريني لم يكتشف بعد مركز عيسى الثقافي، وهو المشروع الذي تم العمل على إعداده لأعوام، لافتا إلى أن المكتبة لا تقتصر على رفوف الكتب وإنما فيها تقنيات حديثة يمكن الاستفادة منها، وتقنيات حديثة للتواصل مع اجتماعات عربية أخرى.
وأبدى استعداد المركز لطباعة الكتب التي يراها مناسبة لمن يتقدم بها، مؤكدا أن المركز على استعداد بتوجيه جلالة الملك أن يشجع النتاج البحريني، ويطبع ما يقدم له من مؤلفات.
وقال: «نسعى من وراء المعرض إلى التعريف بالكتاب البحريني، وليس اقتنائه، وذلك يأتي من باب الاهتمام بالكتاب الوطني البحريني. ولذلك فإن المعرض سيكون توثيقيا وتعريفيا للكتاب البحريني، وليس معرضا تجاريا لشراء الكتب، وإنما هو للتعريف وإظهار الجهد الوطني البحريني في مجال إصدار الكتب».
ولفت الأنصاري إلى أنه سيتزامن مع إقامة المعرض طباعة صحيفة تتألف من 14 صفحة تحتوي على المعالجات الصحافية فيما يتعلق بالكتاب، وسيكون ذلك من خلال عدد واحد يوزع يوم افتتاح المعرض.
أما مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي منصور سرحان، فلفت إلى أن المعرض سيضم 3 آلاف عنوان ويغطي حقولا معرفية مختلفة، باعتبار أن المواطن البحريني مس بقلمه حقولا معرفية مختلفة، كالاقتصاد والدين والأدب والعلوم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأكد سرحان أنه رصد في الفترة بين العامين 1900 و1999 عناوين الكتب البحرينية والتي بلغت 1502 عنوان، في حين أنه رصد بعد مرور عشرة أعوام على ميثاق العمل الوطني 1700 كتاب، وأنه قام بإعداد ببلوغرافيا تضم معلومات عن 1650 كتابا صدر في العهد الإصلاحي.
وقال: «بلغ عدد المؤلفين البحرينيين 850 مؤلفا، من بينهم 130 مؤلفة أصدرن 300 عنوان كتاب، وهو ما يعني أن المرأة ساهمت في 10 في المئة من معدل النتاج الفكري المحلي».
وتابع «في عهد جلالة الملك ازدهرت الصحافة، فمنذ فترة الستينيات إلى التسعينيات صدرت صحيفتان يوميتان فقط، في حين صدر في عهد الميثاق 7 صحف يومية أخرى، من بينها 3 صحف أسبوعية. ناهيك عن 42 مجلة اقتصادية وتاريخية وفنية وثقافية. وكل هذه الأرقام تثبت أن الحركة الفكرية والثقافية في عهد جلالة الملك كان لها بروز كامل، ويجسد هذا بالحقائق والأرقام».
ولفت منصور إلى أن المعرض سيشهد توزيع 2300 نسخة لثمانية عناوين كتب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الكتب التي صدرت بعد الميثاق وتم توثيقها في ببلوغرافيا تضم 1650 عنوان كتاب بخلاف الدراسات الأكاديمية التي وصل عددها إلى 1500 عنوان.
وأكد سرحان أن الكاتب البحريني ساهم في تأليف ونشر الكتب منذ العام 1932 عندما صدر كتاب «ديوان الذكرى» لإبراهيم العريض، فيما صدر أول كتاب لامرأة في العام 1973 وهو كتاب عن تاريخ البحرين لأمل الزياني.
وأوضح أنه في الفترة بين العامين 2000 و2009، بلغ عدد الكتب البحرينية التي أخذت الجانب السياسي أكثر من 60 كتابا، وهو ما اعتبره دليلا على حرية التعبير والرأي في عهد الإصلاح.
وأكد سرحان أن المعرض سيتضمن عرض الصحف المحلية والأعداد الأولى منها، إضافة إلى الأعداد الأولى لـ 45 إلى 50 مجلة صدرت في البحرين.
من جهته، أشار المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي خلدون أبا حسين إلى أن معرض الكتاب البحريني يعد أول نشاط ثقافي يقيمه المركز في العام 2010، واختيار الكتاب البحريني سيكون بداية لأنشطة المركز للعام 2010، لافتا إلى أن الفكرة تعود للأنصاري، ومن ثم تبناها مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي.
وأوضح أبا حسين أن المعرض سيكون مفتوحا يوميا في الفترتين الصباحية والمسائية، لافتا إلى توافر كشف بكل الكتب المعروضة المتوافرة للزائرين، إضافة إلى مجموعة من الكتب والمجلات التي سيتم إهداؤها للزائرين.
وأكد أبا حسين أن بعض مؤلفي الكتب البحرينيين سيكونون متواجدين خلال فترة إقامة المعرض، لافتا إلى إنشاء موقع إلكتروني للتعريف بالمعرض والكتب المعروضة فيه، ولاستقبال الآراء والاقتراحات والأسئلة.
العدد 2712 - الأحد 07 فبراير 2010م الموافق 23 صفر 1431هـ