كل أسبوع تقريبا نسمع قصّة جديدة عن الحرائق التي تحدث في البيوت والتي تحصد أرواح الناس، ويُؤلمنا جدا عندما نعلم بأنّ بعض هذه الأرواح تموت أثناء النوم بسبب الدخّان وليس الحريق نفسه، ولا نرى أجهزة السلامة أو كاشف الحريق في تلك المباني أو البيوت.

للأسف الشديد لا يطبّق قانون الأمن والسلامة إلا في بعض المباني، وفي بعض الحالات، وتقتصر أجهزة كاشف الدخّان على بعض العوائل الواعية بأهمّيته داخل البيوت، وبالتالي لا نجد الكثير من البيوت التي تهتم بموضوع السلامة.

كم من الأرواح نحتاج إلى حصدها حتى نستطيع الخروج بقانون وجوب وضع أجهزة كاشف الدخّان داخل المباني، مع العلم بأنّ هناك العديد من الدول تطبّق هذه القوانين، وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركية، إذ إنّك لا تذهب إلى مكان عام أو خاص، بيت أو مطعم، إلاّ وأجهزة كاشف الدخّان، وطفّايات الحريق أمامك.

قد تعيش حياتك كلّها وأنت بمنأى عن اندلاع الحريق في بيتك، ولكن هل أنت متأكّد من أنّك ذلك الشخص المحظوظ؟

إذا كانت الإجابة بلا، فعليك أن تبدأ من اليوم بالسؤال عن كيفية وضع هذه الأجهزة في المنزل، حتى تتدارك حريقا بسيطا، قد يتحوّل في عدم وجود كاشف الدخّان إلى حريق كبير.

وإذا كان هناك قانون حول هذه الأجهزة ووجوب وجودها داخل المنازل والمباني، فإننا لا نجده مطبّقا بالصورة الصحيحة، وكذلك ينطبق الحال على البيوت القديمة، التي تحتاج إلى الاهتمام والتركيز لوضع هذا القانون.

للأسف الشديد نجد كذلك بأنّ أهل المنزل أو الموجودين في الشقّة المحترقة، لا يستطيعون الخروج، لعدم وجود مخرج أو سلّم للحريق من الخارج، ففي حال اندلاع الحريق في غرفة المعيشة، فانّ من يوجد في الغرف المجاورة، لا يستطيع الخروج ولا يستطيع إنقاذ نفسه، وبالتالي ينتظر إمّا مشيئة الله أو حضور سيارات الإطفاء.

لو بحثنا عن سعر هذا الكاشف، فإننا سنجد بأنّ سعره زهيد جدا، وطريقة وضعه أسهل، وليس هناك أي تعقيدات، إنما التعقيدات الموجودة لدينا تتشكّل في عدم الوعي بخطورة الموقف، وعدم الاهتمام بأجهزة السلامة، وكذلك عدم وجود قانون قوي ومفتّشين داخل البيوت بضرورة وجود هذه الأجهزة.

ننتظر من الحكومة أن تسعى جاهدة، مع أنّها تجهد في هذه المواضيع، وتحتاج إلى تغيير الفكر حول موضوع الأمن والسلامة، لوضع قانون رادع ضد من لا يضع أجهزة كاشف الدخّان داخل المبنى، وفي حالة المخالفة، ننتظر وجود الغرامة الصارمة التي تساعد على وضعه، لأهمّية هذه الأجهزة في تقدّم الدولة.

نطمح إلى التقدّم على المستوى الاقتصادي والسياسي والعلمي، ولكن لنحصل على التقدّم لابد لنا أن نحذو حذو الدول المتقدّمة في تطبيق إجراءات الأمن والسلامة، لأنّها مرآة عاكسة على التقدّم الحقيقي، كما تعكس حضارة وتحضّر المجتمع الموجود داخلها