العدد 2712 - الأحد 07 فبراير 2010م الموافق 23 صفر 1431هـ

كيف ينظر الأميركيون للمسلمين؟

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

سوف يحدد الشعب الأميركي وانفتاحه على المجتمعات المسلمة من نواحٍ عديدة مستوى النجاح الذي تحققه مبادرة الرئيس أوباما للانخراط العالمي، والتي كان قد أطلقها يوم تنصيبه قبل سنة واحدة عندما نادى إلى «طريق جديد إلى الأمام» مع المسلمين. سوف يعتمد التغيير إلى درجة بعيدة على الكيفية التي يفكر فيها الأميركيون. لذا فمن المهم جدا إدراك وفهم وجهات النظر الأميركية حول الإسلام والمسلمين.

ما مدى معرفة الأميركيين بالإسلام والمسلمين؟

ما هي الميزات التي تُعرِّف المسلمين في معظم العقليات الأميركية؟

وربما يكون السؤال الأهم هو، ما هي العوامل التي تجعل التحامل أو التسامح أكثر احتمالا؟

تلقي دراسة جديدة نشرها الأسبوع الماضي مركز غالوب للدراسات الإسلامية الضوء على هذه الأسئلة وكثيرة غيرها. فيما يلي نتائج اكتشفناها عندما أجرينا مقابلات مع عينة ممثلة للأميركيين مكونة من ألف شخص حول وجهات نظرهم المتعلقة بعدد من المجتمعات الدينية، مع تحليل معمق لوجهات نظرهم حول الإسلام والمسلمين.

هناك احتمال أكبر بأن يعترف الأميركيون أنهم يشعرون بالتحامل ضد المسلمين مقارنة بأي مجتمع ديني آخر قام مركز غالوب بدراسته. يعترف 43% من الأميركيين بأنهم يشعرون ببعض التحامل تجاه المسلمين. وتعدّ هذه النسبة أكبر من ضعف عدد الذين يعبّرون عن بعض التحامل تجاه اليهود أو البوذيين أو المسيحيين.

اكتشفنا كذلك أن كون المرء متحاملا ضد اليهود يجعله أكثر احتمالا لأن يعبّر عن التحامل ضد المسلمين، بشكل أكثر من أي عامل قمنا بدراسته.

ومن بين كافة المتغيرات التي قمنا بدراستها، والتي تتراوح بين العمر إلى التعليم إلى وجهات النظر، فإن العامل الأكثر ارتباطا بالتحامل المعادي للإسلام ليس هو مستوى التعليم، أو ما إذا كان الشخص يعرف مسلما أو حتى رأي الشخص بالإسلام، وإنما هو التحامل ضد اليهود.

وتقترح هذه النتائج أن المشاعر المعادية للسامية وللإسلام هي ظواهر مترابطة، وأنه يتوجب على المنظمات التي تحارب هذه الأمراض المجتمعية أن تعمل أكثر مع بعضها بعضا، إذ يبدو أنها تحارب من أجل هدف مشترك.

إن الحضور المتكرر لخدمة الصلاة يقلّل من احتمال أن يعبّر الأميركيون عن تحامل متطرف تجاه المسلمين إلى النصف. فعلى سبيل المثال، فإن الحضور إلى الكنيسة بشكل متكرر يجعل الشخص أقل احتمالا وليس أكثر احتمالا لأن يعبّر عن تحامل ضد المسلمين.

أظهرت الدراسة كذلك أن التحامل أو عدم وجوده هو أمر مرتبط برأي الشخص في الإسلام أكثر مما هو مرتبط بما إذا كان الشخص يعرف مسلما بصورة شخصية. إذا لم يكن الشخص يعرف مسلما بصورة شخصية، فإن ذلك يجعله أكثر احتمالا لأن يعبّر عن التحامل ضد المجموعة. ولكن ولعله أمر يثير الدهشة، فإن معرفة مسلم لا تزيد من احتمالات أن يعبر الشخص عن عدم التحامل.

ما تقترحه هذه النتائج هو أن معرفة شخص مسلم قد تساعد على تلطيف التحامل المتطرف، ولكنها ليست كافية لإزالة هذا التطرف بصورة كاملة.

وتخبرنا نتائج دراستنا كذلك أن وجهات النظر الأميركية حول ما يفكر به المسلمون تختلف أحيانا إلى حد بعيد عما يفكر به المسلمون فعلا.

يعتقد حوالي ثمانية من كل عشرة أميركيين (81%) أن معظم المسلمين لا يقيمون وزنا للمساواة في النوع الاجتماعي، إلا أنه وحسب أبحاث مركز غالوب في المجتمعات ذات الغالبية الإسلامية حول العالم، يعتقد غالبية المسلمين، بمن فيهم 85% من السعوديين و89% من الإيرانيين أنه يجب أن يتمتع كل من الرجل والمرأة بحقوق قانونية متساوية.

ورغم ما قد يبدو نتائج سلبية، تشير نتائج الدراسة إلى أن وجهات نظر الأميركيين نحو الإسلام والمسلمين تحسّنت بشكل عام خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى ذلك، يقول حوالي سبعة من كل عشرة أميركيين أيضا إن تفاعلا أكبر بين الغرب والمجتمعات المسلمة يشكّل فائدة أكثر من التهديد. ويتشارك غالبية المصريين والسعوديين والإندونيسيين بهذا الرأي. واقع الأمر أنه بشكل عام، فإن تقبّل المسلمين للولايات المتحدة وقيادتها آخذ بالارتفاع.

تُظهر هذه الدراسة في نهاية المطاف أن وجهات النظر ليست دائمة، وهو أمر واعد. إلا أن الجمهور بحاجة للتثقيف في مجال المعتقدات الدينية المسلمة. فعلى سبيل المثال، فإن الأميركيين الذين يعتقدون أن معظم المسلمين يساندون الحقوق المتساوية بين الرجل والمرأة هم أكثر احتمالا بنسبة الضعف لأن يعبّروا عن عدم التحامل ضدهم، الأمر الذي يشير إلى حاجتنا إلى المزيد من الوعي بحقيقة أن معظم المسلمين في كافة أنحاء العالم يساندون المساواة في النوع الاجتماعي. ونعلم كذلك من نتائج الدراسة أن التحامل لا يقتصر على مجموعة واحدة، الأمر الذي يخلق فرصة للمزيد من الشراكة بين الديانات للمساعدة على التعامل مع هذه القضية.

تريد غالبية كل من الأميركيين ومسلمي العالم الانخراط بدلا من العزلة، وهي عملية تبدأ في البيت، من خلال المزيد من التفهّم لوجهات نظرنا.

* المديرة التنفيذية لمركز غالوب للدراسات الإسلامية والمؤلفة المشاركة مع جون إسبوزيتو لكتاب «من يتكلم نيابة عن الإسلام؟ ما يفكر به فعلا مليار مسلم» (غالوب 2008). وهي أيضا عضو في المجلس الاستشاري للرئيس حول الشراكات التي ترتكز على الإيمان وفي الأحياء المتجاورة، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2712 - الأحد 07 فبراير 2010م الموافق 23 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً